العنف ظاهرة خطيرة فى المجتمع المصري قامت إدارة الجودة برئاسة دكتورة بثينة كشك بمديرية التربية والتعليم بالقاهرة بعمل دراسة حول ظاهرة العنف فى المدارس ومدى تفعيل دور ادارة المؤسسات التعليمية لمواجهة العنف لدى الطلاب وتناولت الدراسة العوامل والاسباب المؤدية لانتشار العنف لدى طلاب الثانوى العام وتمثلت فى عامل الادارة المدرسية حيث ان الادارة تغير حسب ظروف المجتمع الموجودة فيه ومن واقع الدراسة اتضح انه حتى الان وبالرغم من وجود العنف لدى الطلاب بشكل ملحوظ الا ان هناك قصورا اداريا فى التعامل مع هذا العنف وينبع ذلك القصور من نقص وجود أنظمة رادعة او لوائح واضحة وقلة الكفاءات المؤهلة لمعالجة مثل ذلك السلوك وضعف وتسيب النظام المدرسى وتساهل المدرس فى اتخاذ الاجراءات النظامية ضد الطلاب العدوانيين ، اما العامل الثانى فهو المعلم فقسوة بعض المعلمين واستخدامهم لاساليب غير تربوية يكون سببا مباشرا للعنف الطلابى كالعقاب البدنى غير المبرر والاستهزاء بالطالب وعدم احترامه ومراعاة شعوره والتوبيخ المستمر له كلها عوامل تساعد على زرع رغبة الانتقام عند الطالب ، وهناك عدم تمكن المدرس من مادته فيفقد الطلاب الثقة فيه ونقص قدرة المعلم على ايصال المعلومات الى التلاميذ بالطريقة المناسبة وقد يتسبب سوء معاملة المعلم للتلاميذ فى ايجاد جو من الاضطراب والتوتر يتحول الى العدائية فى بعض المواقف واشارت الدراسة الى ان المشكلة قد تاتى من تكليف المعلم للتلاميذ بامور فوق طاقتهم الى جانب ان الضغط الزائد على الطلاب وحاسبتهم المستمرة يؤدى الى ايجاد جو من المعار ضة من قبل التلاميذ كما ان الطالب شديد التاثر بالمعاملة الاستبدادية فقد لا يقبل الاستبداد والتسلط من المعلم وياتى غياب تعاليم الدين كعامل مهم حيث التعليم الذى يفتقر لاصول الدين ولا يدرك مايقال عن العقيدة قد يصدق دون وعى . اما العامل الرابع الانشطة المدرسية لكونها مهمة فى تنشئة الطالب سيكولوجيا وفسيولوجيا وتزوده بالجوانب المعرفية والتعليمية وتدرب الطالب على التفكير الواقعى اما الواقع الذى يصطدم به الطالب هو صعوبة المنهج الدراسى وتعدد فترات الاختبارات والتقويمات يجعل من الصعوبة تنمية ثقافة الطالب ، والعامل الرابع يرتبط بالمجتمع كما اوضحت الدراسة العوامل المجتمعية التى تقف وراء ظاهرة العنف وهى القهر الاجتماعى الذى يولد العنف والعدوان والضغوط الاقتصادية حيث البطالة وخاصة بين الشباب المتعلمين والغلاء وضعف الاجهزة والمؤسسات من سد احتياجات الافراد وهناك ارتباط وثيق كما اوضحت الدراسة بين العنف والبطالة فالبطالة افة اقتصاداية واجتماعية ونفسية ومن ثم فهى تولد الاحباط وهومايولد بدوره العدوان والعنف والادمان والاخير ذات صلة وثيقة بالعنف فالادمان عادة سيئة يقع فيها المدمن ذليلا للمخدر وهو ما قد يولد ميلا لتعذيب الاخرين ، وقد يولد شعور الطلاب بعدم تكافؤ الفرص بشكل عام الى العنف الى جانب ان غياب العدالة الاجتماعية يفجر مشاعر السخط والاحباط لدى الطلاب كما ان انتشار ظاهرة العنف السياسي والقتل والحروب على المستوى العالمى والاقليمى والمحلى يهيىء مناخ خصب لانتشار العنف المدرسى ، وقد يتولد العنف والعدوان من نوع البيئة الطبيعية بما يحدث فيها من تغيرات فلكية وجغرافية وكوارث طبيعية وما تنشره وسائل الاعلام من ضحايا الكوارث الطبيعية .
وتوصلت الدراسة الى أن هناك اليات محددة لتفعيل دور الادارة المدرسية فى مواجهة العنف واسبابه لدى طلابها ومنها تفعيل الاقتراح بعقد دورات تدريبية للمعلمين عن مهارة ادارة الفصل وصياغة مدير المدرسة لوثيقة معلنة بالمدرسة بالاضافة الى ان ادارة المدرسة يجب ان تعمل عىلى تقوية مركز المعلمين وتفعيل دور وحدات ادارة الازمات بالمدرسة على ان تضم احد اولياء الامور وانشاء لجنة للطاعة والنظام بالمدرسة وتفعيل دور رائد الفصل وزيادة المخصص الزمنى للانشطة اللاصفية فى المدرسة والعمل على خفض كثافة الفصول وتشجيع الممارسات الديمقراطية داخل المدرسة والعمل على توطيد العلاقة بين الاسرة والمدرسة ومد اواصر الاتصال والتواصل بينهم .
وقدمت الدراسة اقتراحات للوقاية من العنف كاعداد معلمين اكفاء لمعالجة العنف عن طريق برامج خاصة وتخفيض عدد الطلاب فى الصف لمتابعة وحل مشاكلهم واعداد مناهج خاصة تعالج العنف وتدرب الطلاب عليها واغلاق بوابات المدارس لمراقبة الداخلين والخارجين من والى المدرسة واغلاق الطرق المؤدية للمدرسة لكى لا يدخل من ليس له علاق ومراقبة سياج المدرسة من قبل العاملين بالمدرسةلمنع تسرب الطلاب واستعمال اجهزة فحص المواد المعدنية عند الدخول الى المدرسة ، ومن الاجراءات التى يمكن ان تحد من العنف بين الطلاب كما اظهرت الدراسة الاعداد الجيد للمعلم من الناحية التربوية والعلمية وتقريب المسافة بين الطالب والمعلم واحترام الطالب وبالتالى احترام رايه وفكره وعدم التقليل من قيمته والسماح له بالتعبير عن مشاعره مع مراعاة عدم تجاوز الطالب حدود الادب ومراعاة الفروق الفردية بين الطلاب والتوجيه المستمر وغير المباشر للطلاب وحثهم على السلوك الحسن عن طريق التراث الاسلامى بالاضافة التحذير من رفاق السوء وارشاد الطلاب لكيفية انتقاء الاصدقاء وعدم الاعتماد على الاساليب التقليدية فى الشرح واعطاء الطالب الفرصة للمشاركة والاهتمام بالتوجيه والارشاد وتأهيل المرشدين تربويا ونفسيا للقيام بادوارهم وتنظيم اللقاءات الدورية فيما بينهم للاطلاع على المشاكل المختلفة وكيف تم التغلب عليها والاستفادة المتبادلة من خبراتهم .
ورسمت الدراسة روشتة العلاج لحالات العنف وتمثلت فى اعداد دستور المدرسة ويشمل تسليم الاب والمعلم والتلميذ والادارة نسخا من الدستور الاب يوقع على الدستور ويرحعه لادارة المدرسة وحراسة المعلمين للمدرسة فالمعلمون يومون بمراقبة تحركات الطلاب داخل وخارج المدرسة ويراقبون القاعات والطرقات المؤدية للمدرسة والطلاب بطبيعتهم يقللون من العنف اما الاهل فالافضل حضور اربعة اباء الى المدرسة ، بالاضافة الى تطبيقات سياسة ثابتة لمعالجة العنف فى المدارس كالطرد والابعاد لفترة وابلاغ الشرطة والتوقيع على كفالة مالية من الاهل للمدرسة وتحسين الاجواء التربوية فى المدرسة لتقوية العلاقة مع الاهل ومشاركتهم فى المسئولية وعقد اجتماعات للمعلمين وقت الازمات ولمنع العنف فى المدرسة يجب اشراك المعلمين فى كل خطوة من خطوات عملية معالجة العنف .