علا السعدني : { ونحن نحتفل هذه الأيام بمئوية كاتبنا نجيب محفوظ وصاحب نوبل لايمكن أن ننسي علاقة التزواج بينه وبين السينما فكل منهما جزء لايتجزأ من الآخر,هو بروائع أدبه ومؤلفاته الغزيرة العدد والقيمة معا, وهي بما منحته من شهرة واسعة له بإلقائها الضوء علي هذه الروائع الأدبية بعد تحويلها إلي أفلام فلا احد يستطع ان ينكر انه بسبب أفلامه وليست رواياته جاءت شهرته ككاتب كبير, فقد يكون هناك كثير من الناس لم يقرءوا رواياته بينما الاكيد ان كل الناس قد شاهدت أفلامه! وهذا طبعا لاينفي ان أهميته وقيمته الأدبية ككاتب جاءت من خلال رواياته وليست أفلامه, في كل الأحوال نحمد الله انه رزقنا بأديبنا العالمي محفوظ لتستفيد منه السينما ونحن معها, ويستفيد منه الأدب أيضا, وكما ادخلنا هذا الرجل طوال حياته حتي وبعد مماته بأدبه وأفلامه إلي عصور الفكر والنور والثقافة وادخلنا بها أيضا إلي العالمية, فلن نسمح لأحد أبدا ان يعيدنا بافكاره ومعتقداته الرجعية المتخلفة إلي عصور الظلام والجاهلية! { كان طبيعيا جدا ونحن نعيش في هذه المرحلة من حرية وانفتاح في كل شيء ان نفاجأ بالحديث عن أفلام أو افكار أفلام غريبة وبعيدة عن عاداتنا ومعتقداتنا الدينية والأخلاقية, حيث عرضت علي الرقابة أفلام عن الالحاد وعن الشذوذ والجنس الجماعي وغيره وغيره من أفلام ما كانت أبدا تستطيع ان تتقدم إلي الرقابة من قبل, ولهذا كنت مع المؤيدين لبقاء الرقابة وعدم إلغائها خصوصا في هذه المرحلة التي حتما ستختلط فيها الآراء والأفكار والحابل بالنابل إلي أن نصل ونتعلم أن نكون نحن رقباء لأنفسنا ونتعلم ان هناك خيوطا وفواصل بين الشئ ونقيضه فهناك فرق بين الجرأة والوقاحة وبين الحرية والاباحية وليس من المعقول ونحن نعارض محاربة التيارات الإسلامية للفن ان تطلع علينا مثل هذه النوعية المبتذلة من الأفلام التي حتما ستعطي الفرصة لهذه التيارات ان تحاربها, وستنزع منا نحن أيضا وجود أي سلاح للدفاع عنها! { لمصلحة من تلك الشائعات المغرضة التي تنتشر بيننا من وقت لآخر وفي اوقات متقاربة عن وفاة الفنان عادل إمام أعتقد أنه العيب كل العيب أن يكون هذا هو سلوكنا تجاه بعضنا بعضا حتي لو اختلفنا! ومهما اختلفنا مع عادل إمام أو حوله فيجب ألا ننسي أنه فنان صاحب تاريخ طويل يعتز به كثير من المصريين والعرب! وليتنا من الآن ونحن في مرحلة التعلم من أول السطر أن نتعلم أيضا ثقافة الاختلاف باحترام بحيث نحرص عندما نختلف ألا يفسد هذا الخلاف للود بيننا أي قضية!