أكد الداعية الإسلامي الشيخ خالد الجندي أن الشريعة الإسلامية كفلت حقوق المرأة ومكانتها في المجتمع, وسبقت في ذلك جميع التشريعات والقوانين وأن السنة النبوية المطهرة أوصت بالأم وجعلت الجنة تحت أقدامها, وأن القرآن الكريم قرن الاحسان إلي الوالدين بالعبادة وكمال الإيمان. جاء ذلك في احتفالية مؤسسة الأهرام بالأم المثالية والذي عقد تحت رعاية الأستاذ ممدوح الولي رئيس مجلس الإدارة بحضور عدد من السيدات من مختلف إدارات وقطاعات الأهرام. وقال الشيخ خالد الجندي إن المجتمع الإسلامي سماه الله أمة( أمة الإسلام) وإن امتكم أمة واحدة وسميت أمة بذلك نسبة إلي الأم التي هي سر التسمية وقال الجندي إن الذين يتشدقون ويتصدون لمناقشة حقوق المرأة في الإسلام ردا علي المؤسسات الدولية والعالمية التي تشكك في احترام المسلمين للمرأة إن احترام الإسلام للمرأة نابع من أجل عقيدة الإسلام, وذلك بأن الله سبحانه وتعالي جعل نجاة الفرد أو الانسان عموما تحت اقدام الأمهات, وذلك كما واضح في حديث الرسول عندما جاءه رجل ليخرج معه إلي الجهاد فقال له: لك أم قال نعم قال الزمها فشم الجنة ويتضح من ذلك أن أعلي شئ يتمناه الانسان وهي الجنة موجود عند اسفل شئ في المرأة وهي الأم أي تحت قدميها وكلما تواضع الانسان لأمه اقترب من الجنة يوم القيامة أي كلما نزل الانسان لأمه صعد إلي رضا الله سبحانه وتعالي هذا شيء عجب ولك آيات القرآن الكريم تدعو لهذا المعني وعندما يتكلم القرآن عن المرأة يتكلم عنها بتحيز شديد لدرجة أن القرآن جعل الرجل خادما للمرأة لقول الله سبحانه وتعالو الرجال قوامون علي النساء بما فضل بعضهم علي بعض وبما انفقوا من أموالهم والقيام بشئ هو في الأجل القيام بخدمته, وبذلك يكون التفسير الصحيح لتلك الآية أن الرجال هم خدام للنساء, وذلك بلفظ الرجال قوامون علي النساء إلي قائمين علي خدمتهم والنبي صلي الله عليه وسلم كان يخدم زوجاته. كما أجمع الفقهاء علي أن تعاون المرأة في خدمة بيتها وزوجها هو من عقود التبرع وليست من عقود الإزعان أو الالتزام فأنا لم أتزوج خادمة ولكن أتزوج شريكة في الحياة وهنا نلاحظ ملحظين هامين الأول: أن القرآن لم يقل الرجال قوامون علي زوجاتهم بل قال الرجال قوامون علي النساء والنساء بالنسبة للرجل أربع( الزوجة والأم والإبنة الأخت) الثاني: أن كلام القرآن دائما علي الرجال وليست الذكور فالذكور ما أكثرهم ولكن الرجال قلائل, وعندما يتكلم القرآن عن الرجال يتكلم بإعجاب وفخر وإبهار ومدح مثل رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه وعندما فضل الله سبحانه وتعالي الرجال علي النساء كان ذلك التفضيل تفضيلا خلقيا بكسر الخاء وليست بضمها والتفضيل الخلقي بكسر الخاء هو تمييز في أوصاف أو مميزات مثال ذلك عندما تفاضل بين الحديد أفضل من الخشب أو الحلوي أحلي من الجبن وهكذا, وبمعني آخر أن الرجل مفضل علي المرأة لأنه لا يمسه ما يمس المرأة من تغييرات قد تضعفها وتقلل من نشاطها, أما لفظ بما أنفقوا يوضح القرآن الكريم بها العلاقة بين الرجل والمرأة بتعبير غاية في الحسم ونجد أيضا أن القرآن الكريم قد جمع كل الصفات بين الرجل والمرأة في كلمة واحدة لم نجدها في أي كتاب آخر وهي( وخلق لكم من أنفسكم أزواجا) بمعني أيها الرجل احفظ امرأتك كما تحفظ نفسك اتق الله فيها كما تتق الله في نفسك اعمل علي مصالحها كما تعمل علي مصالحك. ادفع عنها الضرر كما ترفعه عن نفسك وانظر إلي القرآن الكريم عندما يتكلم عن الرجل والمرأة مامن موضع في القرآن يذكر الوالدين إلا وبعدها مباشرة يحجب الرجل تماما ثم يتكلم عن المرأة مثل( ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه) فدائما نجد القرآن يميل إلي الكلام أكثر عن المرأة أو الأم لأنها ضعيفة تحتاج دائما إلي مساندة, أما الرجل فقوي لا يحتاج إلي توصية, فالتوصية دائما تكون بالمرأة والأم لما فيها من ضعف, ولم يتكلم القرآن عن الأب بشكل منفصل بل بشكل متداخل دائما مع الأم وذلك لأن الأم هي القائمة بأهم شيء في الوجود أنك الشيء الذي انقرض مثل الديناصورات ألا وهو التربية ذلك الشيء الذي يكرم من أجله اليوم الأمهات. لهذا فإن مصنع إنتاج المجتمع هو الأم التي تقوم بالتربية منذ الصغر الأم التي كان القرآن أن يأمر بعبادتها( أن أشكر لي ولوالديك إلي المصير) لا يحاسب الإنسان علي العقيدة فقط أو الدين فقط بل يحاسب أيضا علي قطع الرحم وطاعة الوالدين( اتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام) والرسول صلي الله عليه وسلم يقول من أراد أن ينسئ له في عمره ويبارك في رزقه فليصل رحمه.