لم يكن الرجل البسيط المكافح سعد محمد شكري46 سنة الذي يعمل بائع فاكهة وخضراوات بمدينة مطوبس بمحافظة كفر الشيخ يتوقع يوما ان تكون نهايته المأساوية علي يد نجله الاكبر هشام43 سنة الذي يعمل معه في تجارة الفاكهة ويعتمد عليه في كل شئ وكان يعامله مثل شقيقه أو صديقه ويبوح له بكل اسراره ويمنحه المال الذي يطلبه علي الفور.. خاصة انه يعلم ان نجله لم يعد صغيرا وانه من الممكن ان يتركه وحيدا في تجارته التي تحتاج الي مجهود بدني كبير وهو اصبح رجلا عجوزا في العقد السابع من العمر ولم يعد قادرا علي تحمل مشقة العمل لرعاية باقي افراد الاسرة المكونة من6 اشخاص بخلاف الأبن هشام. لم يكن هذا التاجر البسيط يعلم ان نجله هشام قد انحرف عن الطريق المستقيم واتخذ من الشيطان قرينا حيث كان يتعاطي المخدرات بكل أنواعها من الحشيش وا لبانجو والاقراص المخدرة وغيرها من المكيفات كما كان يصادق السيدات المنحرفات وينفق عليهن مبالغ مالية كبيرة مما ادي الي استياء والده من كثرة انفاقه ومطالبته له لتحويش فلوسه حتي يستطيع الزواج من احدي الفتيات. إلا أن هذا الابن الشيطان تمادي في تصرفاته غير الطبيعية مما دفع الأب الي عدم منحه المزيد من النقود كما كان يفعل حتي يفيق الابن مما هو فيه ولكن هيهات. كان الشيطان قد سيطر عليه تماما وتمادي في إهانة والده وهو تحت تأثير المخدرات وكان دائم الحصول علي الأموال منه بالقوة في الكثير من الاحيان وفي إحدي الليالي وعقب عودة الأب من عمله منهكا وكان الابن يستعد للخروج في ساعة متأخرة من الليل للقاء رفقاء السوء للسهر معهم كعادته طلب من والده منحه مبلغا من المال وادعي ان له عند والده مبلغا قديما الا ان الاب رفض منحه المال لعلمه انه سيقوم بإنفاقه علي المخدرات ورفقاء السوء مما ادي الي نشوب مشادة كلامية بينهما. وفوجئ محمد نجل المجني عليه الاصغر بشقيقه هشام وقد امسك برأس والده المسن وهو جالس علي الارض في وسط الغرفة وضربه عدة مرات في خشب السرير الذي كان ينام عليه الاب مما ادي الي تهشم رأسه تماما وسقوط الاب وسط بركة من الدماء علي يد نجله الاكبر حيث اصيب الابن الاصغر بالصدمة الشديدة عندما شاهد والده والدماء الغزيرة تنزف من رأسه ولم يستطيع فعل اي شئ لانقاذ والده حيث كان يخشي شقيقه الاكبر هشام.. ولم يفق الابن العاق القاتل إلا بعد ان شاهد والده وقد اصبح جثة هامدة بين يديه وملابسه ملطخة بدماء والده. فقام علي الفور بالهروب من المنزل تاركا خلفه جثة والده وسط بركة من الدماء وشقيقه الي جوارها لايستطيع فعل اي شئ من هول الصدمة والمفاجأة. وكان اللواء اسامة متولي مدير أمن كفر الشيخ قد تلقي اخطارا من العقيد ياسر عدلي عبدالله مأمور مركز مطوبس بالحادث والعثور علي جثة البائع داخل منزله وهو مهشم الرأس, حيث كلف علي الفور اللواء أمجد عبدالفتاح مدير المباحث الجنائية والعميد السيد سلطان رئيس شعبة البحث الجنائي بغرب كفر الشيخ بسرعة كشف غموض الحادث والقبض علي الجاني خاصة بعد ادعاء الابن الاصغر بعدم مشاهدة الحادث خوفا من شقيقه الاكبر ان يبطش به. أكدت تحريات المقدم هشام السمدوني رئيس مباحث مطوبس ان وراء ارتكاب الجريمة البشعة نجل المجني عليه حيث تم القبض عليه وقد حاول في أول الأمر انكار ارتكاب الجريمة ولكن بعد تضييق الخناق عليه ومواجهته باقوال شقيقه واحد الاشخاص الذي سمع مشاجرته مع والده قبل الحادث بقليل, انهار واعترف بارتكاب الجريمة وأنه لم يكن يقصد التخلص من والده وان خلافا قد نشب معه بسبب خلافات مالية بينهما وان والده كان قد تسبب في عدم زواجه وذلك لعدم منحه النقود اللازمة للزواج وقيام والده بالاستيلاء علي مبلغ مالي كبير منه لبخله الشديد ورفض اعادته اليه مما ادي الي نشوب خلاف بينهما تطور الي مشاجرة وتحت تأثير تعاطي المخدرات قام بإمساك رأس والده وضربها في سرير حجرة النوم ولم يكن يقصد قتل وأنه يشعر بالندم علي ارتكاب هذه الجريمة البشعة خاصة انه لايستطيع النوم منذ قيامه بقتل والده المسن. تم تدوين اعترافات الابن القاتل وتحرير محضر بالواقعة وإخطار النيابة العامة التي تولت التحقيق باشراف المستشار أحمد مندور المحامي العام الأول لنيابة كفر الشيخ الكلية وتم التصريح بدفن جثة الاب المجني عليه بعد تشريحها لمعرفة سبب الوفاة وقام المتهم بتمثيل كيفية ارتكابه الجريمة في مسرح الحادث حيث ظل يبكي علي مدار أكثر من ساعتين بعد ان شعر بالندم في وقت لاينفع فيه الندم.