كتبت: مني حرك تشخيص الأورام بالبصمة الوراثية بحيث يتم وصف العلاج الدقيق والمناسب لكل حالة علي حدة, وبالتالي ترتفع نسب نجاح العلاج..كان من أبرز الآمال التي نوقشت في المؤتمر السنوي العاشر للجمعية المصرية لجراحة الأورام والجمعية المصرية لأمراض السرطان. ويجري حاليا وضع الترتيبات اللازمة لإدخال هذه الوسيلة التشخيصية لأول مرة علي مستوي دول الشرق الأوسط في معهد الأورام القومي. ويقول الدكتور مصطفي منيع أستاذ جراحة الأورام ورئيس الجمعية المصرية لجراحة الأورام إن المؤتمر اهتم بدعوة كبار اطباء الأورام في العالم, ومن أبرزهم الدكتور لوبيتي من فرنسا أكبر أطباء جراحة سرطان الثدي ويعمل في مركز جراحة الأورام في ميلانو بإيطاليا, بهدف الالتقاء مع نظرائهم المصريين ونقل خبراتهم معا لأطباء مصر الشبان في مجال جراحة الأورام, كما نجحت الجمعية المصرية لجراحة الأورام في ضم أكبر تجمع طبي لأطباء الأورام في مصر من جميع التخصصات, وتناول المؤتمر3 موضوعات رئيسية هي سرطانات الثدي والجهاز الهضمي والأنسجة الرخوة, وبالنسبة لسرطان الثدي تم استعراض الأسباب المؤثرة في زيادة نسبة الإصابة في مصر والطرق الجراحية والإشعاعية والكيماوية والهرمونية والعلاج الموجه في علاج سرطان الثدي, وقدمت مجموعة من الخبراء الأجانب من إيطاليا وفرنسا وانجلترا خبراتهم في هذا المجال, والجديد في علاج سرطان الثدي هو التوصل لطرق حديثة لتحديد النوعية الدقيقة لعلاج كل حالة, فيما يوصف بالصمة الوراثية أو الجينيةMamaprint بحيث يتم التعرف علي البصمة الجينية لكل حالة, وبالتالي إعطاؤها العلاج المناسب لها, وبالتالي ترتفع نسب نجاح العلاج, هذا النظام بدأ تطبيقه في أوروبا وأمريكا ويجري حاليا العمل علي إدخاله في مصر, لتكون بذلك أول بلد عربي وإفريقي يدخله هذا النوع المتطور من التشخيص, لتوافر الخبرات المصرية القادرة علي التعامل معه. أما بالنسبة لسرطان الجهاز الهضمي فهناك نوع لم يكن معروفا من أورامه ويسميGist واستطاع عالم إيراني هو كاجال في تحديد نوع الخلية المسئولة عنه, وسميت باسمه' خلية كاجال', وبالفعل نجحت إحدي شركات الأدوية في إنتاج دواء فعال لهذا النوع من الأورام, بعدما كان يصعب علاجه. وتحدثت الدكتور هبة الظواهري أستاذ علاج الأورام بمعهد الأورام عن الجديد في تشخيص سرطان الثدي عن طريق البصمة الوراثية, فكل إنسان يحمل داخل كل خلية مايقرب من100 الف جين, تم حتي الآن فك شفرة ما يقرب من40 ألف جينن وكل جين يحمل صفة من صفات الإنسان بما فيها الأمراض, لذا يمكن عمل خريطة جينية نستطيع من خلالها التنبؤ بأن شخصا ما سيحدث لها طفرة في الجين المسبب لسرطان الثدي بعد10 سنوات مثلا, ولهذا حدثت فترة في أوروربا وأمريكا تم فيها استئصال الثدي كإجراء وقائي بني علي طفرة في الجين المسبب لسرطان الثدي, مما يثير تساؤلات أخلاقية حول مثل هذا الإجراء الوقائي. أما الدكتور حمدي عبدالعظيم أستاذ الطب النووي والأورام بجامعة القاهرة فيؤكد أن مستوي علاج الأورام في مصر يناظر مثيله في الخارج, في ظل مواكبة بروتوكولات العلاج المحلية لما يتم عالميا, لكن مشكلة سرطان الثدي لدينا أن المريضات يكن في منتصف العمر مما يعني حاجتهن لعناية خاصة, إضافة إلي أن ثلثي الحالات يأتين متأخرات طلبا للعلاج, ويثني علي أهمية العلاج الموجه في مجال علاج سرطان الثدي, موضحا أن مشكلته هي في سعره, حيث تتكلف المريضة250 ألف جنيه سنويا, لذا فإنه لايتلقاه سوي10% من المريضات في مصر بما يعادل400 مريضة في حين تتلقاه40 ألف مريضة في أوروبا, وهو يرفع معدلات الإعاشة لأكثر من15% إضافية, ودعا وزارة الصحة إلي وضع خطة لتوفير مثل هذه العقاقير بشكل حقيقي وليس صوري من خلال إمكانياتها وصلاحياتها الكبيرة في التفاوض لتوفير العقارات بأسعار أرخص. وعن أورام الأنسجة الرخوة للعضلات, يوضح الدكتور منير أبوالعلا أستاذ جراحة الأورام بمعهد الأورام أنها لاتمثل نسبة كبيرة ولكن أهميتها تنشا أنها تصيب الأطراف العلوية والسفلية ولاتأخذ أهمية كافية من التشخيص, وتشخص علي أنها أورام حميدة وأكياس دهنية وتترك حتي تستفحل وإذا أصابت العضلات والأوعية الدموية والأعصاب والعظام تحتاج بنسبة كبيرة إلي البتر, فالغدة الدرقية والحوصلة المرارية والزائدة الدودية والبروستاتا تمثل النسبة الأكبر من الأورام أو المشاكل غير السرطانية, لذا لايهتم الجراح بأهمية التحليل الباثولوجي لهذه الأورام بعد استئصالها, وتشبه هذه الأعضاء الأربعة أورام الأنسجة الرخوة والضامة في الجسم والأنسجة الدهنية.