كعادتي جلست في الصفوف الخلفية انتظر مع الذين احتشدوا في قاعة نجيب محفوظ أكبر قاعات الأهرام وصول الخليفة والسلف بعد ان قرر الأستاذ عبدالفتاح الجبالي رئيس مجلس ادارة الأهرام الجديد أن يبدأ عمله بلفتة انسانية جميلة يكرم فيها سلفه الأستاذ لبيب السباعي. وما أن دخل الاثنان إلي القاعة حتي انطلقت عاصفة ترحيب وتحية للبيب السباعي لم يسبق أن رأيتها لأحد في الأهرام طوال معاصرتي له. أهمية الصفوف الأولي لفت الجالسون فيها نظر المنصة بينما الجلوس في الصفوف الخلفية يسمح برؤية الإطار الذي يضم كل الجالسين, وأيضا الانسحاب في هدوء خاصة إذا طالت الجلسة وأصبحت مملة, وهكذا فقد أتيح لي من مكاني ان أري الأجيال الثلاثة التي أصبح يضمها الأهرام: الجيل القديم وقد أصبحت من أقدمهم, وجيل الوسط الذي تسلل الشيب إلي شعره, والجيل الجديد الذي بدأ مع النت وأصبح في جيبه وبين يديه. خلال السنوات منذ تأميم الأهرام عام0691 تتابع علي رئاسته أستاذي محمد حسنين هيكل والدكاترة والأساتذة عبدالقادر حاتم فإحسان عبدالقدوس فيوسف السباعي فعلي حمدي الجمال فعبدالله عبدالباري فابراهيم نافع ثم صلاح الغمري ومرسي عطا الله وعبد المنعم سعيد وأخيرا المحتفي به لبيب السباعي الذي حسب رقمه أصبح لبيب الحادي عشر. ورغم أن فترة رئاسة لبيب للأهرام هي أقصر فترة بين كل الذين سبقوه إذ لم تتجاوز سبعة أشهر فقط( من03 مارس إلي2 نوفمبر) إلا أنه في هذه الشهور القصيرة التي حددها وصوله إلي السن استطاع أن يؤسس بقدر ما استطاع عدلا مفقودا بين آلاف العاملين ويزحزح أحجارا ثقيلة ويتخذ اجراءات لم يستثن منها فردا كي يوفر ملايين مهدرة. ولابد أنه أغضب البعض ولكن جائزته الكبري كانت هذا القدر العظيم من الحب الذي احتضنه به العاملون, وأكدوا به أصالة الوفاء والتقدير. [email protected] المزيد من أعمدة صلاح منتصر