عمالة الأطفال كابوس يؤرق المنظمات الحقوقية والإنسانية في العالم أجمع لا تختلف في ذلك الدول المتقدمة عن تلك النامية إلا في حجم المشكلة وانتشارها فقط ولكنها جميعا شركاء في تلك الجريمة التي تغتال المستقبل, وكان آخرها ما كشفت عنه منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة( فاو) في أول دراسة متخصصة لها في مجال عمالة الأطفال, والتي أظهرت أن قطاع تربية الماشية من القطاعات التي تشهد عمالة الأطفال بكثافة وعلي نطاق واسع علي مستوي العالم ولكنها مهملة لحد بعيد, فقري العالم هي الأقل اهتماما وتعاني من الإهمال لحد بعيد. تختلف مشكلة عمالة الأطفال من دولة لأخري وفق تطورها فالمشكلة في الدول النامية أكبر وأعمق خاصة مع صعوبة الأوضاع الاقتصادية, فتلك الظاهرة تترك أثارا سلبية تنعكس علي المجتمع, لذا فكثير من الاتفاقات الدولية تجرم الاستغلال الاقتصادي للأطفال ومنها اتفاقية حقوق الطفل التي أصدرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة عام1989 والتي نصت في المادة(35-1) علي تعترف الدول الأطراف بحق الطفل في حمايته من الاستغلال الاقتصادي ومن أداء أي عمل يرجح ان يكون مضرا أو ان يمثل إعاقة ليتعلم الطفل أو ان يكون ضارا بصحة الطفل أو بنموه البدني أو العقلي أو الروحي أو المعنوي أو الاجتماعي.17 كما خصصت منظمة العمل الدولية17 اتفاقية لمعالجة شئون عمل الأطفال من بين183 اتفاقية تبنتها المنظمة منذ تأسيسها عام.1919 مصر أيضا من بين تلك الدول التي تستبيح اطفالها فنري عمالة الأطفال حولنا في كافة الانشطة وقد أوضحت الدراسات أن12% من أجمالي الأطفال يعملون وبما يمثل نحو7.6% من أجمالي قوة العمل, ومع تردي الاوضاع الاقتصادية وكلما زادت معدلات الفقر أو ذهبت للقري أو العشوائيات الأقل اهتماما من الحكومة والمجتمع علي حد سواء تجد أن المشكلة تتفاقم والبراءة تتآكل. وكثيرا ما يلام الفقر ونشير إليه بأصابع الاتهام في ظاهرة عمالة الأطفال ولكن لابد وأن نعلم أن عمالة الأطفال أيضا هي مسبب للفقر, حيث تنعكس علي التعليم الذي يحقق بدوره مستوي اجتماعي أفضل, كما أن مشاركة الأطفال في سوق العمل تزيد من البطالة ونقص فرص العمل للبالغين, وعلينا أن نعرف وأن نعترف أن عمالة الأطفال تتنافي مع العدالة الاجتماعية وما دمنا في مصر نأمل في صناعة وجه جديد للحياة بعد ثورة الخامس والعشرون من يناير قائم علي العدالة الاجتماعية والحرية فلابد وأن نكون في أول صفوف الدول التي تحافظ علي أطفالها وتحارب عمالة الأطفال بضراوة أملا في مستقبل مختلف يصنعه أجيال من الأصحاء والمتعلمين, لا من الأطفال المعذبين والمشردين.