في تسعينيات القرن الماضي عانت مصر كثيرا من عمليات اغتيالات وتفجيرات عديدة, واصبح الجميع غير آمن علي حياته وممتلكاته. وكان وراء تلك العمليات المجموعات الارهابية الجهادية والعائدون من افغانستان بعد ان كانوا يقاتلون في صفوف القاعدة ضد الغزو السوفيتي وذلك بعد ان تم تغيير فكرهم وعقيدتهم, واليوم نحن امام سيناريو مكرر فهناك دعوات وجماعات تدعو شباب مصر للسفر والجهاد في سوريا ضد نظام بشار الاسد, الامر الذي ينذر بخطورة شديدة في المستقبل القريب. الغريب في الامر ان المجاهدين في افغانستان ذهبوا ليقاتلوا القوات السوفيتية, اما الآن فهم يقاتلون قوات سورية, ثم ان سوريا الآن بها العديد من الجماعات الارهابية, وتنظيم القاعدة بجانب جماعة نصرة الاسلام التي تم تصنيفها أخيرا انها جماعة ارهابية, فلأي جماعة ارهابية سينضم الشباب المصري المجاهد, واي عقيدة سيقتنع بها, وبأي فكر ارهابي سيتعامل, وما هو الهدف اصلا من تجنيدة وسفرة, ولمصلحة من يقاتل هؤلاء الشباب, ولمن سيسلمون سوريا بعد تدميرها تماما؟ كل تلك الاسئلة لم اجد لها اجابات وافية بيني وبين نفسي سوي ان ما يحدث في سوريا الهدف منه جمع اكبر عدد من المقاتلين من دول وجنسيات مختلفة يقتنعون بالفكر المتطرف من أجل تحقيق أهداف تلك الجماعات للوصول الي السلطة. للاسف الشديد ان الجهل الذي يحظي به البعض من شبابنا هو الذي يدفعهم للذهاب والقتال, فمن يقاتل هؤلاء الشباب, بل علي العكس انهم يعطون ذريعة لبشار الاسد لاستخدام العنف اكثر واكثر لانه يعلم ان المقاتلين في صفوف تلك الجماعات من المرتزقة من دول مختلفة, بل انهم اصبحوا وبالا علي السوريين انفسهم والذين لايرغبون مشاركة اي شخص في تلك الاحداث. الخطورة بعينها عند عودة هؤلاء المقاتلين الي مصر مرة اخري, محملين بتلك الافكار الجهادية الشاذة, ومدربين علي حمل السلاح, واياديهم ملطخة بالدماء ماذا سيفعلون, وما هي مطالبهم وماهي اهدافهم وكيف سيصلون اليها بعد ان اصبح العنف سمتهم الرئيسية, إننا امام كارثة حقيقية ستضاف إلي الكوارث التي نعيشها في مصر الآن, وللاسف لم يتحرك ساكنا لاي مسئول لمنع سفر هؤلاء الشباب وكذا الصمت الرهيب من قبل الأزهر الشريف. [email protected]