أهدر الرياضيون فرصة ثمينة اثناء لقائهم بالسيد رئيس الجمهورية د. محمد مرسي عندما اختصروا الرياضية المصرية في مطالب بدت فئوية وخلت من نظرة مستقبلية, بعيدة عن مصلحة الوطن. وكانت الأنانية الرياضية هي الدافع لمن تحدثوا اثناء الحوار, الذي خرج دون أن يحقق ورقة المطالب التي ستكون محل نقاش وتنفيذ في المستقبل. غلبت علي اللقاء السطحية باستثناء ومضات قليلة للغاية ربما تعطينا الأمل علي أرض الواقع, وبغض النظر عن النقاط التي تحدث عنها المسئولون إلا أن اللافت للنظر أن الابطال الأوليمبيين لم يحوزوا أي اهتمام ولم يأخذوا الكلمة في حين اخذها من لا يستحق ومن أهدر الملايين ولم يحقق شيئا, إلا أن الوزير العامري فاروق طرح مبادرة إنشاء276 مدرسة رياضية علي مستوي الجمهورية لو تحققت علي أرض الواقع سيدخل التاريخ من أوسع أبوابه وتكفيه هذه وعلي العامري ان يدافع عن هذه الفكرة ويبحث عن كيفية تطبيقها إذا ما أراد أن يسجل اسمه بين الكبار وهذا بعيدا عن أزمة قانون الرياضة وبند الثماني سنوات إلا أنه سقط ربما دون عمد أو أن الظروف غير مناسبة ملف الرياضة والأمن المائي في القارة الأم افريقيا, وكنت أتمني أن يكون هذا الاجتماع من أجل الحديث عن هذه القضية الخطيرة التي يبدو أننا نحاول الهروب منها أو مواجهتها ومازال الوقت متاحا أمام وزارة الرياضة لطرح مبادرة هي المطلوبة في هذا الوقت لخدمة هذا الوطن عن طريق إيجاد حلول وخطة لكي تلعب الرياضة دورا مهما في إعادة قنوات الاتصال بين الاشقاء في افريقيا, غير أن الانانية التي يتميز بها أغلب الرياضيين في مصر تناسوا وغلبوا مصالحهم الشخصية ومصالح أنديتهم علي الوطن الكبير ولم يقدم أي منهم بادرة ولم يتحدثوا وكأن الأمر لايعنيهم عملا بالمثل القائل كل يبكي علي ليلاه وعلي الوطن أن يبحث عن من يدافع عن مصالحه, وكشفت المطالب الفئوية التي دارت خلال الاجتماع وكانت بمثابة الصدمة عن الآتي: أولا: تقدم هارون التوني رئيس نادي هليوبوليس الصفوف وطلب أخذ الكلمة ثم فوجئ الجميع بأنه يطلب تدخل الرئيس في إلغاء بند الاستثناءات في بند العضويات, للفئات المستثناة وهم رجال القضاء والشرطة والجيش والصحفيون ولم يحدثنا عن ناديه وماذا قدم للرياضة ولماذا حضر الاجتماع؟! ثانيا: كشف الاجتماع عن أنانية الأهلي والزمالك فكلا الرئيسين تحدث عن مصلحة ناديه فحسن حمدي طالب بتطبيق الميثاق الاوليمبي في قانون الرياضة وإلغاء بند الثماني سنوات وممدوح عباس اكتفي بالشكوي من الظروف المادية ومحاصرة الضرائب وتدخل الجهات الإدارية ولم يقدم الثنائي ورقة واضحة للنهوض برياضة كرة القدم وكيف تكون داعمة للاقتصاد القومي. ثالثا: تسبب خالد زين رئيس اللجنة الأوليمبية في عدم وضوح الرؤية بالنسبة لمستقبل الرياضية واختصر دور اللجنة الأوليمبية في المحكمة الرياضية وبناء قرية أوليمبية ونسي أن يقول ماذا عن مستقبل الابطال وكيفية إعدادهم, وماذا سنفعل في أوليمبياد البرازيل والمتوسطة؟ بالاضافة إلي أنه اصاب الجميع بالضيق عندما تهكم علي محمد الباز البطل الأوليمبي للملاكمة والذي تحدث بصراحة واضعا يده فوق الجرح بأن رياضة الابطال في مصر انجازات فردية بتوفيق من الله يغيب عنها الاعداد العلمي وهو ما آثار غضب الكثيرين. رابعا: تجاهل الاستماع لمحمد رشوان البطل الفضي صاحب التاريخ الناصع في حين منحوا الكلمة لرانيا علواني التي لم تحقق شيئا علي الصعيد الأوليمبي. خامسا: سقط من الحاضرين الحديث عن الرياضات الفردية والرياضة في الريف واختصروا الكلام عن كرة القدم التي تأخذ ولا تعطي. بينما ابطال الالعاب الفردية يحفرون اسماءهم بالفضة والذهب ويتجاهلهم الاعلام وحرموهم من أن يصل صوتهم إلي رئيس الجمهورية وطغت كرة القدم بسطوتها علي كل شئ. يبقي أن اللقاء سقط منه الأمن المائي ودور الرياضية وتناسي الجميع معسكرات حبقوق والمخطط الصهيوني الذي غزا غرب القارة الافريقية ولم تثرنا اشارات باستيل الذي رفع علم اسرائيل في مونديال المانيا2006 لأن اسرائيل حددت هدفها بينما انغلقنا علي مشاكلنا الداخلية واستغلت كل فراغ تتركه خلفك يملؤه غيرك هكذا فعلت اسرائيل التي استعصت عليها فترة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي لغزو افريقيا ابان الحقبة الناصرية التي كانت تحكم مصر ووقفت سدا منيعا بعد أن قادت ثورات التحرر الوطني وظهور زعامات لعبت دورا في دعم مصر وهم أحمد سيكوتوري في غينيا, نكروما في غانا ولومومبا في الكونغو, ورحل ناصر ومنذ عهد السادات ومرورا بمبارك فقدنا الزعامة وباتت شعارا مهلهلا لتجد اسرائيل ضالتها في السيطرة علي القارة لتستغل مواردها الاقتصادية ومنابع النيل من خلال مخطط رائع أدواته الرياضة عرف باسم معسكرات حبقوق في غرب ووسط القارة, حبقوق هذا هو أحد أنبياء اسرائيل وكان يتميز بالقوة الجسمانية والبنيان القوي لتنطلق الفكرة وتغزو اثيوبيا وغانا وكينيا وزامبيا وانجولا والكونغو والجابون وموزمبيق وكان اخطر مافي الأمر هو تأدية اللاعبين الصغار تحية العلم الصهيوني بصورة يومية صباح كل يوم علي أن ينتهي بترديد قسم يعلنون فيه ولاءهم لاسرائيل. وقد استغلت اسرائيل الظروف الاقتصادية الصعبة لأبناء القارة للضغط علي مصر أيضا.. والسؤال الذي يطرح نفسه في النهاية.. متي نتخلص من انانيتنا ونعطي الوطن حقه بعد أن اخذ الرياضيون كل شئ ولم يعطوه شيئا سوي الأغاني الوطنية؟ الفرصة متاحة أمام الوزير الشاب العامري لأن يخطو خطوات تعيد لنا الكثير مما فقدناه في افريقيا من خلال وضع خطة عمل تقوم علي الاخلاص لهذا الوطن وأن الاشقاء في افريقيا هم ملاذنا وأمننا بعدما تركناهم فريسة لأبناء حبقوق.. فهل نستطيع أن نعيدهم مرة أخري؟