معادلة التغيير! ليس يخالجني أدني شك في أن التوافق المجتمعي لصنع الاستقرار المنشود سوف يفرض كلمته في النهاية لتبدأ رحلة التغيير التي نضمن من خلالها أن يكون المستقبل أفضل من الحاضر. طالما أننا نحرص في صياغة منهج التغيير وآلياته أن نتجنب أي نوع من الصدام أو الانقسام الداخلي حتي نغلق الأبواب تماما أمام أي محاولات لاختراق جبهتنا الداخلية طبقا لأجندات خارجية. أتحدث عن تغيير مدروس ينبع من وعي شعبي ونضج سياسي تحت مظلة من صدق الضمائر وطهارة الذمم وتغليب المصلحة العليا للوطن فوق أي مصالح ذاتية لهذا الحزب أو ذاك ولهذا المرشح أو غيره. أتحدث عن تغيير في النفوس يلغي من قاموس النخب السياسية عبارات النرجسية التي تعكس تضخما في الذات عند البعض بهدف الإيحاء بأنهم وحدهم القادرون علي قيادة دفة سفينة الوطن بدعوي أن البدائل قد انعدمت وأن الكفاءات والقيادات السياسية قد توقف إنتاجها منذ سنوات! أتحدث عن تغيير يعيد النظر في ثقافة المجتمع لكي نسرع الخطي باتجاه التخلص من تلك الثقافات المريضة التي تتراوح بين الحقد علي الغير أو رفض الحاضر واليأس من الغد مما يفتح الأبواب علي مصاريعها لمحترفي التسلق والتسلط ومحاربة الناجحين في كل مكان. أتحدث عن تغيير جذري في المناخ العام لتنقية الأجواء التي تسمح بضخ الكفاءات ومنحها الصلاحيات بعد تأمينها من الدسائس والمؤامرات التي تستهدف إحراق كل وجه جديد يطل علي المشهد من خارج منظومة الشللية والمحسوبية الحزبية والحركية! أتحدث عن تغيير يضمن جماعية القيادة ومؤسسية الإدارة في مختلف المواقع تحت رقابة شفافة وصارمة تضمن إجهاض الفساد قبل حدوثه من خلال إصلاح وظيفي ومعيشي يمثل درعا للحماية ضد الرشوة والفساد من ناحية مثلما يمثل حافزا للعطاء والإخلاص في العمل من ناحية أخري. وفي اعتقادي أن كل ما تحدثت عنه يحتاج إلي معادلة تجمع بين الحق المطلق في حرية المعارضة والنقد وبين الالتزام المطلق برفض الفوضي وضمان الاستقرار. خير الكلام: المنافق... من يصف الآخرين كما يرون أنفسهم وليس كما يراهم الناس! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله