قبيل اجتماع المجلس الوزاري للرباعي الدولي حول الشرق الأوسط الذي سوف يعقد اليوم الجمعة في العاصمة الروسية بحث سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسية مع نظيرته الأمريكية هيلاري كلينتون آخر التطورات على صعيد المباحثات الروسية الامريكية حول الحد من الأسلحة الإستراتيجية وإعداد معاهدة " ستارت – 2" . واستمع الوزيران الى تقريري مندوبيهما في المباحثات ليسجلا ارتياحهما إزاء التقدم الكبير الذي تحقق على صعيد إعداد المعاهدة للتوقيع في اقرب وقت يحدده الرئيسان ميدفيديف واوباما . وتناول اللقاء ايضا تبادل وجهات النظر قبيل اجتماع الرباعي الدولي اليوم في موسكو فيما جمعهما لقاء غير رسمي مع بقية أعضاء الرباعية تبادلوا خلاله الآراء حول الأوضاع في المنطقة حيث تبدى ما يشبه الإجماع حول إدانة التوسع الاستيطاني الإسرائيلي وضرورة استئناف المباحثات الفلسطينية الإسرائيلية . وفي موسكو أيضا التقى لافروف أمس الأمين العام للأمم المتحدة حيث كشف عن قناعة بلاده بضرورة ان تتبنى الرباعية الدولية لوثيقة تتضمن أحكاما واضحة وقاطعة تؤكد الالتزام بكل قرارات المجتمع الدولي السابقة حول شروط وإبعاد المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين . ونقلت المصادر الروسية عن مون قوله ان الرباعية ستصدر في لقاء اليوم بيانا تؤكد فيه إدانة بناء إسرائيل للوحدات الاستيطانية الجديدة بصورة غير شرعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة . ويذكر المراقبون بيان الرباعية الدولية الجمعة الماضية الذي أدانت فيه استمرار النشاط الاستيطاني الإسرائيلي. كما أعلن الأمين العام للأمم المتحدة في حديث إلى إذاعة " صدى موسكو " ان الأوضاع ليست مناسبة بعد لعقد المؤتمر الدولي للسلام في الشرق الأوسط الذي تدعو إليه روسيا . وقال انه لا ينوى إجراء مباحثات مع حركة حماس ما لم تغير من موقفها وتعلن عن مواقف مناسبة لإجراء المباحثات على حد قوله فيما كشف عن انه سيتوجه الي الشرق الأوسط في أعقاب اجتماع الرباعي الدولي للقاء كبار المسئولين الإسرائيليين والفلسطينيين مؤكدا انه لا مناص من المفاوضات المباشرة بين الجانبين . وكانت موسكو قد حرصت على توضيح مواقفها تجاه عملية التسوية السلمية في الشرق الأوسط قبيل انعقاد الرباعية الدولية عبر مسئولين دبلوماسيين اشترطوا عدم الكشف عن أسمائهم ومناصبهم . وحول الموقف من احتمالات إعلان قيام الدولة الفلسطينية من جانب واحد على غرار ما فعلته إسرائيل حين أعلنت عن قيامها واعترفت بها الأممالمتحدة في عام 1948 ذكر مصدر دبلوماسي رفيع المستوى ل"الأهرام " طلب عدم الكشف عن اسمه ان موسكو لا تستبعد الموافقة على مثل هذا الإعلان وهي التي سبق واعترفت بإعلان قيام الدولة الفلسطينية في 1988 بل وسمحت بافتتاح سفارة لها في العاصمة واعتمدت سفيرها في روسيا الاتحادية . وأشار المصدر نفسه إلى أن موسكو تبحث هذه القضية ولا تعترض على هذا التوجه وإن أشار الى ضرورة أن يحظى القرار بموافقة المجتمع الدولي ومجلس الأمن فيما عاد وقال بأنه من الأفضل أن يتم ذلك عن طريق المفاوضات واستنادا إلى القانون الدولي وقرارات الأممالمتحدة. وحول افتقاد الرباعية الدولية لآلية الرقابة قال المتحدث الدبلوماسي ان الرباعية تعمل بكفاءة كبيرة في إطار مفتوح لا تحدده لائحة او ميثاق وتستند في نشاطها فقط الى قرارات الشرعية الدولية وبنود مؤتمر مدريد وخطة الطريق والمبادرة العربية وقرارات انابوليس.