لسنا وحدنا الذين قفزت قضايا المرأة علي صدر أولويات الاهتمام العام عندهم وإنما هي سمة من سمات العصر الذي نعيش فيه والذي ترتفع في سماواته شعارات العدالة والمساواة وتتواصل علي أرضيته حركة الديمقراطية وحقوق الإنسان. وثمة إحساس مشترك يسود كل المجتمعات حاليا بأن البداية الحقيقية لتجسيد الواقع العملي لشعارات العدالة والمساواة وممارسات الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان تكمن في مدي القدرة علي تحسين أوضاع النساء ودفع المرأة لكي تكون جزءا أساسيا من محاور التنمية. إن إقبال المرأة المصرية علي صناديق الانتخابات في المرحلتين الأولي والثانية بهذه الروح العالية يجدد صحة اليقين بأهمية دورها في العملية السياسية وهذا الإحساس بأهمية المرأة وضرورة تفعيل دورها وتمكينها من نيل حقوقها ليس مجرد بزوغ طاريء لسمو الفكر الإنساني في العصر الحالي فحسب, وإنما هو انعكاس صادق للإحساس بازدياد احتياج العملية التنموية اللازمة لمواكبة الطموحات المتزايدة للكثافة السكانية إلي حشد كل الطاقات المتاحة وفي مقدمتها طاقة الجهد النسائي الذي يمثل نصف الطاقة البشرية في أي مجتمع. وفي اعتقادي أن محاولات تحجيم الدور الفاعل للمرأة المصرية في العمل السياسي والحزبي الذي يتفق ومعدلات التنامي الملحوظ في أعداد الفتيات والسيدات المثقفات هي التي أدت إلي غياب أجواء الترطيب للساحة السياسية المصرية لسنوات طويلة. لقد آن الأوان بالفعل لكي تتوافر للمرأة فرص المشاركة الحقيقية في قيادة العملية السياسية علي جميع مستويات العمل الحزبي من خلال توفير الأجواء الملائمة لتحقيق القدرة النسوية علي المشاركة الفعلية مع الرجال في كافة المستويات القيادية علي قدم وساق. ومعني ذلك إن الحركة النسائية في مصر ينبغي أن تضع في صدر أولويات اهتمامها في المرحلة المقبلة مهمة التخفيف من حدة انتشار الأمية التعليمية والثقافية والتي تمثل العائق الرئيسي أمام نشوء ثقل انتخابي يدعم المرأة عندما تخوض هذه المواجهة الضرورية من أجل انتزاع حقها في الوجود والتمثيل السياسي والنيابي المؤثر. أتحدث عن محو الأمية السياسية والثقافية والدينية والاجتماعية وليس محو الأمية التعليمية فقط حيث تتعرض المرأة المصرية لعمليات تزييف الوعي تحت مسميات روحية واجتماعية عديدة! خير الكلام: الأمل يمنحك أحلاما جديدة تعوضك عن أحلامك الضائعة! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله