علي عكس ماتردد الأغاني والموروث الشعبي من أن سواقي الفيوم التي تعتبر من أهم معالمها السياحية والاثرية والتاريخية, وتتوسط شعار المحافظة الرسمي مع بحيرة قارون, هي7 سواقي فقط فالواقع يؤكد أن المحافظة تضم أكثر من300 ساقية في مختلف المواقع مكونة نظاما فريدا للري علي مستوي العالم. اخترعها الفلاح الفيومي القديم باحساس فنان وفكر وذكاء مهندس له قدرة علي الابتكار ليتحدي بها طبيعة أراضي الفيوم التي تقع علي شكل منخفضات ومرتفعات يصعب معها أي نظام للري وفي ظل نظام فريد من نوعه في العالم وهو الري( بالراحة) عن طريق مرور المياه التي تدخل محافظة الفيوم عن طريق بحر يوسف في قنوات تشق جمع اراضي المحافظة دون استخدام ماكينات او الات رفع وتحصل كل مساحة من الاراضي علي نصيب محدد من المياه وبزمن محدد بالتناوب عن طريق فتحات علي الترع تغلق وتفتح لحصول كل مساحة علي حقها من المياة بنظام متعارف عليه بين اصحاب الاراضي ومسجل في مديرية الري والجمعيات الزراعية ولدي مشايخ البلاد هذا النظام يصعب معه ري الاراضي التي تقع في المناطق المرتفعة. فاخترع الساقية للتغلب علي هذه المشكلة لتأخذ المياه من المنخفضات الي المرتفعات ويعكس المثل القائل( الميه ماتطلعش في العالي).. بالساقية الميه تطلع في العالي وأصبحت ميزان عدل لتوزيع مياه الري علي كل الاراضي لذلك فإن اراضي الفيوم بها أكثر من300 ساقية في مختلف المواقع. وليست سبع سواقي كما تقول الاغنية.. ولاهي بتنعي... ولم يكن في تفكير مخترعها ايضا ان تكون للفرجة او الزينة او لتنشيط السياحة.. علي عكس كلمات الاغنية.. فإن صوت دورانها بالنسبة للفلاح الفيومي نغم وطرب ونماء لان دورانها يعني وجود المياه للري لينمو الزرع ثم يأتي حصاده ليعم الخير فكان صوت دورانها نغم ونماء.. وليس نعيا ورثاء. واذا كانت تنعي كما تقول الاغنية.. فهي تنعي العدل الذي غاب عن أصحاب الاراضي الذين يجورون علي حقوق صغار الفلاحين من جيرانهم في الاراضي والذي تقع اراضيهم في نهايات الترع وتنعي مخترعها الذي اعتبرها ميزان عدل في وقت ضاع فيه العدل في توزيع المياه.