وبدأ الحديث عن هدايا عيد الأم بمناسبة عيد أغلي الحبايب الذي يهل علينا بعد غد.. والكثير منا يعتقد ان تقديم هدية ثمينة للأم هو قمة البر والتعبير عن الحب لها. لذا يحرصون علي شرائها حتي لو كانت تستنزف الكثير من ميزانية اسرهم.ولكن هل الهدية وحدها هي التي تسعد قلب الأم؟ ام ان هناك اشياء كثيرة اخري غابت عن أذهاننا في خضم مشاغل الحياة ولهوها, واختفاء صلة الارحام والبر بالوالدين وتسرب مشاعر الحب الدافئة والمودة الصادقة بين أفراد الاسرة؟ واذا سألت احدا: هل انت بار بأمك؟ قد يتعجب من السؤال ويجيب بسرعة: طبعا فهي امي.. اسأل عليها والبي طلباتها واشتري لها هدية في عيد الأم.. ولكن هذا البر ينقصه الكثير مما يسعد قلب الام من وجهة نظرها..التي تعرضها مجموعة من الامهات لاعن جحود الأبناء ولكن عن افتقادهن مشاعر الحب الصادقة لدي فلذات اكبادهن بل واحفادهن ايضا. ** اذا سألتيني عن اولادي.. هل هم بارون بي؟؟ اقول نعم ولا.. حقيقي لاينقصني شيء وربنا كرمني والحمدلله واديت رسالتي حتي اصبح لكل واحد منهم اسرته وحياته الخاصة. ولا انكر انهم يسألون عني ويزوروني لما تسمح ظروفهم, ويقدموا هدايا غالية في عيد الأم.. ورغم ذلك اراهم حتي وهم في استضافتي بالبيت حاضرين وغائبين في نفس الوقت.. فالساعات او الدقائق التي يزوروني فيها ليست خالصة لي.. فدائما المحمول في اليد مشغولون بمكالمات وتلقي رسائل.. وتوجيهات هنا وهناك.. اما( اللاب توب) فهو حكاية وحده لدرجة انني اسميه( مفرق الجماعات) لانهم يجلسون معي.. والحقيقة ان جميع حواسهم وانتباههم معه.. واسأل نفسي: هل يستكثر علي فلذات كبدي الأوقات القليلة التي هي لزيارتي والكلام معي عن احوالي؟ واحيانا احس بوحشة واحن لصوت واحد منهم واطلبه بالتليفون.. يكون الرد بسرعة: فيه حاجة يا أمي؟ انكسف اقول: كان نفسي اسمع صوتك أو اسمع كلمة ترحيب حلوة تفرحني.. لاني كده احس اني أزورك وادق علي باب بيتك لتفتحه لي.. الزيارات حتي الاسرية كلها اصبحت تليفونية لان الكل مشغول. انا لست انانية.. ولكن اطمع في اهتمام اولادي.. وهو عندي اغلي هدية. ** أولادي بيسألوا علي ويتذكرون هديتي في عيد الام.. لكن من غير قلب يعني لا اشعر بحب صادق أو رغبة حقيقية في التواد الاسري يعني( تأدية واجب) فقط.. انا عندي بنتين وولد.. كل واحد يزورني مع اسرته ومعه هديته.. ولايفكر ان يرتب مع اخواته ميعاد زيارته مع انها فرصة نتجمع كلنا.. حقيقي انا اللي بأجمعهم كلهم.. لكن كنت احب انهم من انفسهم يفكروا في لم شملهم ودخولهم علي في وحدتي مع بعضهم.. وقتها احس فعلا بالحب الحقيقي اللي طالع من قلبهم.. وحيكون اغلي هدية في حياتي كلها. ** مشكلتي مع احفادي نورعيني.. أكون متلهفة عليهم ونفسي اكحل عيني برؤياهم واسمع كلامهم واحكي معهم.. لكن كل مرة يصدموني واشعر اني غريبة عنهم.. ولما يزوروني احس انهم في مهمة رسمية بدون عواطف واحيانا ينسوا يقولوا كل سنة وانت طيبة.. كل واحد داخل في يده موبيل يلعب به أو اللي بيسموه( الجيم بوي) مشغول ومركز فيه.. واتلفت وانظر إلي اولادي ان واحد منهم يكلم أولاده ليظهروا لي اي اهتمام. واتحسر علي نفسي لاني جدة( مرفوعة من الخدمة). بسبب ان فلذات كبدي قصروا في حقي ولم يغرسوا في اولادهم حب الجدود واحترامهم.. يعني لازم نعمل كمان عيد للجدود مثل الأمريكان اللي عملوا عيد قومي للجدات والجدود في شهر سبتمبر من كل عام!! لكن الزمن تغير فعلا رغم اننا عملنا كثيرا لنسعد ابوينا وعلمنا اولادنا مكانة الجدود وغرسنا فيهم حبهم حتي كان من اولادي من يعتبر ان بيت الجدة هو بيته الحقيقي. ** هديتي هذا العام انا اللي طلبتها من اولادي أنهم يستضيفوني في بيوتهم أو نحتفل في اي مكان بعيدا عن بيتي.. لان من حقي ولو مرة في السنة اتخدم فكل مناسبة يجتمعون عندي.. حقيقي بأفرح.. لكن انا كبرت ومحتاجة للراحة خصوصا انهم يتركون الحبل علي الغارب لاطفالهم يفعلون ما يشاءون يخربون.. ويفسدون في كل ارجاء البيت دون نهي أو عقاب.. ويكفيني استضافة احفادي عند خروج اولادي للفسحة مع ازواجهم وزوجاتهم ولا واحد منهم مرة يقول: تعالي يا امي اخرجي معانا. وبعد ان استمعنا لفضفضة بعض الامهات عن البر والابناء.. فهل نتذكر في عيد ست الحبايب انها لاتحتاج نقودا أو هدايا وانما كلمة شكر ولمسة حب تحسها بمشاعرها كأم وحق الرعاية لأخر العمر وكل عام وامهات مصر بخير.