قنبلة موقوتة في كل الشوارع المصرية وسط زحام السيارات والاقدام يقيمون علي الارصفة يستجدون المارة والجميع ينظر إليهم وليتساءل أين أهلهم وذووهم؟.. هم وقود كل احداث العنف التي تقع وضحايا اباء وامهات لم يتحملوا مسئولية ابنائهم وتركوهم في الشوارع ليجدوا اباطرة الشوارع و حكامها يجذبون هؤلاء الاطفال الي مستنقع الجريمة, هتك عرض وتعذيب وتسول وبلطجة كل ذلك يحدث في الشوارع ونفيق كل يوم علي توبيني جديد من اباطرة الشوارع وكأن تلك الشوارع في بلاد أخري والغريب ان كل ذلك يحدث أمام اعين الناس بل مئات وآلاف المارة يشاهدون تلك الجرائم في حق الانسانية في حق أطفال تركوا منازل اسرهم للهروب من الفقر ليجدوا أنفسهم ضحايا وعبيدا لهؤلاء البلطجية والخارجين عن القانون, الذين أصبحوا يحكمون الشوارع فنحن اليوم مع احدي حلقات التوبيني وزبانيته الذين حملوا الراية من بعده فبعد سقوط توربيني محطة مصر في الحلقة الماضية كان موعدنا مع توربيني المنيل الذي قرر ان يتخذ من احدي المناطق الأثرية وكرا ومكانا لارتكاب جرائمه وكانهم يختارون الاماكن الاكثر زحاما ليرتكبوا فيها جرائمهم امام اعين الناس التي اغلقتها وأصرت علي ألا تري شيئا. ففي منطقة المنيل وبالتحديد بشارع متحف المنيل الذي هو قبلة الزائرين ويعج ليل نهار بالسائرين اتخذ منه محمد ابراهيم توربيني المنيل الجديد موقعا لإدارة عصابة أطفال الشوارع وارتكاب جرائمه قتل طفلين واغتصب40 طفلا آخر تحت وطاة وتهديد السلاح تعذيب وتسول ومخدرات كل ذلك يحدث في الشارع فالاطفال يخرجون للتسول واستجداء المارة وفي آخر اليوم يعودون بالحصيلة الي التوربيني حتي يحصل كل واحد منهم علي مصروفه وبعد يوم طويل لفحت فيه الشمس وجوههم ونالوا من العناء ما نالوا يكون امامهم بالليل عناء اخر فالاغتصاب ينتظرهم وادمان المخدرات حتي يكونوا دائما تحت امرة سيدهم التوربيني ومن يحاول الهروب أو العودة يكون عبرة لزملائه فنصيبه وصلة من التعذيب والضربعشرات الاطفال والفتيات في منظومة التوربيني ينتشرون نهارا ويغتصبون ليلا وكل ذلك يحدث في الشارع, منظومة كاملة من الفساد يديرها التوربيني في منطقة من اكثر مناطق القاهرة ازدحاما وكانت البداية بمعلومة وصلت مدحت جمال مساعد وزير الداخلية لمباحث الاحداث بانتشار اطفال الشوارع بمنطقة المنيل الذين يستجدون المارة ويقومون ببيع السلع التافهة لتكون الخيط الذي التقتطه أجهزة الامن باشراف اللواء معز السبكي نائب مدير الادارة العامة لمباحث الاحداث حيث كشفت التحريات ان هناك عصابة يديرها احد المسجلين خطر يقوم خلالها باستغلال اطفال الشوارع في أعمال التسول وبيع السلع التافهة الي المارة حيث يقوم رجاله بالبحث عن الاطفال الهاربين من أسرهم ويقومون باستقطابهم حتي يحضروا الي المقر الموجود بشارع متحف المنيل ويحصلوا علي نصيبهم من اعمال التعذيب والاهانة والاغتصاب ويصبحوا مدمنين للمخدرات ولمادة الكلة التي يجود التوربيني عليهم بها وتكون من نصيب من يستطيع جلب إيراد أكبر في اليوم. وامام العميد محمد زغلول مدير ادارة العمليات بمباحث الاحداث كان لكل طفل منهم حكاية فجمعة الذي يبلغ من العمر15 عاما ترك منزل اسرته التي تقيم بمنطقة الهرم هربا من بطش زوج والدته الذي كان دائم الاعتداء عليه بالضرب فقرر الهروب الي الشارع وبعدها التقي احد الاطفال الذي اخذه الي التوربيني واستقبله رجال التوربيني حتي عرض عليه وفي اول يوم قاموا باغتصابه وعندما حاول الرفض كان نصيبه الضرب والتعذيب, وقالوا له ان الاعتراض سيكون جزاؤه الضرب والتعذيب واجبروه علي تعلم ادمان الكلة. اما أحمد الذي هرب من اسرته بمنطقة شبرا الخيمة وحضر إلي القاهرة بعد ان شعر بالفقر وكثرة اشقائه ووجده أحد رجال التوربيني أثناء سيره بالشارع فالتقطه وأخذه معه الي المقر الذي يوجد به التوربيني بشارع متحف المنيل وكان علي موعد مع ما حدث مع سابقيه. عشرات الاطفال المجني عليهم من ضحايا توربيني المنيل الذي اعترف بانه كان يسيطر علي40 طفلا قام هو ورجاله باغتصابهم واجبارهم علي اعمال التسول بالشوارع واعترف انه كان يعتمد علي تعذيب هؤلاء الاطفال حتي يكونوا تحت سيطرته ويشعروا دائما بالخوف منه, واعترف مساعده بان دوره كان يقتصر علي تنفيذ تعليمات التوربيني فقط وكان يقوم باستقطاب الاطفال له من الشوارع حيث كان يلتقط الاطفال الذين يشعر بانهم هاربون من اسرهم وهنا فجر الاطفال المجني عليهم مفاجأة بان التوربيني قتل اثنين من زملائهم وذلك بعدما حاولوا الهرب منه ومن البطش الذي يتعرضون له ووقتها شعر التوربيني بان العقد سينفرط من يديه وأن جميع الاطفال يمكن أن يفعلوا مثلهم فجن جنونه وظل يطاردهما حتي امسك بهما واحضرهما الي المقر وأخذ يعذبهما حتي لفظا انفاسهما الاخيرة وقام بالقائهما بالشارع وسط حالة الذعر والرعب استشرت بين الاطفال وشعروا ان الهروب من التوربيني يعني الموت فكانوا يتعرضون للتعذيب والضرب ولا يستطيعون الاعتراض او الهروب بعدما شاهدوا موت زميليهما امام اعينهم مافيا حقيقيه يديرها التوربيني ومساعده في الشارع بالنهار تسول واستجداء للمارة وبالليل جنس واغتصاب وتعذيب وكان تقرير الاطباء خير دليل حيث كشف التقرير تعرض جميع الاطفال المجني عليهم للتعذيب والاغتصاب لمرات عديدة وفي حراسة مشددة بقيادة العقيدين ممدوح أبوحمادة وطلعت عبدالمنعم, تم اقتياد التوربيني وشريكه الي السجن بعدما اعترف بكل التهم التي وجهها لهم الاطفال ويكثف رجال الامن تحقيقاتهم معهما لمعرفة هوية الطفلين الذين قاما بقتلهما. مسلسل أطفال الشوارع مازال مستمرا في الشوارع المصرية والغريب ان كل ذلك يحدث بالمناطق المزدحمة والمكتظة بالمارة والمواطنين ولم يحاول احد أن يسال نفسه من هؤلاء الاطفال وما الذي اتي بهم الي هذه الاماكن, يبدو ان التوربيني لن يموت وانه خلف من بعده ذرية كبيرة ومئات النسخ من معدومي الضمير يجدون في اطفال الشوارع تجارة رابحة مع الشيطان ويمارسون الفاحشة والحرام بعد ان عاهدوا الشيطان ان يكونوا حلفاء له في شوارع مصر وكان آباء وامهات هؤلاء الاطفال لا يتعلمون الدرس ابدا فيتركون اطفالهم حتي يكونوا ضحايا لمعدومي الضمير فالاباء متهمون فهم شركاء لكل توربيني, لانهم تركوا له آبناءهم يفعل بهم ما يشاء فأبدا لم ولن يكون الفقر حجة حتي يفعلوا باولادهم ذلك الفعل والدولة ومؤسساتها مسئولة عن القضاء علي هذه الظاهرة فهؤلاء الأطفال هم وقود أحداث العنف التي تشهدها البلاد وهم من يستخدمون فيها باوامر الأباطرة الذين يسيطرون عليهم.