بعد زلازل الصين وروسيا واليابانوإيران أثارت توقعات بحدوث زلزال قوي في مصر وشمال افريقيا خلال أسبوع مخاوف وردود فعل واسعة. التوقعات التي تم تداولها ومنسوبة إلي وكالة المسح الجيولوجي الامريكية(U.S. تGeologicalSurvey) قالت إن زلزالا تتراوح شدته مابين9 إلي10 درجات بمقياس ريختر سوف يضرب المنطقة وإن آثاره ستكون مدمرة. والسؤال: هل مصر معرضة بالفعل لزلزال كبير علي غرار زلزال1992 ؟ وهل يمكن التنبؤ علميا بالزلازل قبل وقوعها؟! الخبراء يؤكدون أنه لا توجد تقنية للكشف عن الزلازل قبل وقوعها في الوقت الحالي, كما أن وكالة المسح الجيولوجي الأمريكية لا تصدر تقارير إلا عن الزلازل التي وقعت بالفعل. لكن الدكتور أبو العلا أمين أستاذ الزلازل ونائب رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية يري أنه لا يوجد مكان علي سطح الأرض بمنأي عن حدوث زلازل, لكن قوة هذه الزلازل وعددها تختلف طبقا للتركيب الجيولوجي لكل منطقة علي حدة. ويشير د. أبو العلا إلي أن التنبؤ بالزلازل يكاد يكون مستحيلا, برغم ما تملكه مصر من شبكة رصد تساعد علي تقليل مخاطر الزلزال في المستقبل القريب والبعيد, وليس منع حدوثه, حيث يصنف النشاط الزلزالي في مصر من النوع المتوسط. المشكلة أنه عند حدوث أي زلزال في مصر فإن أخطاره تساوي أخطار الزلازل العملاقة لوجود كثافة سكانية كبيرة في وادي ودلتا النيل, حيث التركيب الجيولوجي لها يتكون من تربة طينية هشة تؤدي إلي تكبير موجات الزلازل من5 إلي6 مرات في أثناء حدوثه, بدليل زلزال1992 حيث تم تصنيفه من ضعيف إلي متوسط بحسب مقياس ريختر5.3, ولكن تأثيره خلف نحو1000 قتيل وملايين الدولارات خسائر. وفي كل الأحوال فإن الزلازل العملاقة تبدأ من7 درجات والكبيرة من6 درجات, ولا خوف من حدوث زلزال في الصحراء الشرقية لوجود تربة صلبة عكس ما يحدث في الدلتا والصحراء الغربية,, اكبر مصدر زلزال يؤثر علي مصر يكون في جنوب شرق البحر المتوسط خاصة بين جزيرتي كريت وقبرص. بدوره قال الدكتور رشاد قبيس أستاذ الزلازل المتفرغ بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية إن الزلازل التي وقعت مؤخرا في شمال الصين وروسيا واليابان وايران هي من حركة الهيمالايا وجذورها, وأن هذه الزلازل شعرت بها دول الخليج, ولم تكن لها آثار مدمرة, وحدث قبلها في22 نوفمبر الماضي في خليج العقبة وهز كلا من تركيا شمالا للسودان جنوبا وفي العراق شرقا وليبيا غربا. وأضاف أن منطقة الشرق الأوسط وشمال الهيمالايا لا توجد بها زلازل تزيد علي8 درجات, وما قيل عن حدوث زلزال في الشرق الأوسط يصل إلي10 درجات بمقياس ريختر مستحيل, ولم يحدث في تاريخ الكرة الأرضية, وأكبر زلزال حدث في التاريخ كان8.9 بمقياس ريختر كان في غرب تشيلي في المحيط الهادي عام1960 وهز الكرة الأرضية بأكملها. وما حدث أخيرا في اليابان من زلازل لأنها بطبيعتها تقع في المجموعة النشيطة, وزلزال قوته7 درجات هو زلزال لا يذكر, لكن منطقة غرب الصين وجنوب غرب إيران وباكستان قوته7.6 درجة. واخيرا يؤكد الدكتور قبيس أن مصر وشمال افريقيا لن تتأثر بالزلازل التي وقعت مؤخرا في آسيا مشيرا الي ان الزلازل العملاقة تحدث فقط في الحزام النشط بطول سواحل المحيط الهادي ومنطقتي إندونيسيا والفلبين!