عبدالرحمن الشافعي والمسرح الشعبي

بادرة ذكية وإنسانية قامت بها الادارة العامة للمسرح التابعة لهيئة قصور الثقافة والتي يشرف عليها المخرج الفنان عصام السيد. وهي اصدار سلسلة جديدة من الكتب تحت عنوان التجارب النوعية في مسرح الثقافة الجماهيرية وتهتم هذه السلسلة برصد أعمال وسيرة المبدعين المتخصصين في تقديم شكل بعينه من أشكال الإبداع المسرحي وأيضا تكريم مجموعة من الفنانين لهم اسلوبهم الخاص وبصماتهم الواضحة علي حركة المسرح المصري‏..‏ ولعل أجمل ما في هذه التجربة أن تبدأ بتكريم اثنين من المبدعين الأحياء أمد الله في عمريهما هما المخرج الكبير عبدالرحمن الشافعي والمخرج الكبير دكتور عادل العليمي‏..‏
ولعلنا نحتاج إلي وقفة خاصة مع سيرة كل فنان منهما ولنبدأ بالاكبر سنا والأقدم بداية وهو عاشق المسرح الشعبي عبدالرحمن الشافعي الذي عرف طريقه ورسالته منذ العمل الأول وقدم عرض ياسين وبهية في عام‏1967‏ علي قصر الغوري من تأليف الشاعر الثائر الكبير نجيب سرور‏..‏ وهي بالطبع مستلهمة عن الحكاية الشعبية الشهيرة التي تحمل نفس الاسم والتي تمتد في جذور التراث المصري إلي أسطورة ايزيس واوزوريس حيث تتشبه الحكاية الشعبية مع الاسطورة القديمة في معظم التفاصيل‏..‏ وفي العام التالي‏1968‏ يقدم الشافعي مع نجيب سرور آه يا ليل ياقمر ثم تتوالي أعماله المسرحية لتصل إلي‏60‏ عرضا مسرحيا بين المسرح الشعبي والأمسيات الغنائية والأمسيات الدينية وعروض أخري متنوعة‏..‏ وقد تولي عبدالرحمن الشافعي مسئولية إدارة العديد من المسارح والاشراف علي المهرجانات الفنية‏,‏ كما أنشأ فرقة الأقصر للفنون الشعبية في عام‏1981‏ وفرقة الواحات البحرية للفنون التقليدية في عام‏1982‏ وعين في فبراير‏1997‏ رئيسا للادارة المركزية للشئون الفنية بهيئة قصور الثقافة وانتدب في نفس العام رئيسا لقطاع الفنون الشعبية والاستعراضية‏..‏ كما حصل علي العديد من الجوائز وشهادات التكريم بداية من جائزة الدولة التشجيعية للفنون عن إخراج سيرة بني هلال عام‏1986‏ ونوط الامتياز من الطبقة الأولي الذي منحه الرئيس حسني مبارك في عام‏1988‏ ثم حفل تكريم منح فيه درع المجلس الأعلي للثقافة عن مجمل أعماله في عام‏2002.‏
كما حصل مخرجنا الكبير علي تكريم من جامعة المنصورة ووزارة الثقافة ببيروت ودروع من محافظات أسيوط والشرقية التي ولد فيها وبني سويف وشمال سيناء والجيزة والقاهرة وأيضا تكريم خاص من مهرجانات الإسماعيلية الدولي للفنون الشعبية منح معه مفتاح مدينة الإسماعيلية‏,‏ كما قدم العديد من النقاد كتبا ودراسات حول أعماله الفنية من بينهم الناقد الكبير فؤاد دوارة والدكتور حسن عطية والدكتور أحمد سخسوخ ومحمد رفاعي وأمير سلامة‏,‏ بالإضافة لأبحاث علمية متخصصة قام بإجرائها كل من الدكتورة نهاد صليحة والدكتور عادل العليمي والدكتور عمرو دوارة والدكتورة عايدة علام والأساتذة جلال الهجرسي وعبير فوزي ومحمد عبدالمنعم‏.‏
ويشتمل الكتاب علي العديد من الأبحاث الأخري والمقالات والشهادات التي تقر بأهمية وتفرد دور الفنان المصري الأصيل عبدالرحمن الشافعي‏.‏
‏