في الوقت الذي شهدت فيه البلاد في الفترة الماضية حالة من التراخي في التنمية الاقتصادية وتراجعا في الأداء العام وزيادة في أعداد العاطلين, كما شهدت فيه البيئة المصرية تدهورا في كثير من عناصرها لعل أبرزها كان تآكل المساحات الزراعية نتيجة الاعتداء المستمر عليها, وانتشار القمامة وتلوث الهواء, هناك أيضا وبالتوازي مع ما سبق كثير من النماذج الإيجابية التي تطرح نفسها أمام الشباب وأجهزة الحكم المحلي والمؤسسات الأهلية والقطاع الخاص كنماذج قابلة للتكرار والتطبيق للخروج من عنق الزجاجة, تستهدف النهوض بالبيئة المصرية وصيانة مواردها من خلال مشروعات تحقق في نفس الوقت فرص العمل لمواجهة البطالة والفقر. من بين هذه المشروعات كان المشروع الذي تنفذه محافظات سوهاج وقنا والأقصر وأسوان بالتعاون مع وزارة الزراعة وبتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية من خلال برنامج روابط الأعمال الزراعية, والمشروع يقوم علي تقديم الدعم لصغار المزارعين من أجل تحسين إنتاجيتهم وزيادة دخلهم وتحقيق الشراكة بينهم وبين القطاع الخاص لتسويق إنتاجهم, ويتمثل الدعم في توفير البذور والأسمدة والمبيدات, وتقديم المشورة الفنية لتحقيق أقصي عائد ممكن من الزراعة, ويستفيد من هذا المشروع نحو3000 من صغار المزارعين الذين لا تزيد ملكياتهم الزراعية عن10 أفدنة. وفي الأسبوع الماضي قامت السيدة مارا رودمان مساعد مدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بواشنطن بزيارة إلي سوهاج لتفقد المشروع الذي يجري تنفيذه علي مساحة15 ألف فدان لإنتاج الطماطم المخصصة للتصنيع, وأعطت نتائج المشروع نتائج مبشرة حيث ارتفعت إنتاجية الفدان من15 إلي30 طنا. وقالت رودمان أن المشروع الذي ينفذ بواسطة جمعيات المجتمع المحلي استهدف تحسين الحالة الاقتصادية وترشيد استخدام المبيدات الزراعية ورفع القدرات حيث قام كل مزارع بحضور الدورات التدريبية المتعلقة بإعداد الأراضي والتسميد والأساليب الحديثة للري والإدارة المتكاملة للأراضي الزراعية وفق معايير وزارة الزراعة المصرية. وفي قرية بيت خلاف قال فتحي رضوان رئيس جمعية تنمية المجتمع المحلي أنه تمت زراعة نحو1500 فدان بالطماطم المخصصة للتصنيع بالظهير الصحراوي مما أدي إلي إضافة مساحات زراعية جديدة واكتست الرمال الصفراء باللون الأخضر. كما تفقدت مارا رودمان مشروع زيادة فرص العمل من خلال تحسين البنية الأساسية الذي تنفذه الوكالة في محافظات الصعيد وسيناء تحت إشراف الشركات الإقليمية للمياه والصرف الصحي بتكلفة تصل إلي72 مليون جنيه, وقالت أن هذا المشروع من المشروعات ذات الأولوية حاليا حيث يزاوج بين الفائدة البيئية والاقتصادية لأنه من المشروعات كثيفة العمالة في الوقت الذي يشهد فيه المجتمع المصري متغيرات اقتصادية بعد ثورة25 يناير من بينها نقص فرص العمل ويقوم المشروع بتوفير شبكات مياه الشرب والصرف الصحي إلي المناطق المحرومة, مما يحقق الحفاظ علي الصحة العامة والبيئة وتوفير فرص العمل بهذه المناطق حيث قام بتوفير أكثر من10 آلاف يوم عمل للمواطنين وشملت أعماله استبدال خطوط المواسير وتجديد الصمامات والخطوط الجديدة وتطوير الشبكات القديمة, ويجري تنفيذه حاليا في بني سويفوسوهاج ومن المقرر أن يمتد إلي محافظات الأقصر وأسيوط وقنا وأسوان وسيناء, ومن المنتظر أن يوفر نحو240 ألف يوم عمل وتطوير نحو600 ألف وصلة منزلية. و أوضح المهندس محمود نافع رئيس شركة سوهاج للمياه والصرف الصحي أن نسبة المتمتعين بالصرف الصحي في سوهاج في الوقت الحالي نسبة ضئيلة جدا لا تزيد عن19% من سكان المحافظة وكان من المخطط الوصول بهذه النسبة إلي60% عام2017 ولكن نقص التمويل يقف حائلا دون تحقيق هذا الهدف, وأن إنتاج المياه الصالحة للشرب يبلغ حوالي700 ألف متر مكعب يوميا, ويبلغ نصيب الفرد عن175 لترا يوميا, وهناك جهود كبيرة لزيادة هذه الكميات وللاستفادة من مياه الصرف الصحي المعالج في ري الغابات الشجرية حيث تروي حاليا8000 فدان بمياه الصرف المعالج ولا تلقي أي قطرة واحدة منه في مجاري المياه العذبة. وعن المشروع قال أنه يشكل إضافة مهمة حيث تمت الموافقة علي12 مشروعا فرعيا في أربع مناطق بإجمالي يزيد عن خمسة ملايين جنيه ويستهدف تحسين نوعية الحياة لما يقرب من70 ألف نسمة.