ودعته أمه في الصباح كعادتها كل يوم بينما استقل محمد أتوبيس مدرسته وراح يلوح لها بكلتا يديه والبسمة لم تفارق شفتيه.. ثم تلفظ بآخر كلماته لها باي باي... مع السلامة. ساعات قليلة ودق جرس تليفون المنزل وفوجئت الأم بأحد مسئولي مدرسة نجلها يطلب منها متلعثما الحضور فورا, وفي لمح البصر توجه الأبوان إلي المدرسة وقلبهما يرتجف خوفا وفزعا علي فلذة الكبد.. ولكن القدر كان قد سطر النهاية المأساوية لوحيدهما محمد ليسقط مضرجا في دمائه بعد أن اصطدمت برأسه الأرجوحة في نهاية اليوم الدراسي بينما كان التلاميذ يتكالبون عليها لركوبها قبل مغادرتهم ساحة المدرسة.. أسرع الجميع في محاولة لاسعاف الصغير الذي لم يتجاوز عمره8 سنوات, وتم نقله إلي المستشفي, ولكنه لفظ أنفاسه الأخيرة وفاضت روحه الطاهرة إلي بارئها. شهد معهد الصفا الأزهري بشبرا الخيمة تفاصيل الحادث المؤلم فبينما كان محمد أسامة محمد التلميذ بالصف الثاني الابتدائي يحزم حقيبته وسط فناء المعهد استعدادا لمغادرته والعودة إلي منزله تزاحم التلاميذ علي الارجوحة وراحوا يتناوبون الركوب عليها, وفي أثناء ذلك فوجيء الجميع باصطدامها برأس محمد ليسقط علي الأرض مغشيا عليه والدماء تنزف منه غزيرة.. تم تحرير محضر بالواقعة بعد أن أخطرت ادارة المدرسة مأمور قسم ثان شبرا الخيمة, وكشف تقرير مستشفي بهتيم العام أن الطفل لقي مصرعه متأثرا باصابته الشديدة وتهتك فروة الرأس ونزيف بالمخ.. الأب المكلوم لم يتهم أحدا في وفاة نجله ولكن النيابة العامة وجهت تهمة الاهمال الشديد للمسئولين بالمعهد لتركهم التلاميذ يلهون في الأماكن الخطيرة دون رقابة مشددة, وتم أستدعاؤهم للتحقيق في الواقعة أمام محمد زكي وكيل أول نيابة قسم ثان شبرا الخيمة.