جاء قرار حركة حماس بإعادة انتخاب خالد مشعل لرئاسة مكتبها السياسي لدورة جديدة مدتها أربع سنوات علي الرغم من إصرار مشعل لعدة أشهر علي عدم التجديد له. بعد أن تأكد لها أن المرحلة المقبلة تتطلب استمرار مشعل المعتدل في منصبه ومعه إسماعيل هنيةالمعتدل أيضا نائبا لرئيس المكتب السياسي للحركة يضاف إليهم بعض الأعضاء البراجماتيين الذين دخلوا المكتب السياسي لأول مرة و.من بينهم الأسري السابقين يحيي السنوار- صالح العاروري- روحي مشتهي. و قوبل تجديد مجلس شوري حركة حماس لخالد مشعل57 عاما في رئاسة المكتب السياسي للحركة بترحيب من حركة فتح, واعتبرت مشعل الأنسب للمرحلة المقبلة التي تتطلب المزيد من التعاون الفلسطيني وقال يحيي رباح القيادي في حركة فتح إن مشعل لديه خبرة كبيرة في الشأن السياسي بالمنطقة ويرتبط بعلاقات طيبة مع الرئيس محمود عباس. وتوقع رباح أن يفتح إعادة انتخاب مشعل الطريق لتطبيق المصالحة الوطنية المتعثرة وان تكون حماس جزءا من النظام السياسي الفلسطيني, داعيا خالد مشعل إلي تطبيق ما تم الاتفاق عليه في ملف المصالحة حسب اتفاق القاهرة وإعلان الدوحة وليس العودة إلي نقطة الصفر. وكان مشعل قد أبلغ قبل عدة أشهر مجلس شوري الحركة الذي يمثل حماس في الضفة الغربية وقطاع غزة والشتات والسجون رغبته في ترك موقعه, إلا أن ضغوطا مورست عليه من قيادات الحركة للترشح مجددا, وهو ما تم التوافق مؤخراوقالت مصادر بالحركة إن متطلبات المرحلة المقبلة تتطلب استمرار مشعل في منصبه, مشيرة إلي أن مشعل سيتولي رئاسة المكتب السياسي للسنوات الأربع المقبلة.و يراه محللون بأن حماس اختارت الاعتدال داخل صفوقها باعتبار مشعل رجل المرحلة الاكثر اتزانا بحضوره القوي اقليميا ودوليا اكثر من قيادات اخري.. واشار د. أحمد رفيق عوض المحلل السياسي الي أن حماس باختيارها مشعل, لا تريد أن تختلف مع بعضها البعض, في ظل وجود تيارات متناقضة داخل الحركة فاتفقت علي الاعتدال. واضاف ان حماس لا تريد ان تختلف فيما بينها فاختارت الاعتدال, وكان الاوفر حظا بين منافسية لما يحمله من خبرة اوسع ويفهم التوازنات السياسية العربية بشكل اكبر وهو ما دعي مجلس الشوري لتزكيته. ويري أن الدكتور موسي ابو مرزوق كان المنافس الابرز لمشعل كان اقل كرزمية ولا يشكل التوازن داخل الحركة بالقدر الذي يحققه مشعل.. واوضح وليد المدلل المحلل السياسي بان خلاف مشعل العلني مع قادة متشددين في حماس وابداءه مرونة سياسية في عدد من القضايا كالمصالحة قدمه للعالم كزعيم عقلاني ووسطي يمكن التعامل معه. واشار المدلل ان مشعل56 عامايجيد لعبة المصالح في علاقاته مع الدول العربية والغرب, موضحا ان اعادة انتخابه لاربع سنوات سيمنحه فرصة كافية لاستكمال ما بدأه في اعادة ترتيب علاقة حماس مع الغرب وتسويقها بانها ليست عدوا للغرب.. واعتبرت قيادات في حماس أن الوضع الإقليمي والداخلي يتطلب استمرار أحد قادة الحركة في الخارج في رئاسة المكتب السياسي, وأن مشعل بعلاقاته الإقليمية الواسعة هو المؤهل لذلك باعتباره محل إجماع. واشار القيادي البارز في حركة حماس د. يحيي موسي ان الاطراف المختلفة داخل الحركة وأصدقائها وجدوا بان إعادة الثقة لابو الوليد هذه المرحلة ممكن أن يقدم إضافة مهمة في هذه اللحظة التاريخية المتعلقة بقضايا وملفات قد يكون هو جزء منها كملف إعادة اللحمة الوطنية والعلاقة بالمتغيرات العربية والإقليمية.واضاف: أن تطلع الإطراف المختلفة لإقامة علاقات مع حركة حماس وما يمكن أن تلعبه من وعلق الدكتور هاني البسوس أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الإسلامية بغزة قائلا ان التجديد لمشعل سيقوي الصف الداخلي لحركة حماس بسبب التوافق حوله من كل قيادات الحركة, عكس ما أثير في وسائل الإعلام خلال الفترة الماضية عن تباينات حول مشعل. واضاف أن شخصية مشعل ستكون مهمة لانجاز المصالحة من خلال دبلوماسيته وعلاقاته الإقليمية, كما أن مشعل لديه الطموح في حال اجراء انتخابات المجلس الوطني وفوز حماس بغالبية المقاعد ويمكن ان يكون رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية. وقال ان حماس في ظل قيادة مشعل دخلت الانتخابات التشريعية السابقة2006 وفتحت علاقات دولية وحصلت حماس علي اعتراف كمنظمة فلسطينية. وحسب تكوين تأسيس حماس فان منصب رئيس المكتب السياسي أعلي هيئة قيادية سياسية في الحركة, فيما يمثل ثاني سلطة تنظيمية في الحركة بعد مجلس الشوري العام. ويرشح أعضاء شوري الحركة لهذا المنصب من يرون فيه الكفاءة والقدرة والمسئولية والأهلية ويمنع أي عضو من ترشيح نفسه حسب مبدأ داخلي, وعادة ما تجري انتخابات المكتب السياسي كل أربع سنوات, ويتم في نهايتها اختيار رئيس المكتب بالتوافق. وتتباين المعلومات الدقيقة بشأن عدد أعضاء مجلس شوري الحركة, لكن العدد يتراوح ما بين50 إلي70 عضوا يمثلون الحركة في فلسطين( قطاع غزة-الضفة الغربية-السجون الإسرائيلية), والخارج.