حذرت صحيفة' وول ستريت جورنال' الأمريكية من أن الجدل الدائر حول قضية الدعم يعرقل حصول البلاد علي قرض صندوق النقد الدولي, ملمحة إلي احتمال سقوط مصر في مأزق سياسي نتيجة اتخاذ الإصلاحات الاقتصادية الصارمة التي يشترطها صندوق النقد. مما قد يدفع البلاد إلي المزيد من الانهيار الاقتصادي. وأوضحت الصحيفة أن صناع القرار في مصر يواجهون قرارات صعبة بشأن كيفية تنفيذ إجراءات التقشف الضرورية للحصول علي القرض ولكن تلك القرارات تهدد في الوقت نفسه بإشعال غضب الشعب المصري الذي هو غاضب بالفعل. وقالت الصحيفة إن الرئيس محمد مرسي يواجه معارضة علي مستوي الشارع مهددة بمزيد من الاشتعال إذا طالت إجراءات التقشف التي يطالب بها الصندوق الفقراء الذين يعتمدون علي الخبز والوقود المدعم. ونقلت الصحيفة عن هاني جنينة, رئيس الأبحاث في بنك فاروس الاستثماري والمطلع علي مشاورات مصر مع صندوق النقد, قوله إن مسألة الدعم أثارت انقساما بين الرئيس مرسي ومؤيديه في حزب الحرية والعدالة. فالرئيس مرسي وحكومته بذلوا جهودا عديدة لوضع خطة للإصلاح الاقتصادي إلا أن حزب الحرية والعدالة دفع بعدم تنفيذها حتي لا تتسبب تلك الإجراءات في غضب الشارع المصري. ونقلت الصحيفة عن مسئول مصري آخر مطلع علي مشاورات القرض قوله إن مسئولي صندوق النقد قلقون أيضا من القمع السياسي, فخلال الاسبوعين الماضيين صدرت العديد من مذكرات الاعتقال بحق نشطاء ومعارضين سياسيين. وقال المسئول المصري إن صندوق النقد يضغط علي الحكومة للتركيز أكثر علي حقووق والانسان والإصلاح الديمقراطي وهذا هو سبب التعثر المستمر في التوصل لاتفاق, علي حد قوله. وأضافت الصحيفة أن الجولة الأخيرة من المفاوضات مع صندوق النقد قد تكون فرصة مصر الأخيرة لطمأنة الصندوق أنها ستنفذ حزمة من الإصلاحات وتوقع اتفاقا رسميا. وفي غضون ذلك, رسمت صحيفة هافنجتون بوست الأمريكية صورة قاتمة للوضع الاقتصادي المصري قائلة إن مصر تعيش علي أجهزة إعاشة اقتصادية متمثلة في المساعدات الأمريكية والمساعدات من جيرانها العرب لكن هذا الأمر لن يطول كثيرا, فمن دون قرض صندوق النقد قد تحدث كارثة في غضون أشهر قليلة. ولكن الصحيفة قالت في الوقت نفسه أنه حتي في حالة الحصول علي القرض فإن مستقبل مصر علي المدي البعيد مازال يحيط به الكثير من الشكوك. وأشارت الصحيفة إلي أن المشكلة الرئيسية في مصر هي اعتمادها بشكل أساسي علي استيراد الغذاء خاصة القمح مشيرة إلي أن الحل الوحيد لإنقاذ مصر هو تحقيق قفزة هائلة في مجال التصنيع أو الانتاج الزراعي أو كلاهما معا.