كتاب يتضمن تأملات فلسفية مهمة حول طبيعة الوحي في الأديان بمعني اتصال الله بالأنبياء ووسائل الوحي وأشكاله محاولا الإجابة عن عدة تساؤلات منها هل الوحي أمر ممكن عقليا, ويكشف الاختلافات بين الأديان في طبيعة الوحي ووسائله حيث توجد أشكال متنوعة للوحي, منها أسلوب الوحي في التقليد اليهودي والمسيحي والاسلامي, مبرزا الاختلافات بين الديانات الإبراهيمية( اليهودية المسيحية الإسلام) التي تنتمي إلي مسار واحد من حيث النشأة, لكنها اتخذت أثناء نموها وتجليها في التاريخ, طبائع مختلفة تصل أحيانا إلي حد التعارض, معتبرا أنه برغم هذه الاختلافات, فإن طبيعة الوحي في تلك الديانات أكثر وضوحا من أديان الهند علي الأقل, حيث يوجد في الديانات الإبراهيمية إله محدد وله صفات محددة.ويتناول الكتاب أشكال الوحي في بعض الأديان البشرية التي تنسب إلي مؤسس أسطوري أو خرافي مثل' هيرميس' الذي تنسب إليه مجموعة التعاليم الدينية والفلسفية السرية كوحي سماوي,لافتا إلي وجود بعض الأديان التي لا تلجأ إلي الوحي إطلاقا مثل البوذية التي تبدأ من نقطة بشرية وهي إلهام الحكيم' بوذا', كما يتعرض لأوجه الاختلاف والتشابه في نمط الوحي في ضوء منهج تحليلي مقارن بالنصوص في الكتب المقدسة في بعض الأديان الوضعية.ويتحدث عن التأسيس الأخلاقي للوحي, ويشير إلي أن الله الكامل لابد أن يكون أخلاقيا ويرضيه الالتزام الأخلاقي, ومن ثم يستلزم هذا ضرورة أن يوجد تنبيه ما يحفز البشر علي الالتزام الأخلاقي مع تأكيد أن كثيرا من الناس لا يلتزمون دون خوف من قوي مطلقة ويزعمون نسبية المبادئ الأخلاقية كحجة للانحراف, وكثير من الناس يقولون بعدم وجود عدالة في الحياة, فالأشرار سعداء والفضلاء تعساء, ومن ثم لابد من إعمال العدل الذي يقتضي وجود حساب. والكتاب من تأليف د.محمد عثمان الخشت, الباحث في علم الأديان والمذاهب بجامعة القاهرة ومدير مركز اللغات الأجنبية والترجمة بالجامعة, ويعد الإصدار الأول لسلسلة فكرية جديدة لوزارة الثقافة تحت عنوان:' الفلسفة'.