تواصل بعثة صندوق النقد الدولي, لقاءاتها مع أطياف المعارضة, للاستماع إلي وجهة نظرها حول قرض الصندوق الذي تسعي الحكومة للحصول عليه, وحزمة الاصلاحات الاقتصادية المطلوبة لتمرير الموافقة علي القرض. وقد اجتمع حمدين صباحي مؤسس التيار الشعبي المصريا والقيادي في جبهة الانقاذ الوطني امس الاول مع بعثة الصندوق واستمع لوجهة نظرها حول القرض وحزمة الإصلاحات وقال ان البعثة اكدت ضرورة عودة الاستقرار إلي مصر, وانه ابلغها ترحيب التيار الشعبي بأي دعم غير مشروط للاقتصاد المصري علي عدة اسس من بينها عدم تضمن شروط القرض أي أعباء اضافية علي الفقراء والمعدمين والعمال والفلاحين والطبقة الوسطي الذين يشكلون النسبة الغالبة من الشعب وألا تتضمن شروط القرض كيفية توظيفه. واكد أن معارضة التيار الشعبي سياسة الرئيس وحكومته لاعلاقة لها بقبول أي دعم دولي غير مشروط لمصر بما يساعد علي اجتيازها أزمتها الاقتصادية, مشددا علي ان الخلاف السياسي لن يكون أبدا عائقا امام اي سعي جاد لتجاوز الأزمة الاقتصادية التي تمس المواطن المصري, وان الموقف الثابت للتيار هو تشجيع كل الهيئات والدول والشركات والمستثمرين الأفراد علي الاستثمار في مصر. ونفي خالد الشريف المستشار الإعلامي لحزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية تلقي الحزب أي دعوة للقاء فريق صندوق النقد الدولي الذي يزور مصر حاليا, مؤكدا رفضه التام سياسة الصندوق واعتبره ذراعا اقتصادية للاستعمار الجديد من خلال سياسة التبعية للغرب بشأن فرض سياسات اقتصادية معينة. وقال الشريف لن نجلس مع فريق الصندوق ولو وجهت لنا الدعوة واكد رفض الجماعة والحزب لإتمام القرض مطالبا بالاعتماد علي الاستثمارات الداخلية والصكوك واستثمارات العرب في مصر, واضاف ان ما حصلت عليه مصر من قطر وليبيا خلال اليومين الأخيرين يفوق ما يقدمه الصندوق. واعرب الشريف عن تقديره مبادرة دعم مصر التي قامت بها حكومتا قطر وليبيا مثمنا دور الدول العربية في الوقوف بجانبها في هذه المرحلة المهمة. من جهة اخري يلتقي اندرياس باور رئيس بعثة صندوق النقد الدولي مع السيد البدوي رئيس حزب الوفد اليوم بمقر الحزب, لتبادل وجهات النظر حول الوضع الاقتصادي الراهن في مصر وللتعرف علي وجهة نظر الحزب بشأن ما يمكن ان يقدمه صندوق النقد لمصر من دعم اقتصادي في الوقت الراهن. وفي سياق متصل اكد حزب مصر القوية ان مصر الثورة لن تقبل اي تدخل في شأنها الداخلي أو سياساتها الداخلية, مشددا علي رفضه الكامل أي املاءات خارجية علي سياستها الداخلية أو الخارجية, موضحا أن الاستثمارات الخارجية لابد ان تكون وفق اجندة وطنية وخطة اقتصادية انتاجية واضحة ومعلنة ذات اولويات مصرية خالصة. وقال الحزب في رسالة: نحن مع القرار الوطني المصري كأحد الانحيازات الرئيسة لحزب مصر القوية إيمانا بالثورة المصرية ومستهدفاتها واقتناعها التام بقدرة مصر شعبها علي القيادة لا التبعية. وأضاف الحزب أن حال مصر حتي الآن يشير إلي أن القرار المصري مازال تابعا لدوائر التأثير الخارجية سياسيا واقتصاديا وعسكريا والأدلة علي ذلك كثيرة ويكفي لضرب المثال زيارات جون ماكين وهيلاري كلينتون وجون كيري وكاترين اشتون سياسيين مصريين في السلطة وبعض قوي المعارضة أملا في الرضا الأمريكي.