«تعليم دولي بمصروفات مناسبة».. حجازي يبحث مع وزير المدارس البريطاني أوجه التعاون    سقوط 3 عناصر إجرامية بحوزتهم 50 كيلو حشيش بالقاهرة والقليوبية    لمواليد برج الحمل.. توقعات الأسبوع الأخير من مايو 2024 (تفاصيل)    أحمد الفيشاوي يحتفل بالعرض الأول لفيلمه «بنقدر ظروفك»    فيلم فاصل من اللحظات اللذيذة في المركز الثالث بدور العرض    في يومه العالمي.. طبيب يكشف فوائد الشاي    صعود جماعي لمؤشرات البورصة في بداية تعاملات الثلاثاء    أسعار الحديد اليوم الثلاثاء 21-5-2024 في أسواق محافظة قنا    محافظ أسوان: توريد 225 ألفًا و427 طنًا من القمح حتى الآن    استقرار أسعار اللحوم اليوم الثلاثاء.. البلدي ب 380 جنيهًا    إي إف چي هيرميس تستحوذ على حصة أقلية في Kenzi Wealth الدنماركية    الجثامين بدت متفحمة.. شاهد لحظة العثور على طائرة الرئيس الإيراني    استشهاد رئيس قسم الجراحة بمستشفى جنين    روسيا تفشل في إصدار قرار أممي لوقف سباق التسلح في الفضاء    موعد مباراة الأهلي والزمالك في نهائي دوري اليد.. والقناة الناقلة    النصر السعودي يضغط لحسم صفقة صديق رونالدو    استعدادات مكثفة بجامعة سوهاج لبدء امتحانات الفصل الدراسي الثاني    بسبب لهو الأطفال.. أمن الجيزة يسيطر على مشاجرة خلفت 5 مصابين في الطالبية    بالفيديو.. الأرصاد: طقس شديد الحرارة نهارًا على أغلب الأنحاء    تداول ورقة مزعومة لامتحان الهندسة ب«إعدادية القليوبية»    طلب تحريات حول انتحار فتاة سودانية صماء بعين شمس    من حقك تعرف.. ما الفرق بين جريمتي الغدر والرشوة ؟    «الخشت»: أحمد فتحي سرور ترك رصيدا علميا يبقى مرجعا ومرجعية للقانونيين    جامعة بنها تفوز بتمويل 13 مشروعا لتخرج الطلاب    الهجرة تعقد عددًا من الاجتماعات التنسيقية لوضع ضوابط السفر للفتيات المصريات    تاريخ المسرح والسينما ضمن ورش أهل مصر لأطفال المحافظات الحدودية بالإسكندرية    «القومي للمرأة» يوضح حق المرأة في «الكد والسعاية»: تعويض عادل وتقدير شرعي    أسعار الخضروات اليوم الثلاثاء 21-5-2024 في قنا    "صحة مطروح" تدفع بقافلة طبية مجانية لمنطقة أبو غليلة    خبيرة تغذية توجه نصائح للتعامل مع الطقس الحار الذي تشهده البلاد (فيديو)    مبعوث أممي يدعو إلى استئناف المحادثات بين إسرائيل وحماس    أوكرانيا: ارتفاع عدد قتلى وجرحى الجيش الروسي إلى 49570 جنديًا منذ بداية الحرب    وزير الصحة يوجه بسرعة الانتهاء من تطبيق الميكنة بكافة المنشآت الطبية التابعة للوزارة    موعد عرض مسلسل دواعي السفر الحلقة 3    لجان البرلمان تواصل مناقشة مشروع الموازنة.. التموين والطيران والهجرة وهيئة سلامة الغذاء الأبرز    داعية إسلامي: الحقد والحسد أمراض حذرنا منها الإسلام    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 21-5-2024    رقم تاريخي لعدد أهداف موسم 2023/24 بالدوري الإنجليزي    الحالة الثالثة.. التخوف يسيطر على الزمالك من إصابة لاعبه بالصليبي    بشير التابعي: معين الشعباني لم يكن يتوقع الهجوم الكاسح للزمالك على نهضة بركان    جهات لا ينطبق عليها قانون المنشآت الصحية الجديد، تعرف عليها    الأصفر يرتفع من جديد.. سعر الذهب اليوم الثلاثاء 21 مايو في محلات الصاغة المصرية    ضياء السيد: مواجهة الأهلي والترجي صعبة.. وتجديد عقد معلول "موقف معتاد"    مندوب مصر بالأمم المتحدة لأعضاء مجلس الأمن: أوقفوا الحرب في غزة    مندوب فلسطين أمام مجلس الأمن: إسرائيل تمنع إيصال المساعدات إلى غزة لتجويع القطاع    مارك فوتا يكشف أسباب تراجع أداء اللاعبين المصريين في الوقت الحالي    مدحت شلبي يكشف العقوبات المنتظرة ضد الزمالك بسبب سوء تنظيم نهائي الكونفدرالية    احذروا الإجهاد الحراري.. الصحة يقدم إرشادات مهمة للتعامل مع الموجة الحارة    منافسة أوبن أيه آي وجوجل في مجال الذكاء الاصطناعي    الطيران المسيّر الإسرائيلي يستهدف دراجة نارية في قضاء صور جنوب لبنان    «سلومة» يعقد اجتماعًا مع مسئولي الملاعب لسرعة الانتهاء من أعمال الصيانة    الأنبا إرميا يرد على «تكوين»: نرفض إنكار السنة المشرفة    موعد عيد الأضحى 2024 في مصر ورسائل قصيرة للتهنئة عند قدومه    حدث بالفن| حادث عباس أبوالحسن وحالة جلال الزكي وأزمة نانسي عجرم    دعاء في جوف الليل: اللهم ابسط علينا من بركتك ورحمتك وجميل رزقك    «الداخلية»: ضبط متهم بإدارة كيان تعليمي وهمي بقصد النصب على المواطنين في الإسكندرية    عمرو أديب عن وفاة الرئيس الإيراني في حادث الطائرة: «إهمال وغباء» (فيديو)    «دار الإفتاء» توضح ما يقال من الذكر والدعاء في شدة الحرّ    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أرابيسك أمريكاني
دور الولا يات المتحدة في ثورات الشارع العربي المال والتكنولوجيا في خدمة الديمقراطية والثورات الملونة‏!‏

لا يعني عرض هذا الكتاب أنني اتفق مع ما تضمنه من آراء ومعلومات صادمة لمؤلفه الدكتور أحمد بسادة الأستاذ الجامعي‏,‏ والباحث في العلوم السياسية, والكاتب الجزائري المهاجر لكندا, والمهموم بما يجري في بلاده وفي العالم العربي.
عنوان الكتاب أرابيسك أمريكاني لايحتاج الي ترجمة, وقد تركت للقارئ حرية اختيار المعني الذي يقصده المؤلف, فالترجمة الحرفية ل أرابيسك لاتشرح هدف الكاتب الذي يحظي بتقدير كبير من أبناء الجالية العربية المهاجرين في كندا, واكتفيت بترجمة العنوان الفرعي الذي يشير إلي الموضوع. الكتاب الذي صدر باللغة الفرنسية في نهاية أغسطس الماضي قبل يوم واحد من عودتي الي القاهرة قادما من مونتريال بعد زيارة سريعة, أهداه لي صديق جزائري كان أحد كبار المسئولين في وزارة الثقافة الجزائرية قبل أن يهاجر في آخر التسعينيات, وشرح لي موضوعه الذي أثار استفزازي وغضبي, فبرغم كل المعلومات والآراء التي عرضها المؤلف, فإنني علي قناعة كاملة بأن شباب مصر وتونس نجحوا في الإطاحة بنظامي مبارك وزين العابدين الديكتاتوريين, وكانت الثورتان مستقلتين تماما عن أي تدخلات خارجية.
لقد فاجأ الثوار في البلدين واشنطن والعالم بالاطاحة بالنظامين الأقرب لصداقة الولايات المتحدة وإسرائيل, مهما أثار المشككون من غبار ومهما عرضوا من أوراق بحث, لكن الأمانة تقتضي أن أعرض المعلومات التي قدمها المؤلف والباحث مع التركيز علي ربيع25يناير, فقد عشت مع ملايين المصريين أيام الثورة التي أطاحت بمبارك ونظامه الفاسد, وتحقق نضال الأبناء, وحلم الآباء الذي انتظرناه ثلاثين عاما. قبل أن أبدأ عرض الكتاب, أشير الي ما نشر في الأهرام يوم الثلاثاء13 ديسمبر بالصفحة الاولي تحت عنوان400 منظمة حصلت علي تمويل اجنبي... وبدء استجواب المتهمين وقبل ذلك بايام أبدت وزيرة التخطيط والتعاون الدولي فايزة أبو النجا قلقها من تمويل الجمعيات الأهلية غير المسجلة من جهات خارجية, وأعلنت أنه منذ قيام الثورة حتي الأن, تلقت منظمات غير مرخصة من الولايات المتحدة35 مليون دولار وهو مايثير عددا من التساؤلات, وقالت لابد لكل صاحب عقل أن يميز ما هو الغرض من ذلك؟ أضافت الوزيرة أن توجيه المال السياسي للجمعيات الأهلية غير المسجلة, خاصة في المرحلة الحالية تحت ستار النشاط الديني ومتابعة الانتخابات لايمكن قبوله لأنه يضرب بعرض الحائط كل القوانين وسيادة الدولة. في نفس الأسبوع استدعت وزارة العدل المسئولين عن خمس جمعيات أهلية تعمل بطرق غير شرعية, حصلت علي118 مليون جنيه من جهات خارجية بالمخالفة للقانون, وطالب الدكتور جودة عبد الخالق وزير التضامن والعدالة الاجتماعية مديري المديريات في مختلف المحافظات بمتابعة مستمرة لكل الجمعيات بما يتفق مع القانون, وقواعد الحصول علي المنح الخارجية.
مؤلف الكتاب د. أحمد بسادة عرض المعلومات والأرقام كما هي من مصادرها, دون أي تدخل أو إبداء رأي, وترك للقارئ أن يحكم ويتخذ الموقف الذي يراه, لكن الباحث الجزائري المتابع لكل أحداث الوطن العربي والمهموم أيضا بما يجري في الوطن الأم, والمراسل لصحيفة لوران أكبر الصحف الجزائرية التي تصدر باللغة الفرنسية كما يكتب مقالات في صحيفة الأهرام إبدو الأسبوعية, يختلف تماما عن الكتاب والمحللين الغربيين من ذوي سوء القصد والنية الذين يعرضون في كتاباتهم بلا سند آراء تعبر عن عنصريتهم ومواقفهم المعادية للعرب والمسلمين, الذين هم مرضي بالكراهية وبعمي الألوان السياسي, فيحولون بأقلامهم اللون الأبيض الي أسود والاشاعة الي خبر يقين!
يقول المؤلف: فاجأت مصر وتونس العالم بثورتيهما, فبعد سنوات من القهر والعبودية تحرر المصريون والتونسيون من الحكم الديكتاتوري, وتحول ميدان التحرير في القاهرة, وصنعاء في اليمن, وشارع بورقيبة في تونس, وميدان اللؤلؤة في المنامة بالبحرين الي رموز لنضال شعوب هذه الدول وقبلة ثورات الشارع العربي.
أوباما وهيلاري كلينتون وتكنولوجيا الاتصالات
الثورتان المصرية والتونسية يشغلان النصيب الأكبر من صفحات الكتاب, فقد نجحتا في إسقاط نظامي مبارك وزين العابدين لم يكن القذافي ونظامه قد سقط عند صدور الكتاب. تناول المؤلف النتائج التي تحققت من الثورتين, ثم الدور الايجابي لتكنولوجيا الاتصالات الحديثة في تعبئة الجماهير خاصة ما يتعلق بالثورة المصرية, وأشار الي اعتراض الرئيس الأمريكي باراك أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون علي قطع الاتصالات مع الإنترنت وهو الاجراء الذي إتخذته الحكومة المصرية في الأيام الأولي من الثورة
لكن دفاع السيدة كلينتون عن حرية المواطنين في الابحار في فضائيات هذه التكنولوجيا أثار لدي المؤلف بعض الشكوك حول موقفها من الثورة. وقد واصلت وزيرة الخارجية الأمريكية يوم51 فبراير بعد ثلاثة أسابيع من الثورة المصرية تأكيداتها أن الانترنت أصبحت الفضاء العام للقرن الحادي والعشرين, والمعارضون في مصر وإيران الذين يستخدمون الفيس بوك والتويتر واليوتيوب يؤكدون تخصيص52 مليون دولار لمساندة مشروعات لانشاء آليات تساهم في تدعيم حرية التعبير. أزاحت الوزيرة الأمريكية الستار أيضا عن قرار الحكومة الأمريكية مساندتها خطوة تويتر في استخدام اللغات الروسية والصينية والأوروبية بعد الفارسية والعربية.
تناول المؤلف العلاقات المعقدة التي ناقشتها الصحافة الأمريكية بين وزارة الخارجية وجوجل الذي يعد سلاح الدبلوماسية الأمريكية بعد ذلك طرح عددا من التساؤلات حول: ما هي العلاقة بين حكومة واشنطن وبين التكنولوجيا الحديثة؟ كيف يتخذ مسئولون كبار في الإدارة الأمريكية قرارات تتعلق بشركات هذه التكنولوجيا التي يفترض أنها خاصة وليست حكومية؟ وقد أشار الي التدخل الأمريكي في عمل هذه الشركات بعد الأحداث التي صاحبت الانتخابات الايرانية. لكن دور الاعلام الاليكتروني قبل أحداث الشرق الأوسط وإيران كان واضحا أكثر في الثورات الملونة التي أطاحت بعدة حكومات في الدول التي انفصلت عن الاتحاد السوفيتي بعد عام.2000 فقد تبين أن هذه الثورات جري التخطيط لها وتشكيلها وتمويلها بواسطة منظمات أمريكية, وهو الأمر الذي يدعونا لأن نتساءل: هل هناك أيد أمريكية خلف ثورات الشارع العربي؟
الثورات الملونة والدور الأمريكي
تحت عنوان الثورات الملونة, خص المؤلف فصلا كاملا عن هذه الثورات التي تسببت في قلب أنظمة الحكم في جورجيا في2003وأوكرانيا في2004وكيرجيزستان في2005, وقد اعتمدت هذه الثورات علي تعبئة أعداد من الشباب النشطاء من أبناء البلاد المعروف عنهم انتماؤهم للغرب من الطلبة الثائرين علي الأوضاع, ومستخدمي تكنولوجيا الاتصالات المعارضين لنظام الحكم, وسوف أضرب مثلا واحدا من عدة أمثلة طرحها المؤلف. ففي مقال طويل يتضمن تفاصيل عن دور الولايات المتحدة في الثورات الملونة بعنوان: ثورات الفرسان التسويق الأمريكي لتغيير أنظمة الحكم في شرق أوروبا, وقد كتبه أستاذان بجامعة بورتلاند ذكرا فيه أنه بين أعوام2000 و2005 وقعت انقلابات في أنظمة الحكم في الدول التي تتحالف حكوماتها مع روسيا في جورجيا وأوكرانيا وكيرجيزستان قادها الشباب الثوار في هذه الدول دون عنف أو إراقة دماء. أما الاعلام الغربي بصفة عامة فقد تظاهر بأن هذه الثورات عفوية ووطنية تؤيدها الشعوب, وأن الثورات الملونة هي حصيلة إعداد وتخطيط من الثوار. والواقع أن الولايات المتحدة وحلفاءها في الغرب مارسوا ضغوطا علي هذه الدول التي انفرطت عن الاتحاد السوفيتي بعد الثورة علي الأنظمة الشيوعية, مستخدمة المال والتكنولوجيا في خدمة فرض الديمقراطية.
أشار المؤلف الي حركات سياسية شاركت في قيادة هذه الثورات الملونة وعرض دراسة حول تطبيق فكرة المقاومة السلمية التي لا تستخدم العنف للفيلسوف واستاذ العلوم السياسية بجامعة ماسشوسيتس جين شرب وكان أحد المرشحين للحصول علي جائزة نوبل للسلام عام2009, وقد إعتمدت دراسته التي صدرت بعنوان: من الدكتاتورية الي الديمقراطية علي جميع الثورات الملونة, وترجمت الي52 لغة من بينها العربية, وقد نشرت في كتاب متاح للقراء مجانا علي الانترنت, ووجهت الطبعة الاولي التي صدرت عام2003الي المنشقين في بورما وتايلاند. وفي عام2005احترقت مكتبتان روسيتان في موسكو كانتا تعرضان نسخا من الكتاب باللغة الروسية في حادث غامض مما تسبب في تدميرهما تماما. كما ألقي القبض في عام2010علي عدد من النشطاء السياسيين في فيتنام بتهمة توزيع هذا الكتاب. وشارب هو المؤسس ل معهد ألبيرت أينشتين الذي يعد رسميا مؤسسة متخصصة في طرق المقاومة الشعبية السلمية في الصراعات ويصنف هذا المعهد علي أنه الواجهة الايديولوجية لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية وقد جري تصدر أفكار شارب الي عدة دول حول العالم بواسطة الكولونيل السابق بالجيش الأمريكي روبرت هيلفي الباحث بمعهد أينشتين, وقد إعترف في مقابلة صحفية بأن الولايات المتحدة خصصت25مليون دولارا لتمويل حركة المنشقين في جورجيا, ومن خلال تجاربهم في زعزعة النظم الحاكمة, أسس النشطاء التابعين لحركة تجميع المعارضين مركزا لتدريب الثوار في عدة دول حول العالم أطلقوا عليه مركز تطبيق النضال السلمي والاستراتيجية. ويساهم في تمويل هذا المركز وغيره منظمة فريدم هاوس ورجل الأعمال الأمريكي المعروف جورج سوروس. وهناك وثيقة تحدد الهدف من إنشاء هذا المركز بعنوان: النضال السلمي في خمسين نقطة وقد ذكرت199 طريقة للعمل السلمي ومن بين هذه الطرق إقامة علاقة صداقة مع العدو, ومشاركته في المظهرات, وفي الجنازات الجماعية التي تقام للاحتجاج والرسائل الاليكترونية الجماعية والمساندة في برامج الاذاعة والتليفزيون وفي الصلوات والاحتفالات الدينية ومصادقة العدو تتضمن أيضاإرسال باقات ورد وسجائر وأطعمة لكوادر النظام المسئولين عن تفريق مظاهرات المعارضين والتقاط صور لهم تؤكد روح الود معهم. عرض المؤلف صورا من بعض رموز الثورات الملونة في صربيا وجورجيا وإيران وفنزويلا.
في فصل آخر عرض المؤلف قائمة تتضمن المنظمات الأمريكية التي تولي تصدير الديموقراطية والتي تقوم باثارة القلاقل ضد النظم الحاكمة خارج الولايات المتحدة, وضرب أمثلة لمنظمات تعمل في دول أمريكا الجنوبية وفي دول شرق أسيا, وأشار الي عدد من المنظمات الأهلية ومعامل الفكر وعددا من الوكالات الحكومية وأسماء بعض النشطاء السياسيين الذين يمثلون جماعات غامضة مهمتها الدعاية السياسة الأمريكية في الخارج مثل وكالة المخابرات الأمريكية, وتعد الوكالة الدولية للتنمية مستقلة عن الحكومة الأمريكية فهي لا ترتبط رسميا بأية ادارة تنفيذية فيدرالية, وقد أنشئت عام1961 خلال حكم الرئيس كينيدي بعد صدور قانون المساعدة الخارجية والذي يفصل بين المساعدات العسكرية والمدنية. وهذا القانون يختص بالسياسة الخارجية الأمريكية وحماية الأمن الأمريكي في الخارج ومساعدة الشعوب في العالم في جهودها من أجل التنمية الاقتصادية, وإقرار الأمن الداخلي والخارجي وتقديم المساعدات الانسانية, أما مهمتها المعلنة فهي دعم الديموقراطية حول العالم. وقد أنفقت ملايين الدولارات للتشجيع علي الثورة علي الأنظمة الحاكمة في عدة دول بأمريكا اللاتينية.
التكنولوجيا الحديثة
يذكر المؤلف في بداية هذا الفصل الذي يعرض فيه دور هذه التكنولوجيا في نجاح ثورات الشارع العربي, خبرا نشر في الأهرام يوم18 فبراير2011بعد أسبوع من تخلي حسني مبارك عن الحكم, فقد أطلق زوجان من القاهرة اسم فيس بوك علي مولودهما ليؤكد, أهمية دور تكنولوجيا الاتصالات في نجاح ثورات الشارع ليس في مصر فقط بل في بقية الدول العربية. لكنه يقول أن دور هذه التكنولوجيا في قلب الأنظمة الحاكمة ليس جديدا في حركة تجمع نشطاء الصرب التي يطلق عليها أوتبور التي تعني باللغة الصربية المقاومة, والتي لعبت دورا أساسيا في الإطاحة بالرئيس سلوبودان ميلوسيفيتش, تعد الأولي في تاريخ استخدام هذه التكنولوجيا مثل التليفون المحمول والانترنت في العمل الثوري. وقد إستفادت الثورات الأخري الملونة من تجربة ومساعدة أوتبور وإعترف نشطاء حركة بورا في أوكرانيا بأنهم استخدموا نفس الأساليب التي يتبعها النشطاء في حرك أوتبور وقالوا بدون هذه التكنولوجيا لا يمكن أن ننجح أبدا لقد أتاحت هذه التكنولوجيا للثورا التواصل والتعرف علي بعضهم وتبادل المعلومات بمنتهي السرعة, وتسهيل تعبئة أكبر عدد من الأفراد حول مشروع أو قضية. وقد كان قطع الاتصالات عبر الانترنت والتليفون المحمول بين28 يناير وحتي2 فبراير بواسطة سلطات الأمن المصرية دليلا آخر علي أهمية هذه التكنولوجيا في تجميع وتعبئة الثوار. كان تطور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وإنتشارها بين جميع طبقات المجتمع خاصة في الدول النامية بمثابة ميلاد لوسائل وطرق جديدة للتواصل علي قدر كبير من الفاعلية بين أفراد المجتمع. لكن جوجل ويوتيوب وفيس بوك وتويتر جري تطويرها بواسطة شركات أمريكية مرتبطة بالادارة الأمريكية فخلال صيف2009كان هذا التعاون واضحا خلال الثوار الخضراء وقد أكدت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون أن تويتر كان في غاية الأهمية لحرية التعبير في إيران لتجنب الرقابة التي تفرضها السلطات الايرانية, فقد طورت شركة أمريكية مركزها الرئيسي في ماسشوستس برنامج ت. زو. ر الذي يسمح بالابحار بحرية عبر الانترنت ويتاح إستخدامه مجانا لشباب المنشقين الايرانيين. والآن تعلن صفحة إستقبال موقع تور بوضوح إتاحة هذا البرنامج للنشطاء. وهذا الموقع مهمته كما يعلن المتخصصين تطوير وتحسين وتوزيع البرامج والوسائل مجانا التي تدعو الي حرية التعبير والارتباط بين المدنيين, وقد أكدت ممثلة للشركة صانعة هذا البرنامج أن الهدف من( تور) هو السماح للأفراد التعبير عن آرائهم بطريقة آمنة ومشاركة المعلومات بين النشطاء في الدول ذات الأنظمة الشمولية يقول المؤلف إنها نفس الشركة التي ساعدت مستخدمي الفضاء الاليكتروني التونسيينو المصريين خلال الثورة للالتفاف حول الرقابة الحكومية.
ويتساءل المؤلف: إذا كانت تور تقوم بتوزيع برامجها مجانا حول العالم, فمن يقوم بتمويل هذه الشركة ؟ ويرد بأن موقع الشركة يعلم أنها تتلقي أموالا من عدد من الشركاء في الشركة, لكنه لا يذكر من هو الشريك الرئيسي الذي يدفع بالملايين لتمويل أنشطة الشركة. لكن هيلاري كلينتون صرحت أخيرا وبوضوح في10يناير2010 دعم برنامج ابتكر خلال إدارة بوش يهدف الي المساعدة المالية للشركات والمنظمات الغير حكومية التي تصنع برامج ضد الرقابة التي تفرضها الحكومات لمساندة المعارضين في الدول ذات الأنظمة الشمولية علي إحتواء الرقابة. وقد أعلنت السيدة كلينتون أخيرا إنشاء خدمة متخصصة في الحكومة الأمريكية وتخصيص03 مليون دولار لنحو ستين منظمة تقوم بتطوير برامج ضد الرقابة. ومنذ أن قطعت الحكومة المصرية الاتصالات بالانترنت والتليفون المحمول خلال الأيام الأولي من ثورة25 يناير, تعاونت جوجل مع تويتر.
في البحث عن حل يسمح لمستخدمي تكنولوجيا الاتصالات من الشباب المصريين التواصل وتبادل المعلومات, وقد وجد الحل في زمن قياسي. سمحت هذه الخدمة لجميع الافراد مجانا للضغط علي ثلاثة ارقام من اي تليفون متاح وترك رسالة. وهذه الرسائل تحول وتسجل في رسائل لتويتر. والسؤال هو كما يقول المؤلف كيف يمكن لشركة في وقت قياسي تحديد المشكل, وتشكيل فريق من الباحثين التوصل لحل يسمح بواسطته استخدام ارقام تليفونية البث في مصر والقيام بما هو مطلوب دون الاعتماد أو مساعدة من الانترنت؟ ويرد بأنه من الواضح ان الخبراء في جوجل بالتعاون مع مستخدمي التكنولوجيا الحديثة في مصر من الشباب قد قاموا بالمهمة. وغداة قطع الاتصالات عبر الانترنت في مصر, اعلن الرئيس الامريكي باراك اوباما أن الحكومة يجب ان تحترم حقوق المصريين واعادة فتح قنوات التواصل الاجتماعي والانترنت وطالبت هيلاري كلينتون السلطات المصرية بوضع حد للإجراءات التي لم يسبق لها مثيل لقطع الاتصالات. المساحة لاتسمح بنشر مزيد من التفاصيل حول دور شركات الاتصالات الإليكترونية في الإطاحة بعدة انظمة حكم, وإثارة القلاقل ضد انظمة اخري معارضة للمصالح الامريكية.
الثورة المصرية
شغل الفصل الخاص بثورة25يناير اكبر مساحة بين فصول الكتاب. ويبدو ان المؤلف من مقر إقامته في مونتريال كان يتابع بدقة وبصفة يومية كل ما يجري في التحرير والمدن الكبري في مصر, واساليب التواصل عبر الفضاء الالكتروني بين شباب الثورة.
يقول د. ابن سادة, عندما قطعت الحكومة الاتصالات يوم الثلاثاء أول فبراير2011عبر الانترنت والتليفون المحمول, طوال اربعة ايام اتخذت الوسائل لمستخدمي الفضاء الإليكتروني لمواصلة التواصل, وقد مدت شبكة فرنش داتا خطا تليفونيا بسرعة, وقامت تليكومكس وهي حركة سويدية للنشطاء الذين يستخدمون اجهزة الاتصال بمد خط تليفوني اخر كوسيلة تسمح للشباب بمواصلة الاتصال بالخارج, كما تعاونت جوجل مع تويتر في جهودهما لعمل برنامج سبيك2 تويت لنفس الهدف. وفي يوم الاربعاء2 فبراير الذي وصفه المؤلف ب يوم البلطجية الذي وقعت فيه معركة الجمل مما اسفر عن مقتل وإصابة مئات الثوار بجروح بالغة, ومن خلال موجات تليفزيون محطة فرانس24 اعلن احد النشطاء انه من الواضح ان الحكومة وراء هذا الهجوم. وقد استقر عمر عفيفي سليمان في مكتبه الذي يقع علي بعد آلاف الكيلومترات ومن ضفاف النيل, حيث كان يستقبل جميع الاحداث مباشرة في التليفزيون من القاهرة, وقد استخدم شقته السكنية الصغيرة التي تقع علي بعد بضع دقائق من واشنطن كمركز قيادة, وامامه خريطة تفصيلية لميدان التحرير والضواحي المجاورة علي شاشة ضخمة. وبمساعدة من عدة اجهزة كمبيوتر وضعت في خدمته, كان يجري اتصالاته بالنشطاء في القاهرة باستخدام سكايب وفيس بوك وتويتر والتليفون المحمول. ومن مكتبه المجهز بالتكنولوجيا, كان يقود العمليات ويعطي المشورة للنشطاء المصريين للاحتجاج السلمي دون التعرض للسجن من الشرطة. وقد كان عمر عفيفي ضابطا بالشرطة علي مدي عشرين عاما قبل ان يهاجر الي الولايات المتحدة.
يقول المؤلف إن الثورات العربية لم تكن بعيدة أيضا عن التدخلات المباشرة وغير المباشرة للمنظمات الأهلية الأمريكية التي تعمل معظمها بتعليمات من الحكومة الأمريكية ووكالة المخابرات المركزية. لكن الشعوب التي قامت بالثورة في الشارع العربي كانت علي قدر كبير من الشجاعة, كثير من المناضلين قدموا تضحيات كبيرة لوضع نهاية لنظم الحكم الاستبدادية المطلقة, ولكن هذه الثورات لم تكن تنجح بدون مساعدة ملحوظة ذات نكهة أمريكية. ويضيف أن هناك من يرون أن هذا التحليل يتضمن إهانة لذكري شهداء الثورة. ولكن لماذا يجب أن يكون مناخ الربيع العربي أكثر نقاء من غيره؟! ومن المعروف أن قادة هذه الحركات علي وعي كامل لكل ما يحدث حولهم.
ليس هناك أدني شك في أن الولايات المتحدة كانت تعمل بنشاط, وقد بدأت بإعداد وتمويل نشطاء الفضاء الإلكتروني ومن يتعاونون معهم في الداخل. وفي مقال نشر في الواشنطن بوست بقلم س. ج. هانلي, قدر الكاتب أنه منذ عام2005, شارك أكثر من عشرة آلاف مصري في برامج حول الديمقراطية وادارة الحكم تم تمويلها بواسطة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. وجري تنظيمها والاعداد لها من خلال المعهد القومي الديمقراطي للشئون الدولية والمعهد الجمهوري الدولي المرتبط بالحزب الجمهوري الذي يرأسه السيناتور جون ماكين. كل المعلومات وكل هذه الشكوك التي تضمنها الكتاب أو هذه الدراسة حول الثورة المصرية والثورات العربية, لاتعني علي الاطلاق أن أصابع أمريكية كانت تلعب وتحرك هذه الثورات. وبالنسبة لثورة25 يناير لمصرية, فالمعلومات والأخبار التي خرجت من واشنطن بعد قيام الثورة, أكدت أن الولايات المتحدة وحلفاءها فاجأتهم هذه الثورة, وقد تردد أوباما في مساندتها في البداية حتي تأكد نجاحها, كما أن إسرائيل التي تتحدث بلسان واشنطن صدمت بأخبار الثورة وسقوط مبارك الحليف لواشنطن وتل أبيب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.