قال الشيخ د. صالح بن عبد الله بن حميد في خطبة عرفة اليوم إن يومُكم هذا يومٌ فاضل يُعتق الله فيه الرِّقاب من النار، ويدنو فيباهي الملائكةَ بأهل المَوقف؛ فأكثروا من الثناء على الله تعالى وذكرِه ودعائِه سبحانه، فإنه من مواطنِ إجابة الدعاء. وأشار إلى أن الالتزام بالأنظمة والتعليمات والتوجيهات المُنِّظَمة للحج: جُزْءٌ من تحقيق مقاصد الشريعة، ويُعَدُّ واجبًا دينيًّا وأخلاقيًّا، وسلوكًا حضاريًّا؛ يُعَبّر عن روح التعاون والانضباط، ويضمن انسيابيّة حركة الحجاج، وسهولة أداء المناسك دون عَناء ومَشَقَّة. وأوضح ان التقوى سببُ خَيْرَيِ الدنيا والآخرة، وقد أمر الله الخلقَ كافَّة بالتعاون عليها، وهي تَمَسُّكٌ بدين الله، وعملٌ بشَرْعِه؛ خوفًا من عقابه ورجاءَ حسن ثوابه. وأشار إلى أن ثاني مراتب الدين: رُتْبَةُ الإيمان، وهو قولٌ باللسان، واعتقاد بالجنان، وعمل بالأركان، يزيد بالطّاعة وينقص بالمعصية، ومنهُ: صلة الأرحام، وبرُّ الوالدين، وقولُ الصِّدْق، وطيبُ اللفظ، والوفاءُ العقود والعهود، وحسن الأخلاق. اقرأ أيضًا: السعودية تطالب الحجاج الالتزام بخطط التفويج في عرفات واضاف بالإيمان تحصلُ النَّجاة والفوز بخيريِ الدُّنيا والآخرة، وهو يتضمن الإيمان بالله ربًّا وخالقًا ومدبِّرًا للكونِ، ومُتَّصِفًا بالصفات العلى والأسماء الحسنى، والإيمان بالملائكة الكرام، وبما أنزل الله من الكتب كالتوراة والإنجيل، وجعل القرآنَ مهيمنًا على ما تقدَّمه من الكتُبِ. وقال شهادة «أن لا إله إلّا الله» تتضمَّنُ أن العبادة حقٌّ لله وحدَه، لا يُصْرفُ شيءٌ منها لغيره سبحانه، ولو كان من الملائكة أو الأنبياء أو الصالحين والأولياء ﴿فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ﴾ [الشعراء: 213]. وذكر انه في تقرير الرسالة لمحمد صلى الله عليه وسلم رَفْعٌ لِمَا يكون من نزاع بين الأُمَّة، وتوحيدٌ لمصدر التلقِّي فيها، وفيه تتَّحِدُ العبادات ولا تختلف طرائقُ أدائها، فنَسْلَم من البِدَع بعبادة الله بما لم يَرِدْ في الكتاب والسنة، وبذا يجتمع الخَلْقُ وتتأَلَّفُ القُلوب.