يعيش الإنسان حياة واحدة وبالقراءة يعيش مجموعة حيوات, كما يقول عملاق الأدب العربي عباس العقاد. فالقراءة هي النافذة السحرية, من خلالها نجوب العالم ونكتسب العديد من المهارات والمعارف. وفي حوار دنيا الثقافة مع د. سهير محفوظ استاذ المكتبات المساعد بجامعة حلوان والمستشار العلمي لمعمل توثيق بحوث أدب الأطفال عن أهمية القراءة, بادرت بالقول... البداية الحقيقية لتقدم أي شعب من الشعوب, هو تشجيع القراءة ودعم المكتبات العامة والمدرسية, وتحقيق ذلك يكون بتوفير كل الامكانات المادية والبشرية وفق خطة قومية شاملة علي أن توجه لجميع فئات المجتمع مع تركيز أساسي علي الأطفال الذين هم اللبنة الأساسية في تكوين وبناء المواطن الصالح. وعن آلية تحقيق ذلك تقول د. سهير أري أن وجود خطة قومية شاملة لتشجيع القراءة تكون تحت إشراف مباشر من رئيس الدولة. وعما اذا كانت تسترشد ببعض التجارب الخارجية التي حققت نجاحا تقول هناك تجارب دولية عديدة للنجاح في تحقيق هذا الهدف العظيم منها تجربة كوريا الجنوبية التي استطاعت التحول من دولة فقيرة تتلقي المعونات الي مانحة تقدم المعونات المالية والمساعدات العلمية وأضحت الآن الدولة رقم13 في العالم في هذا المضمار. وعن كيفية الاستفادة من هذه التجربة تقول: يمكننا الاستضاءة بالتجربة الكورية كما عرضتها الباحثة سوك هاين لي مدير عام المكتبة القومية للأطفال والناشئة في مدينة سول في المؤتمر السنوي للاتحاد العالمي للمكتبات عام2011 في بورتريكو ويمكن إيجازها في الاهتمام بتشجيع القراءة بين جميع أفراد المجتمع وخاصة الأطفال, وهو من المهام الأساسية لرئيس الدولة مباشرة, وتأسيس هيئة قومية لمكتبات الأطفال وتكون مهمتها انشاء مكتبات للأطفال في مختلف أنحاء الدولة ومتابعة الخدمات المكتبية المقدمة من تلك المكتبات والعمل علي تطويرها بصفة مستمرة علي أن يكون هناك دور أساسي لوسائل الإعلام المختلفة في مساندة رسالة الدولة في تشجيع القراءة والحث علي اقامة المكتبات الجديدة. وعن أهمية الكتاب قالت.. إن الكتب هي العنصر الأساسي في مجموعات مكتبات الأطفال مع جودة الشكل والمضمون ومع العناصر الأخري لتكنولوجيا المعلومات من أجهزة كمبيوتر وشبكات الانترنت وغيرها حيث تعمل علي سرعة تبادل المعلومات وعرض المقترحات بين المتعاملين وأمناء المكتبات.. وعن تضمين البحث مساهمات أخري بجانب دور الدولة, أشارت إلي أهمية مشاركة القطاع الخاص مع جمعيات ومنظمات المجتمع المدني في توفير ميزانيات ووسائل مشاركة ايجابية لدعم المشروعات الخاصة بانشاء المكتبات العامة والمدرسية وتطويرها ودعم برامج القراءة بها من خلال اعداد قائمة بالقراءات تقسم وفقا للمراحل العمرية المختلفة للأطفال وضرورة إشراك الأطفال والناشئة الشغوفين بالقراءة في إعداد هذه القائمة والترويج لها بين الزملاء. وتري د. سهير أن المكتبة تحل مشكلة الدروس الخصوصية وتضمن التفوق الدراسي للأبناء, وتؤكد ذلك من تجربة أم كورية ضمنتها كتابا سجلت فيه أن إحدي بناتها أتقنت اللغة الفرنسية عن طريق( ساعة القصة) في مكتبة باريس وابنتها الأخري تفوقت في الرياضيات عن طريق قراءتها لكتب الأطفال التي تبسط العلوم ونظريات الهندسة وغيرها. وفي ختام اللقاء تقول د. سهير محفوظ.. إن مصر تملك العديد من المقومات المكتبية التي تشكل أساسا صالحا لتبني هذا النموذج الكوري وذلك بوضع استراتيجية تجعل المكتبات العامة والمدرسية المحرك الأساسي لنهضة مصر.