جدول امتحانات الترم الثاني 2025 لجميع المراحل والصفوف في الإسماعيلية    هل طلاب الصفين الثاني والثالث الثانوي ملزمون برد «التابلت» بعد الدراسة؟.. الوزارة تجيب    الإحصاء : 18.3% ارتفاعاً في حجم الصادرات المصرية إلى العراق خلال عام 2024    الصور الأولى للتشغيل التجريبي للمرحلة الأولى من مشروع الأتوبيس الترددي BRT    «رئيس بحوث الإلكترونيات»: تمكين المرأة في العلوم والتكنولوجيا أصبح ضرورة    «الإسكان»: غلق باب التظلمات بإعلان مبادرة «سكن لكل المصريين 5» غدًا (تفاصيل)    وزيرة التنمية المحلية: إزالة 4161 حالة تعدٍ على أراضي الدولة والزراعية خلال الأسبوع الأول من الموجة ال26    السعودية تطلق برنامجًا متكاملًا لتعزيز الأمن السيبراني خلال موسم الحج 1446ه    منذ بداية الحصاد.. 343 ألف طن قمح تدخل شون وصوامع المنيا    فيديو.. كلمة وزير خارجية البحرين خلال القمة العربية ال 34    عاجل- ترامب: اتفاق وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان منع حربًا نووية    كيم جونج أون يدعو جيش كوريا الشمالية للاستعداد للحرب    اليوم| إقامة ثالث مباريات نصف نهائي دوري السوبر لكرة السلة    «تغولت على حقوق الأندية».. هجوم جديد من «الزمالك» على الرابطة    «الأرصاد» تعلن موعد انكسار الموجة الحارة    اشتباه كسر بالعمود الفقري.. إصابة شخص في حادث انقلاب موتوسيكل بأسوان    اليوم.. الحكم على متهمين في إعادة محاكمتهما ب«خلية الوراق الإرهابية»    السيطرة على حريق محل حلويات بشارع الفلكي    تحرير 700 مخالفة للممتنعين عن تركيب الملصق الإلكتروني    اليوم.. استئناف ربة منزل على حكم إعدامها بتهمة قتل زوجها بمساعدة عشيقها    في يومها ال3.. الهدوء يخيم على لجان الشهادتين الابتدائية والإعدادية الأزهرية بالشرقية    ليلة أسطورية لعمرو دياب في القاهرة | صور    لماذا أحب الجمهور الزعيم عادل امام ؟    انطلاق مهرجان «المهن التمثيلية» للمسرح المصري 1 أغسطس    لرفع الوعي.. محافظ أسيوط يقرر تخصيص طابق كامل بالوحدة المحلية بأولاد إلياس لإقامة قصر ثقافة    بث مباشر.. انطلاق أعمال القمة العربية ال 34 بمشاركة الرئيس السيسى    نجاح استئصال ورم بالوجه باستخدام «الكمبيوتر الاسترشادي» بالإسماعيلية    بحضور وزير الصحة.. بدء احتفالية اليوم العالمي للطبيب البيطري    هيئة التأمين الصحي الشامل تتعاون مع غرفة مقدمي الرعاية الصحية باتحاد الصناعات    سبع دول أوروبية تطالب إسرائيل برفع الحصار عن غزة    مسئول أممي: الأمم المتحدة لديها القدرة لتقديم المساعدات في غزة    بوتين يدعو إلى أول قمة روسية - عربية أكتوبر المقبل    السكك الحديدية: تأخر القطارات على بعض الخطوط لإجراء أعمال تطوير في إطار المشروعات القومية    الأرجنتين تعلق استيراد الدجاج البرازيلي بعد تفشي إنفلونزا الطيور    دار الإفتاء المصرية: الأضحية شعيرة ولا يمكن استبدالها بالصدقات    السكة الحديد تعلن مواعيد إتاحة حجز تذاكر قطارات عيد الأضحى    موعد مباراة الزمالك وبتروجت في الدوري والقنوات الناقلة    متحدث "الحكومة العراقية": القمم العربية أصبحت منصة لتقريب وجهات النظر ومواجهة الانقسامات    وزير الثقافة يعلن فتح المتاحف مجانا للجمهور احتفاءً باليوم العالمي للمتاحف    قصر العينى تحتفل بمرور 80 عاما على تأسيس قسم جراحة المسالك    اليوم، انقطاع مياه الشرب عن مدينة الفيوم بالكامل لمدة 6 ساعات    اللقب مصرى.. مصطفى عسل يتأهل لمواجهة على فرج فى نهائي بطولة العالم للاسكواش    محام: أحكام الشريعة الإسلامية تسري على المسيحيين في هذه الحالة    نقيب العلاج الطبيعي: إحالة خريجي التربية الرياضية للنيابة حال ممارسة الطب    أزمة «محمود وبوسي» تُجدد الجدل حول «الطلاق الشفهي»    قافلة دعوية ل«الأزهر» و«الأوقاف» و«الإفتاء» إلى شمال سيناء    مقتل عنصر أمن خلال محاولة اقتحام لمقر الحكومة الليبية في طرابلس    اجتماع لحزب الاتحاد في سوهاج استعدادا للاستحقاقات الدستورية المقبلة    حزب الجيل: توجيهات السيسي بتطوير التعليم تُعزز من جودة حياة المواطن    وليد دعبس: مواجهة مودرن سبورت للإسماعيلي كانت مصيرية    ما حكم من مات غنيا ولم يؤد فريضة الحج؟.. الإفتاء توضح    شقيقة سعاد حسني ترد على خطاب عبد الحليم حافظ وتكشف مفاجأة    غزل المحلة يطيح ب بابافاسيليو بعد ربعاية الجونة في الدوري    أموريم: شيء واحد كان ينقصنا أمام تشيلسي.. وهذه خطة نهائي الدوري الأوروبي    جوميز: شعرنا بأن هناك من سرق تعبنا أمام الهلال    جورج وسوف: أنا بخير وصحتى منيحة.. خفوا إشاعات عنى أرجوكم (فيديو)    رئيسا «المحطات النووية» و«آتوم ستروي إكسبورت» يبحثان مستجدات مشروع الضبعة    المفتي: الحج دون تصريح رسمي مخالفة شرعية وفاعله آثم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفتنة الطائفية كابوس يزعج المصريين ويهدد استقرار الوطن

العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في مصر علاقة تاريخية تمتد إلي أكثر من1400 سنة تلاحم خلالها الطرفان في تسامح ومحبة, عاشوا معا في السراء والضراء,
وبشهادة التاريخ فهم خاضوا الحروب معا وانتصروا معا, وميدان التحرير خير دليل علي عمق العلاقة بين عنصري الأمة خلال ثورة25 يناير المجيدة.
وبعد أن أسقطت ثورة25 يناير نظام مبارك مرت مصر بأزمات متعددة حاول البعض استغلالها في الوقيعة بين أشقاء الوطن لإحداث ما يسمي بالفتنة الطائفية كما يطلق عليه البعض حتي أصبحت كابوسا مزعجا يهدد أمن واستقرار أبناء الوطن الواحد, بداية من أحداث أطفيح مرورا بإمبابة والماريناب وأخيرا وصلت إلي أحداث الكاتدرائية تلك الأحداث التي باتت تمزق نسيج الوحدة الوطنية.
يقول الدكتور محمد أبو ليلة عميد معهد الدراسات الإسلامية باللغات الأجنبية وأستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر أنه لا يمكن الفصل بين الفتنة الطائفية والفتنة العامة التي تتمثل في فتنة الأحزاب والفصائل والإعلام والبلطجية والمندسين والمجرمين والفلول.
وأكد أبوليلة أن العلاقة بين المسلمين والمسيحيين هي دائما المنطقة الأكثر استغلالا لإحداث الوقيعة والانقسام لأنها أكثر حساسية, فيستغلها البعض لمصلحة العملاء في الداخل والخارج والأطراف المعادية لمصر والمصريين.
وأشار أبو ليلية إلي أن المسلمين والمسيحين نسيج واحد ظاهر لكل إنسان, لافتا إلي تداخل العلاقات بينهم في مواقع العمل ومواسط الحياة.
ويقول أبو ليلة أن النبي صلي الله عليه وسلم أثني علي أقباط مصر وأوصي بهم خيرا عندما أوحي إليه الله عز وجل أن مصر سيدخلها الإسلام, فقال: ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط, فاستوصوا بأهلها خيرا; فإن لهم ذمة ورحم, كما شدد صلي الله عليه وسلم في العقاب علي كل من يتعدي علي مسيحي وقال: من آذي ذميا فأنا خصيمة يوم القيامة, كما أمرنا بحسن معاملتهم فهم منا ونحن منهم ولا يمكن أن ننفصل عن بعضنا البعض.
واعتبر أبوليلة أن الاعتداء علي الكنيسة يساوي الاعتداء علي الجامع الأزهر وهذه من وجهة نظر شرعية وليست سياسية فهي في النهاية دور عبادة مصرية علي أرض مصرية وإن كانت مخصصة للمسيحيين, فلابد أن نحترمها ونعتبرها تراثا قوميا
وشدد علي أن الذي يعتدي علي دور عبادة ليس مسلما صحيح الإسلام لأن النبي يقول: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده, مطالبا بمحاسبة مرتكبي هذه الأحداث علي أنهم مجرمون وليس متطرفون دينيون تهمتهم الفتنة الطائفية كما يروجها البعض, كما أطالب عقلاء الأمة بالاتحاد صفا واحدا علي هدف حماية دور العبادة وعدم اقحامها في الخلافات السياسية.
ومن جانبها رفضت الدكتورة مني مكرم عبيد استاذة العلوم السياسية والبرلمانية بمجلس الشوري الاعتداء علي المؤسسات الدينية, واعتبرت الاعتداءات علي الاقباط ما هي الا فتنة طافئية ناتجة عن تراكمات قديمة, مؤكدة انه لأول مرة في تاريخ مصر نشهد اعتداءات علي دور العبادة بما فيها الكنيسة المصرية والتي تعتبر رمزا للمسيحيين للكنيسة الدولية والعالمية.
ولفتت عبيد الي ان الحفاظ علي نسيج الوحدة الوطنية مسؤلية رئيس الجمهورية وليس المجتمع المدني او الشعب, مشددة علي أنه لايمكن الحديث عن الفتنة الطائفية بدون مراجعة اسباب الفقر والعشوائيات والجهل.
ومن جانبه طالب القمص بولس عويضة أستاذ القانون الكنسي بتفعيل القانون علي الجميع دون تفرقة أو تمييز, مشيرا إلي أن الأمن لابد أن يأخذ دوره بقوة في مثل هذه الأحداث.
كما طالب بولس بتفعيل دور القيادات الشعبية والأحزاب السياسية من خلال نشر الثقافة والوعي في الشارع المصري, مؤكدا أن مؤسسة الرئاسة عليها أن تأخذ الأمور بمبدأ المساواة لأن الرئيس محمد مرسي رئيس لكل المصريين.
وأشار القمص بولس إلي ضرورة احترام كافة القيادات الدينية, مشددا علي أن الأزهر والكنيسة خط أحمر, لأن أمان مصر في أمان الأزهر والكنيسة وهما مؤسستان صديقتان تجمعهما أواصر المحبة.
وعن دور رجال الدين في معالجة الأزمة قال بولس أنه يجب أن نفرق بين رجال الدين الأزهريين ومن هم دعاة, لأن الأزهر هو التعليم الوسطي السليم
أما خلاف ذلك ممن لا يتبع تعالم الأزهر يجب أن يمنع من اعتلاء المنبر, وبالنسبة للكنسية فإنه لا يعتلي منبرها إلا القس القانوني المعتمد من الرئاسة الدينية. والانجيل يدعونا إلي محبة كل الناس دون تفريق أو تمييز حتي من أساءوا إلينا لأن الله محبة.
وطالب وزارة الداخلية بالشفافية في التحقيقات والقبض علي الجناة, متسائلا أين الجناة في حادث أطفيح وامبابة والماريناب والحوادث المتفرقة الكثيرة, وهل قدموا للعدالة هذه مجرد تساؤلات من مواطن عادي يريد أن يعيش مرتاحا علي أرض هذا الوطن في سلام وأمان.
واستشهد بولس بحديث الرسول صلي الله عليه وسلم في قوله: الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها, ومقولة البابا الراحل شنودة الثالث: مصر وطن يعيش فينا وليس وطنا نعيش فيه, مؤكدا أن المسلمين والأقباط تعايشوا معا علي مدار1400 سنة علي أرض واحدة يشربون من نيل واحد وتظلهم سماء واحدة, خاضوا الحروب معا وانتصروا معا.
ومن جهته قال الدكتور باسم خفاجي رئيس حزب التغيير والتنمية والمرشح الرئاسي السابق أنه تقدم بطرح مبادرة علي مؤسسة الرئاسة ورئيس مجلس الوزراء لمواجهة أزمة تهديد التماسك الاجتماعي في مصر إثر أحداث العنف في منطقة الخصوص بين المسلمين والمسيحيين, وما تبعها من مواجهات مسلحة بين المسيحيين ومجهولين أمام الكاتدرائية في العباسية, مشيرا إلي أنها تتضمن مجموعة من المطالب والمقترحات العملية التي يمكن أن تساهم في مواجهة الأزمة الراهنة والخروج منها بأسرع وأفضل طريق يحفظ لمصر تماسك مكونات مجتمعها, ويساهم في نهوضها الحضاري.
وأوضح خفاجي أن المبادرة توصي بمجموعة مقترحات منها تكوين لجنة عليا للتماسك الاجتماعي مكونة من قادة الفكر والرأي والدين في المجتمع المصري, وتابعة بشكل مباشر لرئيس مجلس الوزراء, تتولي حل ما قد ينشأ من منازعات أو اختلافات تمس التماسك الاجتماعي للوطن. كما تهتم هذه اللجنة بالإشراف علي حملات مكثفة للتوعية الفكرية والعقدية التي ترسخ مبادئ حرية الاعتقاد والتماسك الاجتماعي بين أبناء الوطن, وإصدار مواقف واضحة في حالات الأزمات التي يمكن أن تهدد استقرار الوطنعليأن تكون مواقف هذه اللجنة ملزمة للجهات التنفيذية لدرء الفتن والتصدي لمحاولات تفريق المجتمع المصري.
وأوصت المبادرة بسرعة تحرك مؤسسة الرئاسة بالدعوة إلي وثيقة للتماسك الاجتماعي توقع عليها كل القوي الوطنية والتيارات السياسية المختلفة لحماية الجبهة الداخلية المصرية من محاولات الفرقة والوقيعة بين أبناء مصر,وتجريم وتشديد العقوبة علي كل أشكال الاعتداء علي حقوق الأفراد أو الممتلكات أو الحريات الشخصية باسم الدين بصرف النظر عن المكانة السياسية أو الدينية لمن يمارس مثل هذه الجرائم, ومنع وتجريم استخدام البلطجة في التعبير عن أي مواقف سياسية من أي فصيل, والبحث عن الجهات الممولة لهذه الأعمال التخريبية وتوقيع أقصي العقوبات علي الممولين والمحرضين علي ما يمس سلامة النسيج الاجتماعي لمصر.
واقترحت المبادرةطرح نقاش مجتمعي موسع حول اللوائح والقوانين الحاكمة لصيانة حرية الاعتقاد في مصر والتأكيد علي أن تطبيق وتنفيذ هذه اللوائح والقوانين حق حصري للمؤسسات الرسمية للدولة وأن مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الدينية يتوقف دورها علي الجهود والمساعي لتعديل هذه اللوائح والقوانين وفق آليات العمل القانونية المنصوص عليها في دستور البلاد, مع تضمين النقاش لكل النقاط الشائكة وطالبت المبادرة كلا من شيخ الأزهر وكل قيادات التيارات الدينية المسلمة من ناحية, وكذلك بابا الكنيسة الأرثوذكسية وكل قيادات الكنائس المصرية بالإعلان بوضوح تام لجميع أبناء مصر أن دور العبادة لا يجوز ولا يمكن ولا يقبل دينا أو قانونا أو عرفا أن تستخدم في احتجاز أي إنسان تحت أي مبرر أو مسوغ أو تفسير, وأنه لا يوجد لأي جهة أو مرجعية دينية في مصر مهما بلغت درجة تقدير أبناء ذلك الدين لها سلطة قانونية أو سياسية تتجاوز أو تعلو أو تساوي سلطة الأجهزة القضائية والسيادية المصرية, وأنه لا يوجد استثناء في هذا الشأن.
وأكد خفاجي أن مصر تمر في المرحلة الراهنة بأزمات مفتعلة تهدد التماسك الاجتماعي بتواطؤ ظاهر من قوي داخلية وخارجية تمثل تهديدا حقيقيا للأمن القومي والمصالح الاستراتيجية العليا لمصر.
وأشار إلي أن أعداء الثورة يركزون حاليا علي تهديد التماسك الاجتماعي للمجتمع المصري بالكيد بين المسلمين والمسيحيين, وبين المتدينين والليبراليين, وكذلك بين التيارات الدينية المختلفة داخل الدين الواحد تحت شعارات تروج للفتن الطائفية بأساليب متعددة وفي مناطق مختلفة من مصرنا العزيزة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.