أعلن المجلس الأعلي للآثار أمس في مؤتمر صحفي عالمي بالمتحف المصري بالقاهرة نتائج اختبارات الحمض النووي لأشهر وأقدم ملوك العالم, الفرعون الذهبي الشاب توت عنخ آمون. والتي أكدت أنه مات بالملاريا ولم يقتل ولم يصب في حادث إصابة قاتلة وذلك وفقا للنتائج التي توصل إليها فريق من الباحثين المصريين الذين قاموا علي مدار عامين بتحليل الحمض النووي للملك الشاب وعائلته من المومياوات. وأكد زاهي حواس أمين عام المجلس الأعلي للآثار ان الابحاث اثبتت انه مصاب بعيوب خلقية نتيجة زواج أبيه الملك اخناتون من أخته, وأن توت كان مصابا بحالة أقرب الي الكساح في القدم اليسري وأن وفاته نتجت عن اصابة شديدة بالملاريا أدت الي وفاته بعد سقوطه لسبب غير معروف. وأعلن حواس ان فريق الباحثين المصريين الذين عملوا بجد في معمل بلغت تكاليفه5 ملايين دولار في قبو المتحف المصري, اكتشفوا الكثير من الامور التي كانت غائبة عن علماء الآثار في العالم أبرزها أن توت لم يقتل أويمت نتيجة حادث قاتل وفق أبرز السيناريوهات المتداولة عن الفرعون الأشهر الذي مات عن19 عاما فقط. وترك أهم المومياوات المصرية التي اكتشفها العالم هيوارد كارتر عام1922 في مقبرته. وأكدت الأبحاث ان الثقب الموجود في المومياء ليس ناتجا عن إصابة قاتلة وإنما هو لصب سائل التحنيط في الجسد. واستعرض حواس في المؤتمر الصحفي الذي حضره عدد كبير من ممثلي وسائل الإعلام العربية والعالمية, قائلا إن النتائج المعلنة اليوم تعد الأبرز عن الفرعون الشاب بعد خبر اكتشاف المومياء الخاصة به, موضحا ان عالمين ألمانيين راجعا هذه النتائج وأثبتا صحتها. وأوضح ان خبيئة تل العمارنة ضمت12 مومياء بينها9 موجودة بالمتحف المصري و3 لاتزال في المقبرة, وان عمليات التحليل أجريت علي6 مومياوات من تلك الموجودة بالمتحف المصري لمعرفة أصحابها. وكشف التحليل بشكل حاسم ان توت عنخ آمون هو ابن الملك اخناتون فرعون التوحيد وأن جده هو أمنحوتب الثالث وجدته هي الملكة تي ابنة الملكين يويا وتويا وأقوي نساء عصرها. وأكدت الأبحاث ان المومياء المعروفة بالسيدة العجوز الموجودة في المتحف تعود للملكة تي أم إخناتون وزوجة امنحوتب الثالث وجدة الملك توت عنخ آمون, وأن مومياء السيدة الصغري تعود لأبنة الملكة تي والملك أمنحوتب الثالث, وليست بالتالي نفرتيتي ولاميريت اتون, وأنها زوجة إخناتون الذي تزوج أخته حسبما كان معمولا به وقتها, لكن لم يتم التوصل لاسمها. وأثبتت التحاليل ان إخناتون هو صاحب المومياء رقم كيه في55 وتم إثبات وفاته بين سن45 و55 عاما بعكس الاعتقاد السابق بوفاته مابين20 و25 عاما فقط. وفيما يخص الطفلين اللذين تم العثور عليهما محنطين في المقبرة فتأكد مبدئيا أنهما ابنا توت عنخ آمون, وأن مومياء ملكية اخري موجودة لكنها مجهولة الشخصية هي أمهما. ويعود تاريخ الفرعون الذهبي الي الاسرة الثامنة عشرة وتوفي قبل3000 عام, وحكم حوالي10 سنوات فقط في حدود العام1330 قبل الميلاد, حيث أصبح فرعونا في سن التاسعة, وعثر علي مومياه في ناووس من الذهب الخالص المرصع بالفيروز عالم الآثار الانجليزي هوارد كارتر في وادي الملوك بالأقصر. وكان علماء الآثار يتوقعون ان مرضا وراثيا كان لدي سلالة الأسرة الثامنة عشرة كان يؤدي الي وفاة أفرادها في سن صغيرة الا ان الدراسة نفت هذا تماما.