القاهرة -داليا طه- علاء الدين ظاهر وهاشم عبدالحميد الرياض -صبحي شبانة أكد د. زاهي حواس الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار أن الملك "توت عنخ آمون" حتي يستريح العالم لم يكن "شاذا" أو مصاباً بعيوب خلقية، وأن ما أوحي للبعض بذلك هو أن شعراء ونحاتي التماثيل كانوا يضفون علي الملك صفات الذكر والأنثي والأب والأم والأخ والأخت كنوع من التقدير والاحترام. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس بالمتحف المصري واستعرض فيه اكتشافات جديدة حول عائلة الفرعون الذهبي "توت عنخ آمون" استنادا الي تجارب وتحاليل DNA التي استمرت عامين قام بها فريق علمي مصري من المركز القومي للبحوث وكلية طب القاهرة. ونفي حواس الغموض عن سبب وفاة الملك أنه مات مقتولاً أو في حادث وأن الثقب الموجود في رأسه في رأيه لصب سائل التحنيط مشيرا الي أن التحاليل الخاصة ب DNA الملك أثبتت وفاة الملك لاصابته بالملاريا الحادة التي صاحبت تكوينه الجسدي الضعيف، وأن الأشعة المقطعية أكدت وجود كسر غير ملتئم في فخذه الأيسر وأن حالة الضعف التي كان يعاني منها أدت الي انهيار حالته البدنية الهزيلة، خاصة أنه تم اكتشاف مادة "بلاسموديوم فالسيباروم" وهي من البكتريا المسببة لمرض الملاريا في جسده.، وفيما يخص عائلة الملك الشاب، أوضح حواس أن فريق العمل توصل الي أن والد توت عنخ آمون هو الملك أخناتون وأن المومياء الموجودة بمقبرة KV55 في وادي الملوك هي مومياؤه، أما والدته لم يحدد- أسمها بعد ودفنت في مقبرة الملك أمنحتب الثاني KV35 وفي نفس المقبرة وجدت مومياء أخري من المؤكد أنها جدة "توت عنخ آمون" الملكة "تي"- إبنة الملكين "يويا" و»تويا" وكانت أقوي نساء عصرها. أما الجنينان اللذان عثر عليهما محنطين داخل المقبرة، أكد تحليل الحمض النووي لهما أنهما ابنا الملك توت عنخ آمون، أما المومياء KV21A هي أنثي ملكية لم تكن معروفة الهوية وأثبتت التحاليل أنها أم الطفلين، وبالتالي هي زوجة توت عنخ آمون. ووصف حواس هذا الكشف بأنه يعد الأهم بعد العثور علي مقبرة الملك الشاب عام 1925 علي يد "هوارد كارتر" وأن النتائج التي تم التوصل اليها مؤكدة ولا تقبل الشك نظرا لمراجعتها من قبل خبراء استشاريين أجانب بالاضافة الي نشرها أمس كاملة في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية "جاما" وهي من المجلات المتخصصة والموثوق فيها. ورداً علي انتقادات بأن مثل تلك الفحوصات تمثل انتهاكا للحرية الشخصية أكد حواس أنه وإن كان من مؤيدي عدم عرض المومياوات وتركها في المقابر مكانها الأصلي وأن التحاليل تلك لا تمثل اطلاقا انتهاكا لحياة أصحاب المومياوات مشيرا الي أن النواحي العلمية مهمة جدا والنتائج المذهلة التي توصلنا اليها كشفت الغموض عن حياة الملك الشاب وعائلته بما يمثل فائدة كبري في التاريخ المصري والفرعوني. يصل إلي الرياض مطلع الأسبوع المقبل وفد أثري من المجلس الأعلي للآثار في مصر لحضور مراسم تسليم وتسلم قطع أثرية مصرية، بإشراف قطاع الآثار والمتاحف بالمملكة وذلك بالمتحف الوطني بحي المربع بالرياض. وصرح السفير محمود عوف سفير جمهورية مصر العربية بالمملكة بأن هذا الحدث يأتي في إطار العلاقات المتميزة والتعاون والتنسيق المشترك بين البلدين في جميع المجالات لاسيما في المجال الثقافي.