العنف أصبح متزايدا في الفترة الاخيرة بين الشباب بالجامعات والطلاب فيما بينهم في المدارس بل وصل العنف الي المتظاهرين في ميدان التحرير والشرطة فالكل اصبح يفتقد الي لغة الحوار والنقاش وعدم إحترام الاخر. لذلك تحاول الصفحة الوصول الي الاسباب التي أدت الي انتشار العنف بهذه الصورة في الاونة الاخيرة. قالت الدكتورة عفاف مرعي رئيسة الجمعية المصرية للنهوض بالمشاركة المجتمعية ان هناك اسبابا متعددة لانتشار ظاهرة العنف منها استخدام العقاب البدني في تربية النشء علي الرغم من صدور قانون يحرم استخدام العنف في المدارس ولكن للاسف معظم القائمين علي العملية التعليمية غير مدركين للحد الادني لحقوق الانسان والقواعد التربوية السليمة مما يؤدي ذلك الي انتشار العنف بين التلاميذ. و اشارت الي ان هناك اسبابا اخري لانتشار العنف منها استخدام العنف من قبل الدولة ضد المواطنين العزل وبالتالي هذا يولد عنفا مضادا من المتظاهرين فعند سقوط العشرات من الشهداء بسبب الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع هذا بالضرورة سيولد عنفا مضادا وعلي الرغم من ذلك فما يقوم به المتظاهرون من اساليب عنف فهو لا يعتبر عنفا بالمعني الصحيح ولكنه دفاع عن النفس. وأوضحت انه للتغلب علي ظاهرة العنف لابد من وضع سياسات وخطط وبرامج محددة لنشر ثقافة السلام والعمل علي حل المشكلات بطريقة عقلانية و سلمية وتوعية الجمهور بثقافة الحوار لانها أحد المباديء الاساسية للديمقراطية. وقالت الدكتور سهير لطفي عضو المجلس القومي لحقوق الانسان انه لابد من القضاء علي سياسة العنف وسوء المعاملة التي تستخدمها الشرطة مع المتظاهرين في ميدان التحرير وذلك لان العنف لا يولد الا العنف وذلك من خلال نشر ثقافة حقوق الانسان وتوعية كل من المواطنين والشرطة بها ومناهضة التعذيب والتأكيد مرة أخري علي الدور الاساسي للشرطة وواجبها حماية المواطن.و أشارت الي ضرورة إعطاء مساحة للتعبير لهؤلاء المتظاهرين حتي لو لم يكونوا أغلبية ولابد من أحترام سياسة التوافق و الوصول الي قرارات وسط يرتضي بها الجميع واحترام أراء الاخرين وعدم التقليل من قيمة أي صوت ومن حق كل مواطن أن يقوم بالتظاهر السلمي طالما انه لم يؤذ أحدا. واوضحت الدكتورة سعيدة أبوسوسو رئيس قسم علم النفس بجامعة الازهر سابقا ان هناك العديد من الضغوط النفسية التي يعاني منها الشباب في وقتنا الحالي ادت الي انتشار العنف فيما بينهم و تجاه المجتمع المحيط بهم وهذه الضغوط متمثلة في حالة الاحباط التي وصل اليها معظم الشباب وذلك لعدم اشباع حاجاته النفسية الاولية من ايجاد وظيفة تناسبه وتوفير الراتب الذي يضمن له الحياة الكريمة والمسكن والقضاء علي العنوسة وهذا الاحباط يؤدي الي العنف والعدوان كما ان هؤلاء الشباب يكون من السهل التأثير عليهم من قبل بعض الجماعات التي لها مصلحة في نشر العنف داخل الدولة. وأضافت انه لابد علي المسئولين بالدولة ان يقوموا بحل هذه المشكلات التي يعاني منها الشباب قبل ان تتفاقم وتصبح صعبة السيطرة عليها مشيرة الي ان الشعب المصري شعب عاطفي يتأثر بمن حوله بشكل سريع ولدية القدرة علي المشاركة الوجدانية لذلك لابد من استخدام هذه السمات الشخصية التي تتوافر لدي المواطن واستغلالها في تطوير البلد ورفع شأنها بدلا من هدمها.