أسفرت نتائج الفرز بصناديق الجولة الأولي بالإسكندرية عن سيطرة القوي الإسلامية لحزبي الحرية والعدالة الجناح السياسي لجماعة الإخوان والنور المعبر عن التيار السلفي علي القوائم حيث تقدم الحرية والعدالة في قائمة شرق الاسكندرية بنسبة تتراوح بين73 و04% من إجمالي الأصوات وهو ما يضمن مقعدين علي الأقل لصبحي صالح وجلال ندا متصدري قائمة الحرية والعدالة مع نسبة كبيرة لدخول بشري العوضي في البرلمان بينما يأتي حزب النور في المركز الثاني بنسبة72% يليه الكتلة المصرية بنسبة02% من الأصوات, وعلي مستوي الدوائر الفردية وضح حصول الأطراف في شرق علي مقعد العمال في دائرة المنتزه لصالح مصطفي محمد مصطفي, بينما تجري الإعادة بين حسني دويدار مرشح التحالف ود. عبدالمنعم الشحات المتحدث الرسمي باسم الدعوة السلفية وفي دائرة الرمل الثانية وضح حصد الإخوان لثاني المقاعد لحساب المحمدي سيد احمد علي مقعد العمال بينما ستشهد جولة الإعادة معركة شرسة بين المهندس طارق طلعت مصطفي والمستشار محمود الخضيري وسط اتهامات من الحرية والعدالة للدعوة السلفية وحزب النور بالتحالف مع طارق طلعت والتخلي عن مرشحهم في الدائرة د. ياسر عبد القوي من أجل زيادة نسبة أصوات قائمة النور التي اعتمدت علي الكتلة التصويتية الخاصة بطارق طلعت لما يملكه من مكاتب في دوائر شرق الاسكندرية تقدم رواتب شهرية لما يزيد عن76 ألف أسرة. وفي الدائرة الثالثة وضح حصد الحرية والعدالة لمقعد ثالث من الجولة الأولي لصالح محمود عطية علي مقعد الفئات, بينما هناك اتجاه للإعادة بين صابر ابوالفتوح مرشح حزب النور وكمال أحمد القيادي الناصري وهو نفس المشهد في الدائرة الدامية( مينا البصل) بالإعادة بين د. حمدي حسن مرشح الحرية والعدالة مع عصام حسنين مرشح النور فيما تقدم محمود حسن مرشح الإخوان في الدائرة الرابعة علي مقعد العمال. وفي بيان القائمة لغرب الإسكندرية المخصص لها01 مقاعد بدأت شدة الصراع بين الحرية والعدالة والنور علي صدارة القائمة حيث حصد الحرية والعدالة53% والنور علي ما يزيد عن03% يليه قائمة الثورة مستمرة التي يتصدرها أبو العز الحريري وعبد الرحمن الجوهري ثم قائمة الكتلة المصرية.. من جانبه أكد المستشار مسعد أبو سعدة في تصريحات للأهرام وصول أصوات المصريين في الخارج وإرسالها إلي الدوائر الأربعة طبقا لمحل الإقامة وإجراء عمليات الفرز وأن الإعلان داخل مقار الفرز الأربعة في كلية فيكتوريا لدائرة المنتزه وشباب سموحة لدائرة الرمل واستاد الاسكندرية لدائرة باب شرق ومدرسة الورديان النموذجية لدائرة مينا البصل سيكون بإعطاء الأصوات الصحيحة لكل مرشح وليس إعلان النتائج التي ستكون من خلال اللجنة العليا للانتخابات. وأضاف في تصريحه ل الأهرام أن نسبة الحضور في الاسكندرية تراوحت بين06 و56% من إجمالي الناخبين وأن دوائر الإسكندرية شهدت مشاركة مليون و008 ألف مواطن من إجمالي3 ملايين و002 ألف لهم حق التصويت. وعلمت الأهرام من مصدر قضائي أن أصوات المصريين من السكندريين في الخارج خاصة في الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا اتجهت بشكل رئيسي في اتجاه قائمتي الكتلة المصرية والثورة مستمرة, وكذلك فإن احتساب نسب القوائم أن مقعد القائمة يساوي16.5% من إجمالي عدد الأصوات مما يشير لحصد الحرية والعدالة لما يقرب من5 إلي7 مقاعد علي القوائم و3 في الفردي. وجاءت نتائج الانتخابات بالثغر لتؤكد قيام الناخبين بتطبيق العزل السياسي من تلقاء أنفسهم, ويدلل ذلك ذهاب مقاعد الفردي الثمانية للتيار الديني باستثناء طارق طلعت مصطفي والذي لعب انقسام أصوات الإسلاميين دورا في الإعادة مع المستشار محمود الخضيري. والمثير للدهشة أن جميع قوائم الأحزاب التي تتبع الفلول رفضها الناخبون بالدائرتين ولم يستطع أي حزب من الفلول تحقيق نسبة5% وبذلك لم تتح لهم فرصة تمثيلهم في برلمان الثورة, فلم تحظ قائمة حزب الاتحاد التي تصدرها عامر فكري إسماعيل عضو مجلس الشعب السابق عن دائرة غربال بأي تأييد وكذلك قائمة مصر القومي التي يتصدرها عفت السادات العضو السابق بالبرلمان وأيضا قائمة المواطن المصري وعلي رأسها أحمد مهنا عضو الشوري السابق والثورة المصرية التي يتصدرها صابر رمضان رئيس لجنة التنمية وتطوير العشوائيات بالمجلس الشعبي المحلي وطني, وكذلك قائمة حزب الاتحاد وعلي رأسها عاطف مبروك القيادي الوطني, وبذلك خرج21 حزبا من المنافسة من بينهم حزب الوفد من بين71 حزبا تنافست بالدائرتين الأولي والثانية قوائم, وكانت المفاجأة في الانتخابات خروج الوفد من المنافسة الذي كان متوقعا حصوله علي نسبة كبيرة من الأصوات وأيضا حزب حقوق الإنسان والمواطنة الذي تصدر قائمته بالدائرة الثانية غالب خير الله أمين الحزب الوطني السابق بدائرة الدخيلة وخروج حزبي الغد والمحافظين والجبهة الديمقراطية والعدل والأصلاح و التنمية ومصر الثورة والاتحاد المصري العربي, وحزب الوسط حصل علي أكثر من22 ألف صوت, واللافت للنظر في المشهد الانتخابي قيام أحزاب بعدم خوض الانتخابات مثل حزب البداية الذي يرأسه محمود حسام ولكنه شارك بطريقة لفتت الانتباه بالشارع السكندري حيث قام شباب البداية يقودهم المهندس محمد محفوظ نائب رئيس الحزب بتنظيم عملية التصويت وإرشاد الناخبين إلي لجان الاقتراع ببعض الدوائر, خاصة بمناطق شرق ووسط ودعوة الناخبين بضرورة المشاركة والإدلاء بأصواتهم بحرية وأيضا كان له دور بارز في تهدئة الاحتقان في أحداث مديرية الأمن بسموحة ورفع المخلفات بميدان فيكتور عمانويل ومن الشوارع التي نتجت عن الاشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين, والغريب في الأمر عقب الانتخابات أن البعض من أحزاب الفلول تدعي أن سبب تراجعها وعدم حصولها علي نسب كبيرة من الأصوات يرجع إلي النظام الانتخابي الجديد الذي لم يعتد عليه الناخب السكندري والمواطن المصري, كما أن تأسيس أحزابهم جاء في فترة قصيرة لم تؤهلهم للإعداد الجيد لخوض المعركة الانتخابية بقوة بالإضافة إلي الحرب الإعلامية الموجهة ضدهم مع أن هذه الأحزاب نفسها هي التي طالبت بنظام القوائم ورفضت الفردي وبدأت تطالب حاليا بعودتها من جديد لكسر احتكار التيار الديني للمشهد الانتخابي الذي أصبح يهيمن عليه بالثغر حزبا الحرية و العدالة والنور.