وفقا لنظرية الأواني المستطرقة للقضايا العربية تراجعت من أولوية الإهتمام حاليا قضية العرب الأولي فلسطين, ومن خلفها المشكلات التي تواجه مستقبل ربيع الثورات العربية في تونس وليبيا واليمن الذي يشارك سوريا التي تحتل حاليا أولوية الاهتمام يشاركها نفس المصير المظلم ومواجهة مخاطر الحرب الأهلية والانقسام الي دويلات والتدخل الخارجي وصوره التي تختلف بالطبع عن التدخل الغربي لقوات حلف الناتو وأمريكا في ليبيا لحماية مصالحهم النفطية والأهم هو ضمان سداد فاتورة التدمير والتعمير من عوائد النفط الليبي واحتياطياته, أما الأوضاع المتردية في سوريا فلم تلق بعد الإهتمام الدولي لعدم وجود نفط ولوجود قوة إقليمية تركية تقوم بالتدخل المطلوب في مواجهة الدعم الإيراني للنظام السوري والأهم هو أن التدخل بقوات أجنبية في سوريا ليس من مصلحة إسرائيل التي ستتأثر بالمواجهات وتنطلق إليها الصواريخ السورية واللبنانية من حزب الله الذي هدد بإشعال المنطقة, أما اليمن الذي كان سعيدا علي مدي تاريخه بكل أسف تحول الي اليمن التعيس منذ فبراير الماضي وإصابته بعدوي الثورة التونسية والمصرية وخروج شبابه بمسيرات سلمية بساحة جامعة صنعاء مطالبين الرئيس بإجراء إصلاحات جذرية لوقف الفساد ومحاربة الرشوة والمحسوبية وتحقيق الحرية والعدالة ووقف التمديد والتوريث الرئاسي الذي كان يسعي لتحقيقه. هذه المطالب المشروعة من شباب الثورة اليمنية بكل أسف تسابقت عليها التيارات الدينية والقبلية والأحزاب لسرقتها وتحويل ثورة الإصلاح عن أهدافها لصراع بين مؤسسة الحاكم والمعارضة القبلية والجيش وهو ما أدي الي تزايد وارتفاع أعداد القتلي في شعب يمتلك أكثر من80 مليون قطعة سلاح مختلفة تباع علنا في الأسواق من الدبابات للمدافع الحديثة المضادة للطائرات الي جانب السلاح الابيض. الذاتي لليمن( الجنبة) الخنجر الذي يوضع فوق وسطه.. وما بين الصراعات الحزبية لأكثر من22 حزبا, منها5 أحزاب نافذة, إلي جانب الصراعات القبلية والدينية والطائفية وسيطرة القاعدة علي مناطق والحوثيين بالدعم الإيراني علي مناطق أخري مجاورة للحدود مع السعودية, بالإضافة إلي مشكلات الفقر والجوع وانتشار القات بين مختلف طوائف الشعب خاصة بين الشباب والنساء. هذه العوامل ساعدت الي جانب مطالب أهالي الجنوب بعدم العودة الي الانفصال ومواجهتهم مع الأفغان العرب العائدين من محاربة الشيطان الأصفر بأفغانستان الي الشيطان الأكبر من الماركسيين بجنوب اليمن. عوامل متعددة تداخلت من أجل أن يسير اليمن في طريقه الي المجهول, بالانقسام الي دويلات بعد الحرب الأهلية التي تتوافر لها جميع عوامل الاستمرار. [email protected]