أغلب المسلمين حول العالم يؤيدون تطبيق الشريعة الإسلامية كقانون رسمي في بلادهم إلا أنهم مازالوا منقسمين حول كيفية تطبيقها . هذا ما أكدته الدراسة التي أجراها معهد بيو الأمريكي للدين والحياة العامة بين عامي2008 و2012, وشملت38 ألف شخص من39 دولة, حول موضوع الديانة السياسية والمجتمع في العالم الإسلامي الذي يضم1.6 مليار نسمة, مشيرة إلي أن99% من الأفغان يؤيدون تطبيق الشريعة, بينما تحظي بتأييد74% في مصر. وأظهر استطلاع معهد بيو ومقره واشنطن مساء أول أمس أن أكثر من ثلاثة أرباع المسلمين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا وجنوب شرق آسيا يريدون محاكم الشريعة للبت في قضايا قانون الأسرة مثل الطلاق ونزاعات الملكية. وفي كثير من أنحاء العالم الإسلامي تنقسم الآراء بشأن عقوبات مثل قطع أيدي السارقين أو إعدام المرتدين علي الرغم من أن أكثر من ثلاثة أرباع المسلمين في جنوب آسيا يقولون إن هذه العقوبات لها ما يبررها. وساعدت تلك العقوبات علي جعل الشريعة مثار جدل في بعض الدول غير الإسلامية حيث يقول بعض المنتقدين إن المسلمين المتطرفين يريدون فرضها علي المجتمعات الغربية ولكن الاستطلاع يظهر أن الآراء في الدول الإسلامية بعيدة عن التجانس. وأوضحت الدراسة أن المسلمين لا يشعرون علي حد سواء بالارتياح لجميع جوانب الشريعة, ولا يؤمن معظمهم بضرورة تطبيقها علي غير المسلمين. وفي هذاالإطار, قالت أماني جمال أستاذة العلوم السياسية بجامعة برنستون وقد عملت مستشارة للمشروع إن المسلمين في المجتمعات الفقيرة والقمعية يميلون إلي تعريف الشريعة بالقيم الإسلامية الأساسية مثل المساواة والعدالة الاجتماعية, مشيرة الي أن في تلك المجتمعات يميل الفرد إلي رؤية دعم كبير للشريعة. وعلي النقيض من ذلك فإن المسلمين الذين عاشوا في ظل نظم إسلامية ضيقة إن لم تكن متزمتة كانت أقل دعما للشريعة كقانون رسمي. واستطردت الدراسة قائلة إن غير المسلمين في هذه الدول يمكنهم ممارسة شعائرهم الدينية بحرية وإن هذا جيد. وكان هذا الرأي أقوي في جنوب آسيا إذ وافق علي ذلك97% من الذين جرت مقابلتهم في بنجلادش و96% في باكستان بينما كانت أقل نتيجة في الشرق الأوسط وهي نسبة77% في مصر. وقد أوضح القائمون علي الاستطلاع أنه شمل المسلمين فقط ولم يشمل الأقليات. وفي العديد من الدول المسلمة تقول الأقليات المسيحية إنها لا يمكنها ممارسة شعائرها الدينية بحرية وتتعرض في الواقع للتمييز الهجمات البدنية. ورأت أقلية أن التوترات بين السنة والشيعة مشكلة كبيرة جدا وقد بلغت النسبة38% في لبنان و34% في باكستان و23% في العراق و14% في تركيا. ويلوح في الأفق الصراع مع الأديان الأخري بشكل أكبر إذ قال68% في لبنان و65% في تونس و60% في نيجيريا و57% في باكستان انها مشكلة كبيرة. وفي معظم الدول التي شملها الاستطلاع كان المسلمون أكثر قلقا من التطرف الإسلامي عن أي شكل آخر من أشكال العنف الديني. فقد رفضت الأغلبية التفجيرات الانتحارية علي الرغم من أنها لاقت تأييدا بنسبة40% في الأراضي الفلسطينية و39% في أفغانستان و29% في مصر و26% في بنجلادش. وفي سياق منفصل, أظهر الاستطلاع نتائج متفاوتة للاسئلة المتصلة بالعلاقة بين السياسة والإسلام. وحظي تأييد الديمقراطية بأغلبية طفيفة في دول الشرق الأوسط الكبري 54% في العراق و55% في مصر وتراجعت إلي29% في باكستان. وعلي النقيض من ذلك فقد بلغت81% في لبنان و75% في تونس و70% في بنجلادش. وفي المسائل الأخلاقية, يقول75% إن الإجهاض خطأ أخلاقي ورفض80% أو أكثر المثلية الجنسية وممارسة الجنس خارج إطار الزواج. وكذلك في الحياة الأسرية, قالت أغلبية من74% في لبنان إلي96% في ماليزيا إن الزوجات عليهن طاعة أزواجهن دائما. وتتباين وجهات النظر بشدة حول ما إذا كانت المرأة يجب أن تقرر بنفسها ارتداء الحجاب إذ يوافق علي ذلك89% في تونس و79% في إندونيسيا بينما يرفضه45% في العراق و30% في أفغانستان. وأخيرا, أشار جزء من الاستطلاع يتناول مسلمي الولاياتالمتحدة إلي أنهم أحيانا أكثر شبها بالأمريكيين الآخرين منهم بالمسلمين في جميع أنحاء العالم. وقال حوالي نصفهم فقط إن أصدقاءهم المقربين من المسلمين مقارنة بنسبة95% من المسلمين في العالم.