الحالة تزداد سوءا، نسينا طعم التفاؤل ببكرة، كلما ظهرت بادرة أمل، وقعت كارثة. الأزمة تفاقمت بين الثوار والشرطة بعد أن قتلت قوات الأمن 36 من المتظاهرين، وأصبح هناك ثأر بين الطرفين، وخصوصاً أن أحداً لم يقدم للتحقيق، وضاعت دماء الشهداء! المشير حسين طنطاوي لم يفصح في بيانه عن صاحب قرار قتل المتظاهرين، وعن اجراءات محاسبته، وعن تقديمه للمحاكمة، ورغم النقاط الايجابية الاخري التي تضمنها البيان كقبول استقالة شرف وتحديد موعد تسليم السلطة إلا انها جاءت متأخرة أيضا. كل ذلك يصب في خانة أن شباب التحرير مصرون علي القصاص من الذين قتلوا شهداءهم، لأن أولي الأمر لم يأخذوا بثأرهم، وسيزداد الموقف تعقيدا، وستشتد المواجهات في شارع محمد محمود المؤدي لوزارة الداخلية المتهم الأول في قتل الشهداء. ولن تفلح عصي الأمن المركزي ولا الرصاصات المطاطية، ولا القنابل المسيلة للدموع، ولا أي صورة من صور العنف، فالعنف لن يولد إلا عنفا مضادا وسخطا أكبر، وخوفا أكبر، وتعقيدا أكثر، وتعتيما وقتامة لصورة المشهد يوم الانتخابات التي ستجري بعد 4 أيام. لابد ان يتخذ المجلس العسكري قرارا قويا يعلن فيه إحالة القتلة إلي محاكمة عاجلة، ويقدم اعتذارا واضحا ومباشرا للشعب.. ربما يصلح ما أفسدته الشرطة. آخرتها إيه ؟.