سوهاج بؤرة لتصنيع وتجارة الادوية المغشوشة

خدمة طبية سيئة ومتردية.. والادوية المغشوشة تنتشر.. والمرضي يصرخون!! هذه سمة واضحة يؤكدها الواقع في محافظة سوهاج نظرا لضعف الرقابة وقلة الامكانات بالمستشفيات
حيث تشير الارقام الي ان المستشفيات الحكومية والوحدات الريفية تعاني نقصا كبيرا في التجهيزات الطبية يصل الي(225) جهازا في مختلف الاقسام وكذلك نقص في الاطباء يصل(1000) طبيب منهم(230) طبيب رعاية اساسية و(200) طبيب أسنان و(570) طبيبا مقيما علاوة علي عجز في هيئة التمريض يصل الي(1624) ممرضا.
وبين ذلك كله نجد أن المرضي يتعرضون لمشكلة اخري من العيار الثقيل تتمثل في انتشار الادوية المغشوشة والمنتهية الصلاحية لتضيف الاما علي الامهم وتقضي علي آخر امل لهم في الحياة!! الكارثة ليست بجديدة ويعرفها كل من يعمل في المجال الطبي علي مستوي الجمهورية ولكن الجديد حسب كلام احد الاطباء الصيادلة( س. و) أن محافظة سوهاج تعد احدي البؤر المهمة في تجارة هذه السموم وتصنيعها واعادة تعبئتها في زجاجات جديدة بتواريخ حديثة وطرحها في الاسواق وذلك من خلال مافيا حققت من ورائها مايقدر ب(6 مليارات) جنيه علي مدي العامين الماضيين يديرها رجال اعمال ويشترك فيها مندوبو بعض الشركات بالاتفاق مع الاطباء البشريين حيث يتم الاتفاق مع الطبيب البشري علي كتابة هذه الادوية للمرضي مقابل نسبة يتم الاتفاق عليها فيما بينهم تصل من20 إلي30%.
ويضيف ان اكثر هذه الادوية خاصة بعلاج امراض العقم والاسنان وزيادة الوزن وبناء الاجسام للشباب الرياضيين وغيرها من الامراض الاخري وهي في الاصل ادوية للقتل وزيادة الامراض وليست للعلاج!!ويضيف الصيدلاني ان معظم هذه الادوية يتم تهريبها من الخارج عبر المنافذ وخاصة خلال العامين الماضيين بعد ثورة25 يناير وهي منتهية الصلاحية وغير فعالة كما تقوم المافيا بتجميع الادوية المنتهية من الصيدليات وبعض شركات الادوية واعادة تعبئتها في زجاجات جديدة بعد وضع ملصق بتواريخ جديدة ومنها أيضا ما يتم تصنيعه بمواد بدائية في مصانع بير السلم.
من جانبه يتحدث الدكتور ضياء السيد بإدارة التفتيش الصيدلي بمديرية الصحة بسوهاج ان محافظة سوهاج تعد بؤره للادوية المغشوشة وغير المرخصة من وزارة الصحة.
وذلك من خلال تدخل بعض رجال الاعمال باموالهم لاستيرادها من الخارج للتجارة فيها او من خلال تصنيعها في مصانع عشوائية.
وأضاف ان إدارة التفتيش الصيدلي قد قامت بالتنسيق مع مباحث التموين والمخدرات بضبط الاف العبوات من الادوية المغشوشة والمجهولة المصدر المخالفة للقانون رقم281 لسنة1945 والخاص بمحاربة الغش وقانون الصيدلة رقم127 لسنة1955 الخاص بالادوية المخدرة التي تؤثر علي الجهاز العصبي للانسان, كما تم ضبط كميات هائلة من مستحضرات التجميل المغشوشة في محال شهيرة بمدينة سوهاج بدائرة قسم ثان وتم تحرير محاضر لها تحت رقم(210 لسنة2012)
الأهرام تمكن من الحصول علي قائمة ببعض اسماء الادوية المغشوشة والمضبوطة منها( هيما ف) و( ينو س)( ومنثو ن) وغيرها من السموم التي يتاجر فيها اصحاب الضمائر العفنة.
اما الدكتور فراج عمارة مدير احدي الهيئات الطبية والدكتور محمد عبدالرحيم اخصائي باطنة فقد استبعدا ان يكون للاطباء البشريين اي علاقة بهذا العمل الاجرامي او الترويج لها نظرا لعلمهم بخطورتها وكل علاقاتهم بمندوبي الشركات تكون بعرض الادوية الجديدة ومدي فاعليتها في العلاج.