علي الرغم من ان عدد الاطفال الأقل من18 سنة في مصر يبلغ نحو29.5 مليون طفل بنسبة36.2% من إجمالي السكان, الا ان قضايا الطفل والأسرة لم تأخذ حقها علي مستوي سياسات وبرامج الدولة علي مر العقود. وخاصة ما جاء في المادة70 من الدستور الجديد حول اباحة عمل الاطفال دون تحديد سن التشغيل, مكتفية فقط بحظر العمل بالاعمال الخطرة قبل سن التعليم الإلزامي وهو ما يعني صراحة الموافقة علي عمل الأطفال في أي مرحلة عمرية, وهذا لا يرتقي إلي طموحات دولة تسعي إلي تربية وتعليم وتنشئة عقلية متفتحة سليمة... هكذا بدأ الدكتور نصر السيد الامين العام للمجلس القومي للطفوله والامومة حديثه في حواره مع الأهرام عن اهم إنجازات المجلس والمعوقات التي تواجهه. في البداية سألناه كم عدد الأطفال العاملين و في اي ظروف يعملون؟ ** عدد الأطفال العاملين في مصر يصل إلي حوالي مليون و594 ألف طفل في الفئة العمرية بين5 و17 عاما, نصفهم تقريبا يعملون في مهن خطرة كالمسابك والمحاجر ومكامير الفحم لانها لا تحتاج الي مهارات مما يعرض حياتهم وصحتهم لخطر داهم قد يصل الي الموت نتيجة الانحناء لفترة طويلة والبرودة أو الحرارة الشديدة, فضلا عن التعرض للمواد الخطرة الكيماوية والمبيدات والأصباغ, هذا الي جانب ان هذه الاوساط تعد بيئة خصبة جدا لكل اشكال الانحراف, والكارثة الجديدة ايضا في عمالة الاطفال هي قيادة التوك توك ففي محافظة الدقهلية وحدها يوجد11 الف توك توك20% منها يقودها اطفال اقل من14 سنة, وقد قام المجلس بالتعاون مع كافة الوزارات والجمعيات المعنية بشئون الطفل باعداد ملف صحي للاطفال في المهن الخطرة وعمل برامج توعية للاهل بخطورة التواجد في مثل هذه الاماكن ومحاولة ايجاد بديل للدخل الذي يتقاضاة الطفل او تدريبة علي مهن اخري اقل خطورة, خاصة ان معظم ورش النجارة والحدادة والميكانيكية تحولت الي توكيلات لشركات كبري لذلك نجد بلية اختفي من هذه الورش لنجده في الشارع او في المحاجر. ما دور المجلس للحد من ظاهرة التسرب من التعليم والعنف المدرسي ؟ ** تبني المجلس مبادرة لمعالجة ومكافحة كافة أشكال العنف ضدهم, لاسيما بعد رصد بعض الاحداث الغريبة علي اخلاقيات المجتمع المصري مثل حوادث الاغتصاب وهتك العرض والتحرش, ورغم محدودية تلك الجرائم مقارنة بعدد السكان الا انها تتطلب تدخلا عاجلا قبل تفاقمها لتصبح ظاهرة, وتقوم المبادرة علي عدة محاور منها الترويجيوالذي يتم بموجبه التنسيق مع الجهات المعنية لتنشيط الإبلاغ عن جرائم العنف والإساءة واستغلال الأطفال, ونبذ ثقافة الصمت المحيط بتلك الممارسات,وعدم الخوف من الجناة, حيث ان البلاغات التي ترد الي خط نجدة الطفل لاتمثل إلا10% فقط من الواقع, وفيما يتعلق بالمحور التشريعي فان المجلس سيتقدم رسميا لوزارة العدل, والنيابة العامة من خلال هذه المبادرة بمقترحات لتغليظ العقوبات الواردة بكل من قانوني الطفل والعقوبات لاسيما العقوبات المقررة لأي جريمة إذا وقعت من البالغين علي الأطفال, أو إذا ارتكبها أحد والديه, أو من له الولاية أو الوصاية عليه, ويقوم المجلس بتنفيذ البرنامج القومي لجودة التعليم سعيا لتطوير العملية التعليمية وانطلاقا من أن التعليم هو قاطرة التنمية حيث نجح في تحويل ثلاث مدارس عادية بثلاث محافظات إلي مدارس ذكية لتنمية القدرة علي الفهم والاستيعاب العقلي والفكري للطلاب وليس مجرد التلقين والحفظ وبطرق علمية جديدة باعتبارك طبيبا ومساعدا لوزير الصحة ما رأيك في صحة الطفل المصري؟ ** نسبة التقزم في مصر وصلت الي29% نتيجة لسوء التغذية, حيث ان40% من المدارس لاتقدم الوجبة المدرسية علي الرغم ان الميزانية ارتفعت الي17 مليون جنيه وتشمل50 الف مدرسة, لذلك قمنا بحملات توعيه مكثفة بالغذاء الصحي, وفيما يتعلق بظاهرة شلل الاطفال فان مصر هي الدوله الوحيدة التي تأخذ عينات من محطات المجاري لاكتشاف الفيروس حيث نقوم باخذ عينات دورية من20 محطة مجاري وتحلل بمنظمة الصحه العالمية ونتيجة للتحليلات والاشتباه في وجود الفيروس في بعض المناطق قد تكون لغير مصريين لذلك تقوم وزارة الصحة بحملة تطعيم محدودة ضد شلل الاطفال ما دور لجان الحماية ومنظمات المجتمع المدني؟ ** يعمل المجلس علي مناهضة كافة أشكال العنف والاستغلال والإساءة والتهميش التي يتعرض لها الطفل داخل المدرسة أو الأسرة أو الشارع, وكذلك مؤسسات الرعاية الاجتماعية, حيث تشكل270 مركزا علي مستوي المحافظات لرصد حالات تعرض الاطفال للخطر, وتقديم الخدمات اللازمة لهم من خلال اللجان التي تتميز بأنها تجمع بين مختلف الوزارات المكلفة بحماية حقوق الطفل في جميع المجالات. حيث اننا كمجلس قومي لانستطيع ان نعمل وحدنا ولكننا نحتاج لتضافر كافة جهود المجالس والهيئات الاخري, وقد قمنا بالتعاون مع اليونيسيف بتفعيل لجان حماية الاطفال في5 محافظات وهي الحماية من المواقع الالكترونية والاباحية, ومن كافة اشكال العنف, واستغلال اطفال الشوارع والزواج المبكر والتدخين والادمان, وسوء التغذية و أفلام العنف والجريمة وايضا حمايتهم من الحوادث واخيرا الاثار النفسية للثورة عليهم وسوف يمتد عمل اللجان الي باقي المحافظات قبل نهاية العام. ما المعوقات التي تواجه عمل المجلس؟ ** أولي هذه المعوقات ان المدارس بلا طلبة نعمل مع مين, والثاني هو نقص التمويل من الجهات المانحة بسبب الإنفلات الامني والفوضي التي تسود البلاد والذي يؤدي الي ان معظم الانشطة لا تنفذ في موعدها, وهذا بدوره يقلل من نشاط منظمات المجتمع المدني, ايضا عدم تقبل المجتمع لقوانين ووسائل حماية الطفولة فالناس بتعاند وتفضل تجيب حقها بيدها, ايضا ارتباط المجلس بمطبوعاته باسم سوزان مبارك ايضا, ومن الظواهر التي تزداد وتنمو ارغام البنات بالمرحلة الابتدائية علي الحجاب خاصة في الريف.