رامي عياش من الأصوات التي تخاصم الرداءة حين تغني, ويملك شخصية تميزه,حين يتكلم يبدو بسيطا وعفويا,ولا يخجل من الأعتراف بإخطائه,ولا يهرب من تحمل مسئولية أي لحظة فشل واجهته,ويحلم أن تعزف كل أغنياته أوركسترا سيمفوني, استطاع في2011 رغم كل ما حدث فيها من ثوارات أن يحقق نجاحا كبيرا في أكثر من مجال سواء علي مستوي الألبومات. حيث تصدر ألبومه غرامي مبيعات سوق الكاسيت, وشهدت حفلاته إقبالا كبيرا, وصعد علي منصات التكريم من جانب أكثر من جهة,منذ طفولته وقع في غرام الغناء حيث أكتشف فيه أفكاره وأحلامه,فقررأن يحول هذا الحب إلي أغنيات, وتلك الأفكار إلي مقامات موسيقية,وقرر أن يصوغ من مشاعره لغة ينفرد بها, وإحساس يتميز به وطريقة تحدد اتجاهه, وأن يضع إحساسه في خدمة موهبته ليقدم فنا مميزا بخصوصية تحمل توقيع رامي عياش,فإليكم نص حواري معه. رامي خلال الأسابيع القادمة سنودع عام2011 ونستقبل عام جديد كيف رأيت عام2011 ؟ بعد تنهيدة طويلة قال ضاحكا: لا أحب الخوض في السياسة, لكن بصفة عامة عام2011 لا يمكن أن ينسي بل لن يمحي من ذاكرة أي شخص عربي علي الأقل, فقد حدثت ثورات الربيع العربي التي غيرت وجه الحياة في عدد من الدول العربية, هذا علي المستوي العام, وعلي المستوي الشخصي حققت فيه كثير من النجاح والتفوق, فضلا عن حصولي علي العديد من التكريمات سواء في مصر أو بعض الدول العربية, كما شهدت حفلاتي إقبالا كبيرا, و برغم كل النجاح الذي حققته لكن يظل في حلقي غصة, وقدر من الحزن لأن بعض الشعوب العربية, لم تحقق استقرارها حتي الآن, لهذا لا أغني بكامل طاقتي, لأن القلق الذي تشهده بعض الشعوب العربية ينعكس علي روحي المعنوية, ويقيد انطلاقي علي المسرح. ما رأيك في الثورات العربية التي هبت علي عالمنا العربي مع نهاية2010 وبداية2011 ؟ أنا مع كل الثورات العربية الإيجابية التي لها هدف, والتي ثارت علي الظلم والطغيان, وطالبت بالعدالة الاجتماعية, أو بتعبير أكثر تحديدا عارفة رايحة فين!. ولماذا لم تدعم أي ثورة بأغنية وطنية بصوتك كما فعل كثير من المطربيين؟ الناس ليست في حاجة إلي أغاني ثورية, لأنه لا يوجد أجمل ولا أفضل من النشيد الوطني لكل دولة عربية, الناس يحتاجون إلي سياسيين ثوريين يحبون أوطانهم, لديهم ضمير حي في تعريف الناس بحقوقهم, ويخشون الله في كل ما يقولونه, ولا يستغلون مواقعهم أوثقة الناس فيهم ويضللونهم, لأن الله سيحاسبهم حسابا عسيرا علي أفعالهم تلك التي تؤدي إلي الفرقة والفوضي. ما الذي تحلم به لمصر التي تعيش مخاضا جديدا علي طريق الحرية ؟ مصر لها مكانة كبيرة في قلبي وقلوب كل العرب لهذا أتمني أن أراها عروسا متوجة وبكامل زينتها تتمخطر جنبا إلي جنب مع الشمس, لإنها تستحق هذه المكانة بتاريخها وحضارتها وناسها الطيبين, كما أحلم أن أري السعادة في عيون كل أطفال العالم العربي. وبماذا تحلم لرامي عياش ونحن علي أبواب عام جديد ؟ ** حلمي الوحيد الذي أتمني تحقيقه خلال الفترة المقبلة أن أقدم كل أغنياتي من خلال أوركسترا سيمفوني علي مسرح محترم وكبير ومجهز بكل الإمكانيات الحديثة, كما أحلم بتقديم مسرح استعراضي ينتشل الناس من همومها الحالية ويعيد لهم الثقة, أما أمنية حياتي هي أن تشاركني نجمتي المفضلة شريهان في تقديم أحد هذه الأعمال, لاني من عشاق هذه الفنانة التي قدمت لفن الاستعراض مالم يقدمه أحد قبلها ولا بعدها, والجميل أنها قدمته في إطار مبهر وشيك ومحترم. بعيدا عن أمنياتك وأحلامك لعام مقبل تعال بنا نتحدث عن ألبومك الأخير غرامي هل تعتقد من وجهة نظرك أنك قدمت من خلاله شيئ يختلف من حيث الكلمات والألحان والتوزيع عن سابقه ؟ بالتأكيد, وإلا ما كنت قدمته من الأساس, فلدي إيمان عميق أن كل جديد لابد أن يحمل شيئا مختلفا, حتي لايكرر المطرب نفسه, وهذا التكرار يجعل الجمهور ينصرف عنه مادام يدور في حلقة مفرغة, والشئ الذي أعتز به في ألبوم غرامي هو محافظتي علي عزف الآلآت الموسيقية في الأغاني بنسبة80% بصورة حية لايف- بعيدا عن الكمبيوتر ووسائل التكنولوجيا الحديثة التي أسهمت في افساد كثير من مناطق الإحساس في الأغنية, وحدوث قدر من تزييف الأصوات- للأسف- وهو ما أوصلنا لمرحلة مخيفة جعلت كل من هب ودب يغني, وقدمت لنا غناء بلا طعم! معني ذلك إنك ضد استخدام التكنولوجيا الحديثة في الغناء ؟ لست ضدها علي طول الخط, ولكني مع استخدامها بطريقة مقننة وصحيحة تخدم الزخم الموسيقي, ولا تستخدم طول الوقت كما يحدث الآن, لأن الناس اشتاقت للغناء الحي الطبيعي بعيدا عن الصنعة والزيف. قدمت في الألبوم أكثر من ديويت غنائي أحدهما كان بعنوان حبيبي مع المطرب العالمي بيلي هل يأتي ذلك في إطار السعي من جانبك للعالمية ؟ حبي للتنوع وتقديم غير المعتاد كان السبب, وليس سعيا للعالمية, برغم أن السعي للعالمية مشروع, وأحب الإشارة هنا إلي أنه قبل تقديمي للأغنية أجريت استطلاعا للرأي مع محبي رامي عياش-funs- وطلبت منهم أن يختاروا لي مطربا عالميا أقدم معه أغنية راب, فوقع اختيارهم علي بيلي,ولقد سعدت بهذا الاختيار, الذي يتيح فرصة للقاء الحضارات الشرقية والغربية, وفتح أبواب جديدة في السوق الغربي. كلامك المفعم بالحماس والرغبة في تقديم كل ما هو مختلف يجعلني أسألك متي تبدأ عندك الأغنية؟ من البداية الأولي, من ولادة الفكرة التي تحرك إحساسي وتستفز مشاعري, فعندما يعرض علي شاعر أو ملحن أو موزع فكرة تعجبني,أحب تبني هذه الفكرة ورعايتها حتي تخرج للنور, وأشتغل علي كل التفاصيل, وأجلس مع فريق العمل نعدل ونغير في الأغنية حتي نستقر جميعا علي شكلها النهائي. أفهم من كلامك انك تتدخل في كلمات وألحان وتوزيع أغانيك ؟ بالتأكيد, وهو ليس تدخلا بالمعني المفهوم, ولكن من منطلق رؤيتي وإحساسي التي أحب أن أقولها للملحن أو الشاعر أو الموزع, لأنني لا أحب أن أكون مثل البغبغان أكرر ما يتلي علي دون فهم أو وعي. ألا تخشي من غضب أحد من الشعراء أو الملحنيين أو الموزعين لتدخلك هذا؟ هيزعلوا ليه طالما التعديل والتغيير لمصلحة العمل, والمصلحة العامة, وأعتبر هذا ليس عيبا من جانب من أعمل معه, بقدرماهو عيب من جانبي, فمثلا أحيانا لا أحب كلمة معينة أولا أستطيع نطقها فأطلب من الشاعر تغييرها, ونتفق علي إستبدالها بكلمة آخري, ونفس الأمر ينطبق علي الملحن والموزع, والفن في النهاية ليس فردا ولكنه يعتمد علي فريق عملTeamwork ومن هنا يغلب عليه منطق الأخذ والعطاء. كيف ترصد ذوق الناس فيما تقدمه حتي يكونوا راضين عنه ويتقبلونه منك؟ ذوق الناس من ذوقي, فأنا قريب منهم جدا ولا أعتبر نفسي معزولا عنهم, وعندما أشعر إنني أفتقد لشكل معين من الغناء, أجد مئات من الناس في الشارع والحفلات يطلبون مني تقديم هذا اللون, وأحيانا يحدث العكس, بمعني أن أقابل شخص ويقترح علي تقديم لون غنائي معين, واستحسن الفكرة وأقدم ما يريد, فمثلا عندما قدمت ديويت الناس الرايقة مع الفنان الكبير أحمد عدوية, كانت الناس تفتقد هذا الشكل من الغناء, لهذا حقق الديويت ومازال وسيستمر نجاحا كبيرا. المتابع لسوق الغناء يجد أن أنجح الأغنيات التي قدمت في السنوات القليلة الماضية هي الأغنيات التي تعتمد علي اللون الشرقي الذي يتميز بالطرب, وبرغم هذا نجد حالة تغريب في الموسيقي وأصبحت90% من أغنياتنا- تقريبا- استنساخا من أغنيات غربية, بل فقدنا هويتنا الشرقية التي تميزنا لماذا حدث هذا؟ لا أستطيع أن أتحدث عن غيري من المطربين, لكني من أكثر المطربين الذين يحافظون علي شرقيتنا في الموسيقي, وأحرص علي تقديم اللون الشرقي في كل أغنياتي, حتي في الأغاني التي تحمل لون غربي, فمثلا عندي أغنية بعنوان خليني معاك, رغم أنها تحمل لحنا غربيا وتغني في الديسكوهات إلا انها مليئة بالطرب, تبقي مشكلة كثير من المطربين إنهم لا يعرفون ماذا يريدون ؟! لهذا يتخبطون رغم انهم لو نظروا إلي أدراج سياراتهم أو سيارات أقاربهم أو جيرانهم سيجدون سيديهات أم كلثوم وعبدالحليم حافظ وعبدالوهاب وفيروز ووديع الصافي ونجاة وورده وصباح وشادية وغيرهم من أساطير الغناء. بعيدا عن الفن لماذا لا تكتمل تجارب الحب عند رامي عياش؟ ضاحكا القسمة والنصيب لم تأت بعد وكل شئ بإذن ربنا, وأتمني أن أصادف الفتاة الشريفة المحترمة التي تربطني بها قصة حب, وتكلل هذه القصة بالزواج.