في الوقت الذي هاجمت فيه بعض الأحزاب والقوي السياسية شيخ الأزهر الشريف, طالبت قوي سياسية أخري بعدم تسييس قضية تسمم طلاب جامعة الأزهر وعدم إقحام شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب في هذه المسألة. في حين قرر المجلس الأعلي للأزهر, خلال جلسته الطارئة التي عقدت أمس بمقر المشيخة برئاسة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب, البدء فورا في إجراء انتخابات رئيس جامعة الأزهر, أسوة بما هو متبع في باقي الجامعات المصرية عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير, وتشكيل لجنة لوضع قواعد الانتخاب وعرضها علي المجلس الأعلي للأزهر في مدة لا تزيد علي اسبوعين من تاريخه, علي أن تبدأ إجراءات الانتخاب فور اقرارها من المجلس الأعلي للأزهر. كما قرر المجلس التغيير الفوري لكل من مدير عام المدن الجامعية بالقاهرة ومدير المدينة أ, ومدير عام التغذية( بنين وبنات), ومدير مدينة البنات, واحالة المتسببين في الأحداث الأخيرة للتحقيق العاجل ومتابعة تحقيقات النيابة العامة, والإعلان عن عدد من وظائف جديدة( عمال موظفين) بالقاهرة والأقاليم لتحسين الخدمات بالمدينة الجامعية وتعزيزها بالأطباء والأجهزة اللازمة للعيادات فورا, وكلف المجلس إدارة الجامعة بالتعاقد مع شركة لتجهيز المطابخ بالمدن الجامعية( بنين بنات) علي أعلي مستوي صحي مناسب, كما كلف إدارة الجامعة بتعميم التعاقد مع شركة نظافة علي مستوي مناسب للقيام بعمليات النظافة والتطهير الصحي ومكافحة الحشرات بالغرف في جميع المدن التابعة للجامعة. وطالب عمداء جميع الكليات بإجراء حوار جاد مع الطلاب والتعرف علي مشكلاتهم عن قرب, كما طالب جميع التيارات والقوي السياسية والمجتمعية احترام استقلال الأزهر الشريف بجميع شئونه والذي كفله له تاريخه العريق. وتواصلت أمس لليوم الثاني علي التوالي, مظاهرات طلاب جامعة الأزهر, واعتصم العشرات منهم بحديقة المشيخة بالدراسة حيث نصبوا الخيام المخصصة للمبيت, ودشن العشرات من طلاب الجامعة أمس, منصة علي سلالم مشيخة الأزهر, وسط ترديد هتافات لإسقاط الدكتور أسامة العبد رئيس جامعة الأزهر, واعتلي أحد الطلاب المشاركين في الاحتجاجات المنصة, وقال عبر مكبرات الصوت لسنا تابعين لأي حزب أو جبهة, ولسنا اخوانا ولا سلفيين, كلنا طلاب أزهريون أيد واحدة, ثم ردد الطلاب المتظاهرون هتافات من بينها: سامع أم طالب بتنادي أسامة سم ولادي.. إرحل يعني امشي.. وواحد اتنين حق الطلاب فين.. لا اخوانية ولا سلفية.. أزهرية أزهرية. وردد المتظاهرون هتافات ضد شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب, والدكتور أسامة العبد رئيس الجامعة وهتفوا لا اخوانية ولا سلفية أزهرية أزهرية, ياللي بتسأل احنا مين احنا الطلبة المظلومين. وكثفت قوات الأمن من وجودها في محيط وداخل مشيخة الأزهر, بعد أن وصلت مسيرتان قادمتان من جامعة الأزهر بمدينة نصر, احداهما خاصة بطلاب الأزهر, والأخري بطالبات الأزهر. وناشد اتحاد طلاب جامعة الأزهر زملاءهم الالتزام بآداب وأخلاقيات الأزهر في التعبير عن آرائهم في الاحتجاج بشكل سلمي, موضحا أنهم سيواصلون اعتصامهم حتي الاستجابة لمطالبهم. ومن جانبهم, نفي طلاب الإخوان بالجامعة أي أبعاد سياسية لتصعيد موقفهم ضد ادارة الجامعة. وقد أدانت القوي والأحزاب السياسية حادثة تسمم385 طالبا من طلاب جامعة الأزهر, وطالبت بالتحقيق الفوري مع المسئولين ومحاسبتهم علي الاهمال والتراخي والاستهتار بأرواح الطلاب. وأكدت أحزاب مصر القوية والوسط ومصر الحديثة والحرية والعدالة, والنور وحزب مصر, أن ما حدث لطلاب الأزهر كارثة تتطلب توقيع أقصي العقوبة علي المسئولين عنها, ومحاكمتهم أمام القضاء عن الاهمال والتراخي مما تسبب في هذه الكارثة. ومن جانبه, وصف الدكتور أسامة ياسين الحادثة بأنها جرس إندار, مشددا علي ضرورة الاستجابة لمطالب الطلاب. وأكد ياسين في أثناء زيارته للطلاب المصابين بمستشفي مدينة نصر, أنه لابد أن تكون هناك نظرة مختلفة للدعم المقدم من الدولة للأزهر الشريف, حتي يكون قادرا علي أداء مهمته علي أكمل وجه, مشيرا الي أن عدد طلاب الأزهر يبلغ مليوني طالب. وأكد تقرير للجهاز المركزي للمحاسبات, أن طالب الأزهر يتكلف7332 جنيها سنويا, واتهم التقرير شركة المقاولون العرب بعدم تنفيذ61 مشروعا من مشروعات الأزهر الشريف, من بينها صيانة دورات المياه والمدن الجامعية. وحذر مصطفي يونس المتحدث باسم الاتحاد العام للثورة, من المساس بفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف, ومحاولة استغلال الاخوان للحادث المؤسف للاطاحة به انتقاما من مواقفه الحاسمة منذ اندلاع الثورة, خاصة قضية الصكوك. واستنكر اتحاد حماة الثورة ما حدث بمشيخة الأزهر ومحاولة البعض اقتحامها, مشيرا إلي ان من قام بهذه الأفعال ليسوا أبناء الأزهر الشريف ولا جامعته وما حدث بمشيخة الأزهر ما هو إلا مؤامرة جديدة من النظام تهدف إلي اقصاء فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف من منصبه. واستنكرت رابطة الصحوة الأزهرية الصوفية بقنا برئاسة الدكتور محمد عبد الله الأسواني رئيس الرابطة ما حدث أمام مشيخة الأزهر من قبل بعض من المجموعات, هي محاولات متكررة لقلب موازين المشيخة, مشيرة إلي أن شيخ الأزهر أحمد الطيب هو خط أحمر لن يستطيع أحد أيا كان انتماؤه السياسي أن يصل إليه أو أن يقيله من منصبه. ودعت الرابطة جميع القوي السياسية بالالتفاف حول شيخ الأزهر بصفته يمثل الوسطية والاعتدال. من جانبها أعلنت حركة شباب6 ابريل الجبهة الديمقراطية في بيان لها رفضها محاولات تسييس الحادث وناشدت القوي والتيارات السياسية, بمراعاة ضمائرها, والعمل علي حصول الطلاب علي حقوقهم, وتحسين أوضاعهم وظروفهم داخل المدينة الجامعية والجامعة. من جانبه رفض السيد عمرو موسي رئيس حزب المؤتمر والقيادي بجبهة الإنقاذ أية مزايدة علي شيخ الأزهر الشريف الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب وعلي أي رموز للازهر الشريف مؤكدا ضرورة عدم التسامح في هذا الأمر. وأكد الدكتور مراد علي, المستشار الإعلامي لحزب الحرية والعدالة, أن اتهام البعض للإخوان بتدبير الحادث للإطاحة بالشيخ أحمد الطيب, شيخ الأزهر, بأنه كلام فارغ لايستحق الرد عليه, مشددا علي أن الإخوان يكنون كل احترام وتقدير لشيخ الأزهر, وأن الهدف من هذه المهاترات هو الإيقاع بين الشيخ أحمد الطيب والإخوان وذلك مستحيل, وأكد أن شيخ الأزهر سيظل رمزية للإسلام وللمسلمين في العالم كله. ووصف أحمد عارف, المتحدث الرسمي باسم الجماعة الذين يقفون وراء هذه الاتهامات بأنهم يسعون لاشتعال معارك لا أخلاقية مع الإخوان ويسعون للإيقاع بينهم وبين شيخ الأزهر, مشيرا إلي أن الجماعة لن تسقط في هذا الفخ, نافيا أن يكون أي من قيادات الإخوان طالبوا بإقالة شيخ الأزهر المحصن منصبه بالدستور. من جانبه أكد المهندس جلال مرة الأمين العام لحزب النور أن الحادث يدل علي فساد اداري موروث عن النظام السابق, موضحا ان شيخ الأزهر لادخل له به وأن المسئول الأول عنه هو ادارة الجامعة.