بعد شهر من الاكتشافات العلمية التي أعلن عنها بالتوصل إلي تحديد والدي الملك توت عنخ آمون وسبب وفاته بالاعتماد علي تحليل الشريط الوراثي للمومياوات الملكية. يقوم علماء المركز القومي للبحوث بالتعاون مع المجلس الأعلي للآثار, بإجراء أبحاث مكثفة علي11 مومياء'5 رجال,6 سيدات بينهم طفلان صغيران' يمثلون أسرة ملك مصر القديم توت عنخ أمون لتحديد البصمة الوراثية' الحمض النووي' لهذه الأسرة وترتيب أفرادها. وقد بدأت فكرة هذا المشروع البحثي الكبير باقتراح تقدمت به قناة ديسكوفري الأمريكية للدكتور زاهي حواس رئيس المجلس الأعلي للآثار طلبت فيه إعداد فيلم وثائقي عن أسرة الملك المصري القديم مع تقديم التمويل اللازم لهذا المشروع, وكان هذا الاقتراح بداية للتعاون بين المجلس الأعلي للآثار والمركز القومي للبحوث, حيث كلف الدكتور أشرف شعلان رئيس المركز الدكتور يحيي زكريا جاد أستاذ الوراثة الجزيئية وأبحاث الجينوم بالمركز بتشكيل فريق العمل, ونظرا لعدم وجود معمل متخصص في إجراء تحاليل الحمض النووي للمصريين القدماء بمصر, لاختلاف حمضهم النووي عن الحمض النووي للأحياء, فقد بدأ الدكتور يحيي بتصميم غرف الأبحاث ووضع برنامج العمل, واختيار الباحثين المشاركين من قسم الوراثة الجزئية بالمركز وقسم الأشعة بطب قصر العيني. وحول أسباب الاختلاف بين الحمض النووي للمصريين الحاليين والقدماء, توضح الدكتورة سمية إسماعيل أستاذ مساعد الوراثة الجزيئية وأبحاث الجينوم أن الحمض النووي للإنسان موجود في جميع سوائل جسمه كالدم والبول العرق واللعاب وغيرها, وعند تكبير الحمض النووي للمومياوات من الممكن حدوث اختلاط بين الحمض النووي للبشر المعاصرين والحمض النووي للمومياوات إذا حدث أي تلامس لأجسادها بأيدي البشر المعاصرين, وقد تطلب ذلك شروطا خاصة في غرف العمل للحيلولة دون حدوث مثل هذا التلامس. وقد شمل برنامج العمل11 مومياء كان بعضها بوادي الملوك بالأقصر, والبعض الآخر بمبني المتحف المصري بالقاهرة. وأكدت نتائج تحليل الحمض النووي للمرأة الأكبر سنا أنها لمومياء تويا جدة توت عنخ أمون وزوجة جده يويا, صاحب مومياء الرجل الأكبر سنا. ولما أثبتت نتائج الأبحاث وجود تشابه كبير بين الحمض النووي للسيدة الصغيرة والحمض النووي لكل من' الملكة تي' و'إخناتون', وأكد ذلك أنها شقيقة كل من إخناتون وزوجته في نفس الوقت, مما يؤكد أيضا أنها أم توت عنخ أمون. وبذلك يظل هناك أربعة مومياوات لسيدتين وجنينين, ويرجح الباحثون أن تكون إحدي هاتين المومياوين لزوجة توت عنخ آمون والأخري لشقيقتها, إلا أن ذلك لم يتأكد بعد, ومازال البحث جاريا للتأكد من ذلك. أما الجنينان, فيجري البحث للتأكد مما إذا كانا لطفلين ولدا ثم ماتا, أم أنهما أجهضا قبل إكمال أشهر الحمل. أما عن أسباب وفاة الملك توت عنخ أمون, فقد أثبتت صور الأشعة المقطعية التي قام يتحليلها الدكتوران أشرف سليم وهاني عبد الرحمن أستاذا الأشعة بطب قصر العيني أنه كان يعاني تشوها بعظام الساق اليسري, حيث كانت أقصر من اليمني, كما كان يعاني قصورا في الدورة الدموية بأحد سلاميات القدم. كذلك أثبتت نتائج الأبحاث المعملية عدم إصابته بالبلهارسيا, كما كان يتردد, ولكنه كان مصابا بنوعين من الملايا, مما يعني أنه أصيب بالمرض مرتين بنوعين مختلفين في حياته, وليس مرة واحدة, وأدت كل هذه العوامل مجتمعة بجانب ضعف المناعة إلي حدوث الوفاة, كذلك أظهرت نتائج الأبحاث المعملية إصابة ثلاث مومياوات أخري غيره أيضا بالملاريا, ومازالت الأبحاث جارية, النتائج تتوالي.