فجرت بعض المواقع الالكترونية والصحف خبرا يفيد تراجع وزارة الصحة المصرية عن قبول منحة من اللقاح الخماسي الذي يحمي الاطفال من امراض التيتانوس والسعال الديكي والدفتيريا وايضا شلل الاطفال والانفلونزا والالتهاب الكبدي وهذه المنحة مقدمة من المملكة العربية السعودية تحت مظلة منظمة اليونسيف. وأن هذه المنحة قيمتها15 مليون دولار هذا الي جانب1.5 مليون جرعة مصل ضد مرض الدرن وجميع مصروفات الشحن و النقل سوف تتحملها السعودية دون ان تتحمل مصر منها شيئا. فما الحقيقة وراء هذه القضية وماهي أبعادها ؟ ولماذا تجاهلت وزارة الصحة مانشر في هذا الصدد ولم تصدر بيانا يفسرموقفها بقبول او رفض او الاعتذار عن هذه المنحة؟ وماهي استراتيجية وزارة الصحة في توفير الامصال واللقاحات ؟ وكيف تغلبت علي نقص بعض الامصال واللقاحات التي كانت مثار شكوي وغضب الكثير من المواطنين في مختلف المحافظات في الآونة الأخيرة؟ وللإجابة علي تلك التساؤلات حاولنا مقابلة الدكتور محمد مصطفي حامد وزير الصحة والسكان فافاد مسئول مكتبه انه في سفر وان الذي لديه الإجابة عن مسالة المنحة السعودية هو الدكتور عمرو قنديل رئيس قطاع الطب الوقائي بالوزارة وهذا مااكده مسئول بمكتب الدكتورة عبير بركات مساعد وزير الصحة للطب الوقائي والذي افاد بان الوزارة لم ترد رسميا حتي الآن علي ما أثير مؤخرا في بعض وسائل الاعلام عن قبولها اوالاعتذار المسبب للمنحة السعودية بخصوص الامصال واللقاحات خاصة وان المعلومات تشير الي ان المنحة امامها عشرة ايام وقد تحول الي دولة اخري تكون في حاجة اليها. الاجابة الصادمة وكانت اجابة الدكتور عمرو قنديل رئيس قطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة صادمة ولم تضع النقاط علي الحروف, حيث قال ان المعلومة التي لدي أن المنحة السعودية لم تقبل ولم ترفض وانني لست المسئول عن قبول المنح التي تقدم للوزارة او رفضها أو الاعتذار عنها فسألته عن جهود الوزارة في توفير الأمصال واللقاحات اللأزمة لتطعيم الأطفال بعد نقص بعضها في عدد من المحافظات مما ادي إلي شكوي كثير من أولياء الامور, فأكد ان الوزارة وفرت كافة الأمصال واللقاحات والتطعيمات التي يحتاجها الأطفال علي مستوي الجمهورية, ولم توجد مشكلة حالية في اي محافظة من المحافظات وتسير كافة المراكز والوحدات الصحية علي الخطة التي وضعتها الوزارة في هذا الشأن. مشيرا إلي أن مصر لا تستورد احتياجاتها من الأمصال واللقاحات بل هي إنتاج وطني محلي100%. البرنامج المصري في التطعيم ومن جانبه أوضح الدكتور زين العابدين الطاهر مدير الإدارة العامة لمكافحة الأمراض المعدية بوزارة الصحة ان مسئوليتي لاتتعدي المستوي الفني والاداري في عملية التطعيم ولاعلاقه لي بقبول منحة او عدم قبولها وحول جودة اللقاحات والأمصال المصرية وكيف يتم تدبيرها ومصدرها الرئيسي اكد الطاهر ان وضع ومستوي وجودة الأمصال واللقاحات المصرية في برنامج التطعيمات المصري من أفضل وأجود البرامج علي مستوي العالم وهذا بشهادة منظمة الصحة العالمية, مشيرا إلي انه من دلائل ذلك انخفاض معدلات الإصابة بالأمراض وتقليل الوفاة التي يكاد تصل الي الصفر بالإضافة الي إعلان مصر دولة خالية من شلل الأطفال عام2006 بمعرفة منظمة الصحة العالمية موضحا ان مصدرنا في اللقاحات والطعوم التي تحتاجها الوزارة هي الشركة القابصة للتطعيم والامصال التابعة للوزارة وان الإنتاح المحلي منها يكفي احتياجاتنا, والمشكلة التي ظهرت من نقص بعض الطعون في فترة من الفترات جاءت نتيجة ان إحدي الحكومات السابقة تاخرت في إصدار امر الشراء بالأمر المباشر من الشركة المذكورة مما ادي الي استهلاك رصيد المخزون الاستراتيجي, وتم تدارك هذا الامر بإصدار رئيس مجلس الوزراء شراء الكميات اللازمة بالامر المباشر التي تكفي الاستهلاك والمخزون الاستراتيجي من هيئة المصل واللقاح التابعة للوزارة. وأشار مدير الإدارة العامة لمكافحة الإمراض المعدية بوزارة الصحة الي ان الوزارة تقدم تسعة تطعيمات يستفيد منها2 مليون و600 الف طفل من خلال5000 وحدة صحية ومركز طبي علي مستوي الجمهورية وهي طعون ضد الدرن وشلل الأطفال والتيتانوس والسعال الديكي والدفتيريا والالتهاب الكبدي والحصبة والحصبة الالماني والنكاف هذا بخلاف طعوم المدارس مثل السحائي ويطعم طلاب المدارس في مراحل اولي حضانة واولي ابتدائي واولي اعدادي بالتيتانوس والدفتيريا وهذه التطعيمات تحمي الأطفال في هذه المراحل من الامراض المذكورة لمدة تتراوح بين ثلاث الي خمس سنوات بتكلفة حوالي400 مليون جنية سنويا تتحملها الدولة كاملة, ولذلك تقدم هذه التطعيمات مجانا. الخدمة الجديدة وعن الخدمة الجديدة التي تخطط وزارة الصحة تقديمها لجمهور المواطنين قال: اننا بصدد ادخال الطعم الخماسي في أوائل النصف الثاني من العام الحالي والذي يحمي الأطفال من أمراض التيتانوس والسعال الديكي والدفتيريا وايضا شلل الأطفال والهيموفيليس انفلونزا والالتهاب الكبدي ودعا الطاهر في ختام حديثه أولياء الأمور الي الالتزام بمواعيد جلسات التطعيمات والتي تختلف من مكان الي آخر حسب عدد المواليد ولايصح فتح التطعيمات في غير المواعيد المحددة حتي لايتم إهدار المال العام, وضرورة التعاون والتعامل بكل احترام وتقدير مع العاملين بهذه المراكز والوحدات الصحية, لانهم يقومون بخدمة مهمة وعظيمة لجميع ابناء الوطن, لافتا الي ان تعليمات الوزارة الي كافة العاملين بالمراكز والوحدات الصحية علي مستوي الجمهورية هي حسن استقبال اولياء الأمور وتوعيتهم بمواعيد التطعيمات والاعراض التي يمكن أن يتعرض لها المولود أو الطفل نتيجة ذلك. المنحة الخدمية ويؤكد الدكتور نبيل الببلاوي رئيس شركة المصل واللقاح التابعة لوزارة الصحة ان العلاقات بيننا وبين الجانب السعودي في مجال اللقاحات والأمصال علاقات ممتازة. غاية الأمر ان السعودية ليس لها صناعة لقاحات وتعمل في هذا المجال من خلال شركة, كما انها متعاقدة مع شركة متعددة الجنسيات, فالفكرة ان السعودية تريد الوجود في السوق المصرية وهذا يؤثر علي مشروعات التطوير الجاري تنفيذها في المصل واللقاح المصري بهدف حماية هذه الصناعة الوطنية من المنافسة. وأشار الببلاوي الي أننا نرحب بالمنحة السعودية ولكن ليست في شكل تطعيمات او لقاحات من اي نوع وإنما في شكل خدمة ترتقي وتطور وتنهض بصناعة التطعيمات, وليس لدينا اي مانع من قبول هذه المنحة اذا كانت لإصلاح بعض مناطق الإنتاج واستكمال المشروعات المعطلة مثل مشروع إنتاج الأمصال والذي يحتاج الي70 مليون جنية لاستكماله, وإتمام هذا المشروع سوف يخدم المنطقة العربية والإفريقية واغلب دول أسيا وشرق أوروبا ويفتح الباب واسعا أمام التصدير الي هذه الأسواق. ويطمئن الببلاوي جماهير المواطنين بتوفير التطعيمات اللازمة للأطفال وان المخزون الاستراتيجي امن لأننا نعتبر أن صناعة المصل واللقاح قضية امن قومي لاتقبل الجدال أو التقصير فيها, فهي خط الدفاع الأول لمواجهة الأمراض المعدية لدي الأطفال حتي يشبوا أصحاء وأوفياء لوطنهم.