تعودت أن أقرأ مايكتبه الأستاذ محمد حسنين هيكل منذ نصف قرن أو يزيد, ولكن حين بدأ يظهر علي شاشة الفصائيات لم أتفاعل معه. مساء الخميس3102/4/4 صدمت حين رأيته علي الشاشة يصف الرئيس مرسي وأداء جماعة الإخوان بالعنف حسبته يعالج عنف الخرطوش والمولوتوف وسحل أصحاب اللحي واقتحام المساجد ومنع الأذان ولغة الصحفيين الناصريين والشيوعيين والليبراليين التي تسب الرئيس وتنهشه بأقذع أنواع الشتائم, وتردح له بطريقة لا تليق بمن يحملون القلم, وتتواضع إلي جانبها لغة جمال عبد الناصر حين قال عن الملك فيصل يرحمه الله أبو دقن حنتف له دقنه! لقد تماهي هيكل مع جمال عبد الناصر لدرجة أن صارا رجلا واحدا, وكنت أتمني أن ينصح الأول الآخر أن يكف عن العنف, فلا يعدم خميس والبقري الشيوعيين, ولايعدم عبد القادر عودة والشيخ فرغلي وسيد قطب وإخوانهم, وأن يجعل الدجوي وماأدراك ماالدجوي؟ ومن قبله ومن بعده جمال سالم وحسين الشافعي وغيرهما, أن يترفقوا بالأسري من الإخوان والشيوعيين والآخرين الذين وضعهم في المحاكم الاستثنائية, لقد توسل زعماء العالم ليمنع عبد الناصر إعدام العالم الجليل والأديب العظيم سيد قطب, وبعضهم ركب طائرته من عاصمة بلاده إلي القاهرة ليوقف الإعدام, ولكنه حين علم بوصول عبد السلام عارف من أجل الرجاء لوقف الإعدام أمر جلاديه بتنفيذه! كان هيكل يستطيع أن يوقف العنف الشاذ لعبد الناصر ضد شعبه الذي أوصلنا إلي ما نحن فيه من مهانة قومية وحضارية, جعلت شذاذ الآفاق يفرضون وجودهم علي مصر بل علي العالم الإسلامي كله, بعد أن سلمهم سيناء مجانا مرتين.حين يصور هيكل أداء اليمين الدستورية من جانب الرئيس مرسي أمام المحكمة الدستورية وفي ميدان التحرير وجامعة القاهرة بالعنف, فهذا رأي غريب, وحين يري أن الإعلان الدستوري الذي أصدره مرسي دون الذي أعلنه المجلس العسكري, عنف, فهذا تصور عجيب, وحين يقارن بين ترومان ومرسي, دون أن يفرق بين ظروف كل منهما فهذا عسف بعيد عن المنطق. لو كان مرسي عنيفا حقا, لما تطاول عليه صحفيو النظام السابق, ولما سبه مذيعو الملايين علي الهواء! لمزيد من مقالات د.حلمى محمد القاعود