ترددت مؤخرا أنباء عديدة حول قرب موعد الافتتاح الجديد لمتحف النصر في مدينة بورسعيد مع قيام الدولة بتمويله ليصبح متحفا للفن الحديث يبث الروح الوطنية لدي المواطنين وفقا لتصريحات وزير الثقافة, وبالطبع فان هناك القليل ممن يعرفون التاريخ البعيد لمولد هذا المتحف والذي يرجع الي ثورة1952 وبالتحديد يوم23 ديسمبر من كل عام الذي حدده الزعيم جمال عبد الناصر ليكون موعدا للاحتفال بعيد النصر في مدينة بورسعيد, وهو العيد الذي كان يتضمن استعراضا عسكريا يلهب حماسة الشعب كله والذي يحضره شخصيا الرئيس جمال عبد الناصر ومعه أعضاء مجلس قيادة الثورة وكبار الضباط بالقوات المسلحة المصرية ولكن الي جانبهم كانت هناك دعوة دائمة أيضا للضباط المتمركزين بمدينة الاسماعيلية وهي الدعوة التي تشمل أسرهم وأطفالهم مما يغرس بذور الوطنية الشديدة لدي الأجيال الحاضرة وأجيال المستقبل في هذا اليوم المشهود. وعقب العرض العسكري كان الضباط وأسرهم يقومون بزيارة متحف النصر الذي يقع في مواجهة ساحة العرض, ولم يكن المتحف يتسع سوي لعدد قليل من الزائرين وعلي الرغم من ذلك فقد كان الإقبال عليه كبيرا ويتدفق اليه العشرات من الكبار والصغار وهو المتحف الذي تنزل اليه بدرجات قليلة ثم تجد نفسك في قاعة متوسطة غير مزخرفة بأي ديكورات حديثة كانت أو قديمة ولكنها مجرد حوائط بيضاء تحمل صورا فوتوغرافية غير ملونة ولكنها تحمل في طياتها ملامح لا تنسي علي مر الزمن وبدون أن تحتاج الي وصف أو الي دعم من الدولة وكانت أبرز هذه الملامح هي صور استشهاد طالب الجامعة الجراحي علي يد الاستعمار الانجليزي قبل الثورة الي جانب لوحات أخري تحمل رسائل كتب فيها بدمه بكل الاصرار والاخلاص لوطنه قصة الكفاح التي لا تنتهي الا برحيل المستعمر عن أرض مصر. ولذلك فاننا عندما نقرأ اليوم عن رصد المبالغ الكبيرة لتجديد المتحف وتحويله الي متحف شامل للفن الحديث لا يسعنا الا أن نستدعي هذه الذكري الغالية التي تم تمويلها بروح الشهادة والفداء للوطن والتي لا تنمحي علي مر الزمان. لمزيد من مقالات نهال شكري