أعلن كرادلة الفاتيكان أمس عن اختيار الأرجنتيني جورجي ماريو بيرجوجليو البابا رقم 266 للفاتيكان ليقود الكنيسة الرومانية الكاثوليكية عقب الاستقالة المفاجئة للبابا بينديكت السادس عشر الشهر الماضي. وبعد مرور يومين من الاجتماع السري الذي عقده الكرادلة ال 115 بالكنيسة الكاثوليكية لاختيار اسم البابا الجديد, نجحت جولة الاقتراع الخامسة بين كرادلة الفاتيكان, في الاتفاق علي اسم البابا ال 266 الجديد. وأعلن أسقف الكنيسة الكاثوليكية أمام حشود هائلة تجمعت في ساحة القديس بطرس أن البابا الجديد سيحمل لقب البابا فرنسيس. وجاء الإعلان عن اختيار البابا الجديد بإطلاق دخان أبيض من كنيسة السيستين في الفاتيكان والذي يعتبر علامة علي توصل الكرادلة إلي انتخاب البابا الجديد لخلافة البابا بينديكت السادس عشر, كما قرعت أجراس كنيسة القديس بطرس لتؤكد ان بابا جديدا قد انتخب, حيث تأتي هذه الخطوات في إطار طقوس الكنيسة الكاثوليكية لدي اختيارها بابا الفاتيكان. وبعد نحو ساعة من انبعاث الدخان الأبيض ظهر البابا فرانسيس- البالغ من العمر 76 عاما- في الشرفة المركزية لكنيسة القديس بطرس في اشارة الي اختيار بابا جديد ليقود الكاثوليك البالغ عددهم 1.2 مليار نسمة علي مستوي العالم. وعقب ظهور البابا فرنسيس ارتفعت الهتافات التي انطلقت من الحشد الضخم الذي تجمع في ساحة القديس بطرس انتظارا لإعلان اسم البابا الجديد بالرغم من الطقس الممطر, وهتفت حشود الجماهير وهي ترفع الأعلام' أصبح لنا بابا..يعيش البابا'. السيرة الذاتية ل "بابا الفاتيكان" الجديد الارجنتيني خورخي برغوليو (76 عاما) الذي شكل انتخابه الاربعاء خلفا للبابا المستقيل بنديكتوس السادس عشر مفاجأة، هو يسوعي متقشف يصنف معتدلا وصاحب منحى اصلاحي. وبحسب المعلومات التي تسربت عن المجمع الانتخابي الاخير في 2005، كان خورخي برغوليو اخر كاردينال واجه بنديكتوس السادس عشر قبل فوز الاخير بمنصب البابوية. وانتخابه حبرا اعظم تحت اسم فرنسيس الاول يشكل سابقة للكنيسة الكاثوليكية التي لم يتول ادارتها على الاطلاق احد اعضاء الرهبنة اليسوعية. وهذا الرجل الخجول والقليل الكلام اسقف بوينس ايرس ورئيس اساقفة الارجنتين، يحظى باحترام كبير بين اقرانه الذين يقدرون اندفاعه ونمط عيشه المجرد من اي تباه. وفي العام 2010، عارض بقوة قانونا يشرع الزواج بين المثليين في الارجنتين حيث الاجهاض محظور. وحمل ايضا على الحق في تغيير الجنس في سجلات الاحوال الشخصية. وفي ايلول/سبتمبر 2012، انتقد الكهنة الذين رفضوا منح سر العماد للاطفال المولودين خارج الزواج واصفا اياهم ب"المنافقين". والبابا الجديد ولد في 17 كانون الاول/ديسمبر 1936 في بوينس ايرس في عائلة متواضعة. وهو نجل موظف في السكة الحديد من اصل ايطالي، درس في المدرسة الحكومية. وانهى دروسه بشهادة تقنية في الكيمياء. وفي سن الثانية والعشرين، دخل الرهبنة اليسوعية حيث درس العلوم الانسانية ونال اجازة في الفلسفة. ثم درس اللاهوت. وسيم كاهنا في 13 كانون الاول/ديسمبر 1969. وبعد اقل من اربعة اعوام، اي في سن السادسة والثلاثين، انتخب مسؤولا وطنيا لليسوعيين الارجنتينيين. وسيتحمل هذه المسؤولية طيلة ستة اعوام. وخلال الديكتاتورية العسكرية في الارجنتين (1976-1983)، ناضل خورخي برغوليو للحفاظ على وحدة الحركة اليسوعية. وتوجه بعدها الى فريبورغ في المانيا حيث نال شهادة الدكتوراه. ولدى عودته، استأنف نشاطه الرعوي ككاهن محلي بسيط في مدينة كوردوبا على بعد 700 كلم شمال بوينس ايرس. وفي 20 ايار/مايو 1992، عينه البابا يوحنا بولس الثاني اسقفا على اوكا واسقفا مساعدا في بوينس ايرس. وقفز سلم الهرمية الكاثوليكية عندئذ في العاصمة وارتدى اللباس الارجواني اخيرا ككاردينال في 21 شباط/فبراير 2001. وعلى الرغم من هذه المسيرة، بقي الرجل "متواضعا جدا" و"وديعا جدا" بحسب الاب ماركو. ينهض في الساعة 04,30 صباحا وينهي يومه في الساعة 21,00. ليس لديه سيارة ويتنقل بواسطة وسائل النقل العام وتخلى عن شغل مقر اقامة الاساقفة الفخم في بوينس ايرس. يقال عنه انه يولي عناية كبيرة لحاجات مساعديه الذين يمكنهم ان يتحدثوا اليه في اي لحظة عبر الهاتف. لا يعطي مقابلات على الرغم من انه قارىء منتظم للصحف. والمعروف عنه ايضا انه قارىء نهم لخوسيه لويس بورغيس ودوستويفسكي ويهوى الاوبرا ويحب نادي كرة القدم في بوينس ايرس سان لورانزو الذي اسسه كاهن.