نقلا عن : الاهرام 3/9/07 أعتقد أن أية أحاديث مهما حسنت النوايا عن وجود واسع للمرأة المصرية في ساحة العمل العام دون أن يكون هناك وجود حقيقي للمرأة أمام صناديق الانتخابات تظل أحاديث بعيدة عن الواقع وتحمل من الأمنيات والأحلام أكثر مما تحمل الحقائق بكل أدوات الحساب السياسي والاجتماعي الصحيح! وليست دعوة الرئيس مبارك المتكررة إلي ضرورة توسيع مجالات المشاركة للمرأة المصرية في الحياة العامة سوي تعبير صادق عن إحساس بأن ما أنجزناه في هذا المجال وهو ليس بالقليل وأيضا ليس كافيا ينبغي البناء عليه والعبور فوقه لبلوغ الحلم المستهدف, ووضع المرأة المصرية في مكانها الصحيح علي خريطة العمل السياسي والحزبي وفي سائر مؤسسات المجتمع المدني. أريد أن أقول بوضوح إنه قد آن الأوان بالفعل لكي تتوافر للمرأة فرص المشاركة الحقيقية علي جميع مستويات العمل الجماهيري, وليس يكفي أن تضمن اللوائح والقوانين تعيين بعض السيدات في مجلسي الشعب والشوري أو ضمان مشاركة عنصر نسائي في مجالس إدارات الأندية الرياضية, وإنما المطلوب أن تتوافر الأجواء الملائمة لتحقيق القدرة النسوية علي المشاركة الفعلية مع الرجال في كل مجالات العمل العام علي قدم وساق ومن أرضية القدرة والتكافؤ! وتخطئ قيادات الحركة النسائية في مصر إذا توهمت أنها يمكن أن تحقق حلم المشاركة بقرارات يصدرها هذا الحزب أو ذاك أو بترشيحات يتكرم بها حزب ويضن بها, آخر فمثل هذه الحقوق تنتزع ولاتكتسب ووسيلة الانتزاع هنا ليست صراعا وإنما هي عمل وجهد دءوب ينبغي أن يتركز اهتمام الحركة النسائية عليه في المرحلة المقبلة! إن الحركة النسائية في مصر ينبغي أن تضع في صدر أولويات اهتمامها في المرحلة المقبلة مهمة التخفيف من حدة انتشار الأمية التعليمية والثقافية والتي تمثل العائق الرئيسي أمام نشوء ثقل انتخابي يدعم المرأة عندما تخوض هذه المواجهة الضرورية من أجل انتزاع حقها في الوجود والتمثيل السياسي والنيابي المؤثر! وربما يمثل هذا التحدي في مواجهة واقع الأمية النسوية الذي تراوح بين60 و80% من مجموع نساء مصر بداية تأكيد قدرة الحركة النسائية علي إثبات جدارتها وأهليتها لممارسة العمل السياسي.. لأن قضية محو الأمية تمثل عملا سياسيا بالدرجة الأولي, وهو ما يتطلب من الحركة النسائية أن تلتقط الخيط, وأن تبدأ من الآن في إعداد نفسها لقبول هذا التحدي بشكل أكثر إيجابية, وأكثر فاعلية في انتخابات عام2010. والحقيقة أننا لسنا وحدنا الذين قفزت قضايا المرأة علي صدر أولويات الاهتمام العام عندهم, وإنما تلك هي سمة من سمات العصر الذي نعيش فيه, والذي ترتفع في سماواته شعارات العدالة والمساواة وتتواصل علي أرضيته حركة المد الديمقراطي وحركة حقوق الإنسان.