كتبت دعاء خليفة: لم أكن أتخيل ان مريضا ينزف أصبعه المفصول عن يديه في الوقت نفسه الذي يصرخ وكيل النيابه فيه سائلا عن سبب وجوده في المنطقة, و آخر ضلعه مكسور و مضطر للإجابة رغم ألمه علي أسئلة المحققين, جمل قالتها. د. مني مينا, عضو مجلس نقابة الأطباء شهادة علي احداث اول امس بعد أن طلب عدد من الأطباء لعلاج المقبوض عليهم في احداث مجلس الوزراء. و ذلك خلال مؤتمر نظمته لجنة الحريات بنقابة الأطباء أمس عن أحداث العنف. وأكدت د. مني أن الأطباء يتعرضون للكثير من الضغوط و العنف أثناء عملهم لمساعدة المصابين وكذلك لتوثيق الأحداث ذاكرة واقعة إختطاف د. أحمد حسين, أحد أعضاء مجلس النقابة من داخل ميدان التحرير وضربه و تعذيبه ثم القائه في منطقة مقابر وتهديده أكثر من مرة بضرورة عودته للاهتمام بشئون الأطباء ومشكلاتهم لا شئون المصابين في حين كان الجميع يحاول الاتصال به للاطمئنان عليه لكن محموله المغلق جدد الشكوك في أنه قد تعرض للخطف أو القبض عليه مرة أخري. د. احمد هو أحد الاطباء النشطاء الذين يقومون بتوعية أهالي المتوفين والمصابين بحقوقهم وبضرورة الحصول علي تقارير طبية من المستشفيات لإثبات حقوقهم. مسألة تبدو شديدة الصعوبة كما يقول د. عبد الله الكريوني, مقرر لجنة الحريات- بسبب تعرض الكثير من الأطباء للضغوط من بعض أساتذتهم و من السلطات. فهناك أوامر في مستشفي قصر العيني الفرنساوي بعدم خروج اوراق المصابين إلا للنيابة العامة وهناك تعليمات اخري للمستشفيات العامة مثل قصر العيني, كما يقول د. الكريوني بعدم إصدار تقارير لاي جهات قانونية إنما للجهات الإجتماعية فقط. فهناك حالة عامة من تكتم المعلومات عن المصابين وحالاتهم مما دعا النقابة إلي تأسيس لجنة تهدف لمتابعة الحالات و توثيقها. كما قال الدكتور ممدوح الشربيني, أخصائي حوادث و طبيب ميداني إنهم تعرضوا يوم الأحد الماضي لمحاولات عنيفة لإقتحام المستشفي الميداني بعمر مكرم مما أصابهم بالرعب الشديد وحدثت العديد من الإشتباكات بين الجنود و الأطباء حتي اصيب الدكتور عمرو صلاح بجرح قطعي في الرأس لأنه اراد حماية حقه في إسعاف المصابين. جروح وانتهاكات وايضا وفيات وهو ما حدث مع الطبيب علاء عبد الهادي الذي لقي مصرعه في أثناء أداء مهمته في اسعاف المرضي في الأحداث. و يتسائل محمد مصطفي عضو لجنة شهداء ومصابي الثورة و منظم مستشفي عمر مكرم, هل هذه رسالة لأطباء الميدان لكي يتركوا مواقعهم و يتخلوا عن دورهم في اسعاف المصابين؟ في حين أكدت د. عزة عبدالوهاب من أعضاء لجنة الطب الشرعي انهم يتعرضون للكثير من الصعوبات والعوائق لكي يستطيعوا الحصول علي معلومات تخص المصابين و حالاتهم. ومن جهتها أدانت د. منال عمر, استشاري الطب النفسي ما يتعرض له الأطباء مؤكدة انها لن تنسي ما تعرضت له من رعب واحساس بالتهديد يوم ان قررت النزول للمساعدة في الميدان.