وجود طفل مبدع يهتم بالابتكار والتفوق العلمي ولديه من المهارات الخاصة مايجعله متميزا, من أهم أحلام أي أسرة, لذا عليها العمل علي اكتشاف هذا الطفل وتنمية روح الإبداع التي وهبه الله إياها بالتدريب والتشجيع المتواصل حتي لاتهدر هذه المهارات بسبب تجاهلها. كيفية اكتشاف قدرات الطفل المبدع و ميوله يوضحها د.جمال شفيق أحمد أستاذ الإرشاد والعلاج النفسي ورئيس قسم الدراسات النفسية للأطفال بجامعة عين شمس بادئا بتعريف الطفل الموهوب أو المبدع بأنه ذلك الطفل الذي يتفوق علي أقرانه في الأداء في نشاط محدد أو أكثر من الأنشطة كماتتوفر لديه الاستعدادات التي تمكنه من التميز والامتياز في حاضره ومستقبلهلو توفرت له الرعاية الأسرية والمدرسية والبيئة المناسبة, ويمكن تصنيف الأطفال الموهوبين إلي ثلاث فئات رئيسية هي: - فئة المتفوقين عقليا أي الحاصلون علي معاملات ذكاء(140) فأكثر. - فئة الأطفال المبدعين. - فئة الأطفال ذي المواهب والقدرات الخاصة, وهم من يظهرون تفوقا وتميزا في بعض المهارات العقلية والمواهب الفنية كالفن والأدب والرياضيات. تنمية القدرات الإبداعية ويمكن تنمية القدرات الإبداعية لدي الأطفال ذويالقدرات الإبداعية المرتفعة من خلال البيئة الأسرية والمدرسية بصفة عامة, غير أنه يقع عليالأسرة الدور الأساسي والجوهري الذي يسهم بدرجة كبيرة في تنمية استعدادات هؤلاء الأطفال من خلال توفير الجو والمناخ الأسريالهاديء الذي يتفهم خصائصهم والعمل علي إشباع الحاجات النفسية لهم, أيضاتقدير أفكار الطفل الإبداعية وتشجيعه علي ممارستهاودعم ثقتهبنفسه وتنمية إحساسه بالكفاءة والانجاز والتشجيع, وتيسير فرص اندماجه وتفاعله مع أقرانه داخل الأسرة وخارجها. وتعد أساليب التربية والمناخ السائد فيها من العوامل الأساسية وبالغة الأثر في تشجيع الأطفال علي تنمية قدراتهم الإبداعية أو كبتها وإضعافها وإهدارها, فهناك أساليب غير سوية في التنشئة مثل إكراه الطفل علي المسايرة والاتباعية وإعاقة استقلاليته والتسلط والتقييد والسيطرة والحماية الزائدة وإغفال الحاجات النفسية للطفل والتي يلزم إشباعها بصفة أساسية مثل الحاجة إلي الشعور بالأمن وعدم التهديد والحاجة إلي التعبير عن الذات وإلي الفهم والتقدير والتقبل والتشجيع والاهتمام بأفكاره وآرائه وأدائه السلوكي. مناهج غير مناسبة أما عن دور المدرسة و الجامعة في تنمية الطفل المبدع فيوضح د.جمال أنه للأسف فان المدارس والمناهج الدراسية غير مناسبة وغير مؤهلة للتعامل مع هؤلاء الأطفال, فالنظم التربوية المتبعة بها لم تطور نفسها بالأساليب المناسبة لتهيئة الظروف والأجواء التربوية الملائمة لاكتشاف وتنمية ورعاية طاقات الأطفال واستعداتهم الإبداعية وتوجيهها في المسار الصحيح, ومن أهم المعوقات الموجودة بالبيئة المدرسية مايلي: -عدم ملاءمة المناهج الدراسية والأساليب التعليمية, حيث لاتناسب قدراتهم كما لاتتيح لهم فرص الدراسة المستقلة و لاتستثير لديهم حب الاستطلاع والاستكشاف والحوار والمناقشة والنقد والتجريب. -عجز المدرسين عن فهم هؤلاء الأطفال وحاجاتهم النفسية. أما دور الجامعةفهو مهم جدا حيث يوجد بها الكثير من الأساتذة المتخصصين في إعداد الأدوات والمقاييس والأساليب والطرق التي تستخدم في التعرف علي هؤلاء الأطفال والكشف المبكر عنهم, كما يمكن عقد ندوات إرشادية وتوعية في مختلف وسائل الإعلام وفي المراكز الثقافية بالأحياء فيما يتعلق بكيفية اكتشاف ورعايةالأطفال ذوي الاستعداد المرتفع للقدرات الإبداعية. ويحتاج التعامل مع مثل هذه القدرات إلي الاكتشاف المبكر دائما, من خلال الأساليب والوسائل والطرق العلمية المحددة وتفيد الحقائق العلمية المؤكدةبأن استعدادات الإبداع لدي الأطفال تتناقص فيما بين سن التاسعة والعاشرة بعد أن كانت تنمو فيما قبل هذه السن.