المراقب للمشهد السياسي وما تموج به الساحة الوطنية من أحداث وحوادث وتفاعلات وردود أفعال. وآخرها إحراق مبني المجمع العلمي المصري أحد القلاع التاريخية التي ظلت علي مدي عقود تحفظ ذاكرة الأمة وقلبها العلمي النابض. ثم محاولة الانقضاض علي بعض رموز السيادة الوطنية مثل مقار مجلسي الشعب والوزراء وكذلك محاولة اقتحام وإحراق مجمع الخدمات الحكومية الاضخم في مصر. مجمع التحرير لا يمكن إلا أن يلاحظ وجود يد خفية تمسك بخيوط مؤامرة دنئية لإشاعة الفوضي في هذا البلد الطيب ومحاولة تدمير ثرواته ومقدراته ومكتسباته بأي ثمن, ومن غير المستغرب أن يتناغم تنفيذ هذا المخطط وتتسارع وتيرته في الداخل مع تحركات في الخارج لاسيما في الكونجرس الأمريكي لمنع أو تجميد تقديم المساعدات لمصر تحت أي ذرائع واهية في مسعي لإحكام الطوق أكثر علي هذا الشعب المسالم ومحاولة احتواء ثورته العظيمة توطئة لما قد يكون أخطر وكما سبق أن تحدثت دوائر غربية صراحة عن شرق أوسط جديد يبني علي ما أسمي بالفوضي الخلاقة.! ثالث الملاحظات أيضا أن جنون المتضررين من هذه الثورة في الداخل والخارج والمتربصين بأرض الكنانة الغالية وأدواتهم من الفلول وأيتام النظام البائد يزداد ضراوة كلما اقتربت العملية السياسية الجارية الانتخابات البرلمانية بمراحلها الثلاث من نهايتها وهي العملية التي ستفتح عمليا أبواب التغيير والإصلاح في مصر والمنطقة علي مصاريعها وتشد نوافذ الفتن والتآمر التي تحاك وتنفذ بلا هوادة هذه الأيام. ولعل تكاتف جميع القوي السياسية لإنجاح آخر مراحل تلك العملية وتحلي كل فئات الشعب باليقظة والوعي والحذر يدق المسمار الأخير في نعش هذه المؤامرة الدنيئة ومن يقف وراءها.