جاءت الندوة الأولي لصالون طه حسين الثقافي تحمل عنوانا دالا آفاق التغيير بعد الثورة لتعرض لحالة الحراك المجتمعي الذي ينطلق من إشكاليات التحولات والتغيرات التي طرأت علي المجتمع المصري. ويأتي الصالون الثقافي الأول والذي عقد بمقر متحف طه حسين بعد توقف دام سبع سنين لعمل الترميمات اللازمة له, وكما تقول الفنانة التشكيلية زينب منهي مديرة المتحف, يعتبر هذا اليوم عرسا ثقافيا لعشاق عميد الأدب العربي د. طه حسين. د. سعيد اللاوندي أحد ضيوف الصالون وخبير العلاقات السياسية والدولية بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية, أشار إلي أن موضوع الندوة يناقش المشهد السياسي بكل أبعاده, حيث يري أننا أصبحنا كلنا محللين سياسيين بالفعل, فبعد ثورة25 يناير وجدنا90 مليون مواطن مصري يتحدث كمحلل سياسي, وكأنك في ندوة سياسية لم تعهدها مصر من قبل, قد يكون هذا أمرا طبيعيا بعد حجب الممارسة السياسية الحقيقية عنه طويلا, لكن المهم أن تتجه الاحزاب إلي الإئتلاف الوطني, إعلاء لحق الوطن علينا جميعا بحيث يمضي بنا المشهد إلي المواءمات السياسية ولنستلهم أفكارنا وتوجهاتنا من فكر وعقل وبصيرة عميد الأدب العربي د. طه حسين. وتحدث الناقد الأدبي د. حسام عقل قائلا.. نحن في رحاب عميد الأدب العربي وأن هذه الندوة ليست مجرد قراءة للمستقبل السياسي في البلاد وهي نوع من المصالحة لعميد الأدب العربي الذي تعرض تمثاله في المنيا لامتهان شديد ولد في النفوس مرارات كثيرة لأنه لم تكن هذه هي الصورة المتوقعة بعد ثورة كبيرة, وبالتالي كان هناك هاجس أو خوف, هل ستتعامل مصر مع مفكريها بهذه الصورة, لكن المصالحة الحقيقية مع طه حسين كما يراها د. عقل هي أن نفيد من إحياء ميراثه الفكري ورؤيته وبصيرته وقد نتفق أو نختلف معه هذا أمر وارد وطبيعي, لكن من يختلف مع عميد الادب العربي لابد أن يثمن دوره غاليا, ويكفي أن نقول إن كتابا مثل كتاب الايام ترجم تقريبا إلي كل لغات العالم. ويضيف الناقد, أن طه حسين أصبح اسما لايخصنا وحدنا بل يخص الفكر العربي عامة, فهو الذي أعاد للدراسة النقدية الأسس الموضوعية من خلال كتابه الشهير ذكري أبي العلاء فالكتاب يعتبر نبراسا للنقد العربي الحديث. والامتحان هو ما أسميه بتعايش الفرقاء فهل ينجح المصريون بالفعل في أن يجتازوا هذا الاختبار من حيث تعايش الفرقاء؟! والسؤال الآن هو هل ترتطم الثورة المصرية ونحن نقول هذا للنخبة وللناس جميعا هل يرتطم هذا بمصير الثورة الرومانية مثلا حيث عاد النظام القديم من خلال الطاغية( أليسكو) أو بمصير ثورة البرتغال( ثورة أوكرانيا) هذه كلها صور وتساؤلات مطروحة علي أصحاب قرار التغيير.