رغم قلة عددها في مصر, إلا أن القنوات الحزبية بدأت تنشط مؤخرا وان كان بعضها مشاريع مؤجلة تم الاعلان عنها في المؤتمرات او ترددات محجوزة في الفضاء وغير مفعلة, ففي مصر لا يوجد قناة جزبية صريحة وان كانت هناك محاولة لإنشاء قناة المصري الناطقة بلسان حزب الوفد وظلت قيد البث التجريبي الي أن انطفأ نورها أو قنوات تعبر عن حال الأحزاب الناصرية كالتي عملت علي انشائها تكتل( صناع الإعلام العرب) لكنها لم تر النور الي الآن, اضافة الي القنوات الحزبية المستترة, مثل قناة مصر52 يناير التي يراها البعض لسان حال حزب الحرية والعدالة وان كانت بشكل غير معلن, او قناتي الحياة التي يمتلكها رئيس حزب الوفد الحالي واون تي في التي يمتلكها مؤسس حزب المصريين الاحرار, والتي توجه إليهم اتهامات أنهم يروجون لأحزابهم بطريقة غير مباشره عبر القنوات التي يملكونها. وأخيرا أصبحت هناك بادرة أمل بأن تجد القنوات الحزبية مجالا خصبا للعمل في مصر بعد أن أعلنت جبهة الإنقاذ مؤخرا عن إنشائها لقناة فضائية لتعبر عن حال أحزابها, ولكن هل سيكتب النجاح للقنوات الحزبية في مصر أم لا؟ يقول د.صفوت العالم أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة ان هناك نقاطا يجب ان تراعيها القناة الحزبية حتي تحظي بالنجاح والمشاهدة أولها ان يكون للحزب قاعدة جماهيرية عريضة تضمن للقناة حدا ادني من المشاهدين وان تراعي القناة الأوقات التي تتخلص فيه من حزبيتها والأوقات الأخري التي يجب أن تغلب حزبيتها عليها, وهي معادلة صعبة التحقيق وتحتاج الي رؤية وخبرة من القائمين علي تلك القنوات, أما فيما يخص الجانب الاخباري فيجب أن تكون هناك نشرة أخبار عامة محايدة تماما وأخري حزبية, والاهم لنجاح تلك القنوات أن يكون مضمونها البرامجي متعدد ويلبي جميع الاحتياجات والأذواق وان لا ينحصر في السياسة فقط ويجب أن يحتوي علي أفلام ودراما وبرامج منوعات حتي يكسر الملل لدي المشاهد وتصبح القناة الحزبية من قنواته المفضلة, ويجب عليها أيضا أن تبتعد عن الأداء السياسي المباشر علي الأقل حتي تجذب مشاهدين ومنتمين جدد الي الحزب, وعن القنوات الحزبية المستترة التي تتكلم بلسان الأحزاب دون أن تعلن ذلك صراحة قال: ان الشعب المصري أصبح علي دراية ووعي كاملين لكشف مثل هذه الألاعيب وكل القنوات المستترة معروفه لدي كل مصري ولا تحتاج الي من ينبهه عنها. ويقول د.فوزي عبدالغني عميد الإعلام بجامعة فاروس بالإسكندرية ان القنوات الحزبية هو امتداد للصحف الحزبية التي صرح بها القانون, واعتقد انه كي يكتب النجاح لتلك القنوات ان تكون إدارتها الاعلامية مهنية ومتخصصة وبعيده عن الهيئة العليا للحزب أو رئيس الحزب ونوابه, وإذا سيطر رئيس حزب ومن معه علي إدارة تلك القنوات اعتقد أنها ستفشل, كما يجب علي تلك القنوات ان تعرض وجهات نظر حتي المختلفين مع الحزب بحياديه حتي لا تستخف بعقلية المشاهد, وتجربة القنوات الحزبية التي ستظهر صعب الحكم عليها من الآن خصوصا أن لكل مرحلة في مصر ظروفها الخاصة, وعن القنوات الحزبية المستترة قال: ان بعض القنوات العامة التي يمتلكها رجال أعمال منتمين الي أحزاب بعينها تظهر انحيازها او اهتمامها لتلك الأحزاب من وقت لأخر بشكل يؤثر علي مصداقيتها ويقلل من نجاحها, لأنها في الغالب قنوات ناجحة جدا ولكن بعيدا عن خلص محتواها بالانتماء الحزبي لأصحابها.