لدينا ملايين شهود العيان علي أبشع جرائم العصر, جمعتهم شاشات التليفزيون والنت أمام تلك المشاهد الدموية المتكررة, عشرات الشهداء والجرحي من خيرة شباب مصر يتساقطون. ورغم أن وجوها من القتلة مألوفة للمتفرج, لم نجد أي مدان أو مذنب! لم يعد الخبز من أولويات الناس, وقد لمس مواطن بسيط الوجيعة, عندما طلب من رئيس الحكومة, الأمن قبل الخبز. المأساة الكبري, الحريق الذي التهم جزءا كبيرا من ذاكرة مصر التاريخية والعلمية المكتنز بمجمع البحث العلمي, بكاه المصريون, وهم يشاهدون تاريخهم يحترق, بينما يرقص صبية مثل البربر كما وصفهم مفتي الجمهورية باكيا صارخا من هم هؤلاء الصبية؟, الغل يملأ وجوههم وقد هربت منها البراءة, يرددون ألفاظا تساير ما يقوم به البلطجية والقتلة الكبار الذين يعتلون مبني مجلس الوزراء, بنفس الغل والإشارات البذيئة والتبول علي من هم أفضل منهم. هناك من أقنع بلطجية الكي جي2 بأن انهيار المجمع العلمي, بطولة تستحق الرقص, وهم يجهلون أنهم يحرقون ما يعد ضمانة لمستقبلهم, مثل الشخص الذي غرس السكين في رقبة نجيب محفوظ, كانت تحركه أفكار حشرت في رأسه, أخشي أن يلقي المجمع نفس مصير الأوبرا الخديوية, أحد رموز الحضارة الحديثة, التي احترقت في بداية حكم السادات, وحل مكانها جراج متعدد الطوابق, فنحن في عصر تعلو فيه كلمة المال علي الثقافة والمعرفة. استوقفني التقرير الذي عرضته قناة الحياة لمعتز الدمرداش, مع الشاب الذي حاول إنقاذ الفتاه المنقبة التي سحلها الجنود متباهين برجولتهم, وهم يخلعون عنها ملابسها, أحس الشاب أن عرضه ينتهك, فكان نصيبه الضرب والسحل ورصاصة في الركبة, الشاب إسمه: إيهاب حنا أشعياء, ألم أقل مصر حلوة رغم المرار الذي نتجرعه يوميا. المزيد من أعمدة سمير شحاته